أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن القدس بعروبتها وهويتها التاريخية والدينية قبلة لجميع الشعوب من مختلف الأديان وموقف الإمارات هو ترسيخ مبادئ سلام حقيقية بهدف ضمان الحقوق العربية والفلسطينية والاستقرار الدائم في المنطقة.
وقد عبّر سموه عن موقف الإمارات تجاه القرار الأميركي بشأن نقل السفارة الأميركية للقدس قائلاً: «مدينة القدس هي جوهر الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية.. والقضية الفلسطينية هي جوهر استقرار المنطقة.. والمساس بالقدس هو مساس باستقرار المنطقة.. وتمكين لخطاب متطرف جديد وفتح لنوافذ الإرهاب الذي بدأ العالم في هزيمته فكرياً وعملياً)».
لقد أثرت أحداث ما يسمى بالربيع العربي في عدة عواصم عربية وما صاحبها من نكبات وتغيرات في أنظمة وتوجهات سياسية للمنطقة العربية برمتها على سير عملية القضية الفلسطينية وأصابتها بالتراجع.
إلا أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية ثابته ومحددة ولا مزايدة على ذلك، لأن دولة الإمارات تنطلق في نهج سياستها الخارجية على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة لن تغيرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية على الساحة، سياسات ثابتة منذ قيام دولة الاتحاد في عهد مؤسسها وباني نهضتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدّم الكثير من أجل الفلسطينيين وقضيتهم العادلة سواء دعم سياسي أو مادي أو معنوي، وشهادة التاريخ في حرب أكتوبر العام 1973 عندما خرج زايد الرجل العربي المسلم بوقفته التاريخية المشهودة مطلقاً صيحته المدوية متجاهلاً كل التهديدات الغربية، قائلاً:
«إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر».
واقتحم «زايد الخير حكيم العرب» المعركة بالسلاح الجبار الذي يملكه، فبادر بكل شهامة إلى قطع النفط عن الدول المساندة لإسرائيل، وتبعته باقي الدول العربية المصدرة للنفط، ما شكل ضغطاً فاعلاً على القرار الدولي بالنسبة لحرب أكتوبر المجيدة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده زايد أثناء المعركة سأل أحد الصحافيين الأجانب، ألست خائفاً من الدول الكبرى؟ لقد كنت أول من قطع النفط عن الولايات المتحدة؟
ولم يصنع السؤال مفاجأة فأجاب رحمه الله على الفور: «إننا لا نخاف من أحد، وإذا تسلل الخوف إلى قلوبنا فإننا لن نقاتل دفاعاً عن شرفنا، ونسترد حقوقنا المسلوبة، إن أغلى شيء يملكه الإنسان هو روحه والأرواح بيد الله عز وجل، إن إسرائيل توجه صواريخها إلى الأرض العربية.
وتتمركز فيها منذ أكثر من 30 عاماً، والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي يصل إليها براً وبحراً وجواً وبالمال الذي يدفع لها من الخزانة الأميركية كل يوم بلا حساب، فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر؟» وبقي المغفور له يؤكد في كل مناسبة أن العالم العربي كله لا يسعى إلى الحرب، وإنما يسعى في نضاله ضد إسرائيل إلى استعادة الحق الذي اغتصبته من دون وجه حق أو سند قانوني.
إن دولة الإمارات ماضية بثبات في دعمها للقضية الفلسطينية.. لأن هدفها هو دعم الشعب الفلسطيني ككل وليس تياراً معيناً، حيث تركز دولة الإمارات في دعمها للشعب الفلسطيني على القطاعات التنموية التي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، من أجل تحسين معيشتهم والنهوض بمستقبلهم…
وها هي إمارات الخير ومنذ بضعة أيام توقع مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» اتفاقية تعاون بـ 40.4 مليون درهم واتفاقية تعاون ثلاثي بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي و«أونروا» ومؤسسة دبي العطاء بـ 14.6 مليون درهم لدعم برامج التعليم لـ”أونروا” في قطاع غزة، وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في فلسطين على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم من خلال مدارس “أونروا”.
ومما لا شك فيه إن المنحة الإماراتية ستعزز من سير العملية التعليمية في قطاع غزة بما في ذلك تطوير أساليب ومناهج التعليم وتطوير المهارات من خلال توفير مختلف أنواع المواد التعليمية لما يقرب من 15173 طفلاً من أطفال اللاجئين الفلسطينيين، كما تهدف المنحة إلى تمكين “أونروا” من توفير بيئة تعليمية آمنة لأطفال اللاجئين الفلسطينيين من خلال الحفاظ على المرافق المدرسية نظيفة وصحية.
كما ستوفر أيضاً المواد التعليمية وتوزيع القرطاسية والحقائب المدرسية وغيرها من المستلزمات لجميع الطلاب والطالبات من اللاجئين الفلسطينيين في القطاع والذي من شأنه أن يخفف عن الطلبة وأهاليهم أعباء مالية إضافية مع بداية كل عام دراسي خصوصاً وأن الكثير من الأسر في قطاع غزة تعاني من الفقر المدقع.
وختاماً نقول للمغرضين والحاقدين وخاصة مواقع وصحف ميليشيات الملالي وحزب الشيطان «بوق الأسرة الخمينية»، ومن في ركبهم وبحماقتهم: «موتوا بغيظكم، هذه الإمارات ومواقفها الإنسانية العروبية الأخلاقية المشرفة تجاه فلسطين وقدسيتها، والتاريخ قال كلمته ولن يعود إلى الوراء».
بقلم: موزة العبار