الجمعة , 13 شوال 1446 هـ , 11 أبريل 2025 م   |  آخر تحديث مارس 3, 2025 , 20:49 م

أنصفوا العربيّة!!


أنصفوا العربيّة!!



 

هل يختلف فينا اثنان على أنّ أمتنا الإسلاميّة والعربيّة صاحبةُ رسالة خالدةٍ بخلود القرآن المحفوظ بلغة عزيزة كريمة؟!!.

هل يتنازع قومٌ بيننا على أنّ حضارتنا العربيّة سادت لقرونٍ، ووصلت لحدودٍ لا تغيبُ عنها الشمس؟ الأمر الذي جعل “هارون الرشيد” خامس الخلفاء العباسيين يخاطبُ سحابة مثقلة بالمطر، قائلًا: “أمطري حيث شئت، فإنّ خراجك لي”.

هل يا تُرى يوجد ذي بصرٍ وبصيرةٍ يُنكرُ ما قدّمه العلماء والفلاسفة العرب للنضهة العالمية وسائر البشرية؟!! لا ينكرُ ما سبق إلاّ جاهلٌ أو غيرَ ذي رشدٍ.

 

بعد هذه الكلمات ألا يحق للغتنا العربية أن تلبس ثوب سعادة في يوم عيدٍ لها، يُحدد من قبل أبناء العربية أنفسهم؟!! هل ما طالبَ به مَن قبلي، وأُذكرُ به اليوم هو ضربٌ من المُحال؟!

ستعقد بقادم الأيام قمة عربية طارئة، أعلم أنّ ملفات عديدة تثقل كاهل المجتمعين؛ من جُرح “غزة” النازف إلى آهات “سورية” العزيزة، فمستقبلٍ مجهولٍ للمنطقة، في ظلّ تحولات – أفرزتها حربُ العام ونصف – لا مثيل لها، ولا أحد يعرف أين ستوصلنا.

 

وسطَ كلّ هذا نتوجه إليكم اليوم بنداء – يعكس أهمية اللغة العربية في هويتنا الثقافية والتاريخية، وذاكرة شعوبنا التي تفتخرُ بها- لاعتماد يومٍ خاصٍ للاحتفاء باللغة العربية، غير اليوم الذي اعتمدته “منظمة اليونسكو”.

وهنا كم جميلٌ ومعبرٌ عن عمق العربية، ومتانة جذورها في الحضارة والتاريخ، أن يُعتمد يوم نزلت “اقرأ” وهو اليوم الذي نادى به الأستاذ الدكتور السوري “جورج جبور” قبل عقدين ونيف، في رحاب “جامعة حلب”

إنّ اعتماد هذا اليوم هو نوعٌ من العرفان لصاحب الفكرة، ولجامعة حلب، الّتي خرج النداء الأول منها، علاوة عن أنّه يظهر عمق الانتماء والتمسك بجذور اللغة.

 

إنّ خطوة كهذا ستكون محطة رائدة تعزز من مكانة لغتنا في العالم، وتساهم في نشر المعرفة والثقافة العربية، بين الأجيال الجديدة.

ختامًا: لطالما شدّ انتباهي وتقديري تمسك الدكتور “جبور” بضرورة أن يكون يوم اللغة العربية يوم نزلت “اقرأ” وإصراره على ذلك منذ سنواتٍ، وكنت أرى إعجابًا منه بهذا اليوم والفكرة، تذكرتُ ما ذكره “الزركلي” في‮ ‬كتابه‮ «‬الأعلام‮» أنّ ‬القاضي‮ ‬إياس؛ ‬ويُضرب المثل بذكائه، حين سئل عن علمه، قال‮: «‬أيعجبكم ما أقول؟ قالوا‮: ‬نعم، ‮ ‬قال‮: ‬فأنا أحق أن أُعجب به‮.

 

بقلم: عبدالعزيز محمود المصطفي 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com