تُعدّ الغُربة تجربة إنسانية تحمل جوانب إيجابية وسلبية، ويختلف تأثيرها من شخص لآخر حسب ظروفه الشخصية والاجتماعية. تمنح الغُربة الفرصة للتعرف على ثقافات وعادات وتقاليد جديدة في حياة كل مغترب، مما يوسع آفاقه الفكرية والثقافية. كما تساعد على تطوير مهارات التكيف مع البيئات المختلفة، وتعزز الاعتماد على النفس، وتزيد من القدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات، مما يساعد المغترب على تحديد أهدافه وطموحاته بوضوح.
تدفع الغُربة الشخص إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، مما يعزز نموه الشخصي ويمنحه ثقة أكبر بالنفس. ولا شك أن للغُربة تأثيرًا إيجابيًا على كل مغترب، ولكنها تحمل أيضًا بعض التأثيرات السلبية، مثل الشعور بالوحدة والحنين إلى الأهل والأصدقاء، خاصة في البداية. يواجه المغترب صعوبات في التأقلم مع البيئة الجديدة والشعور بالانتماء، إلى جانب تحديات تعلم اللغة الجديدة وفهم الثقافات المحلية. كما قد يجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة والحفاظ على العلاقات القديمة.
للتغلب على تحديات الغُربة، يجب على المغترب التعرف على ثقافات وعادات البلد الذي يعيش فيه، والبحث عن دعم نفسي واجتماعي، مع الحرص على التحلي بالإيجابية والتفاؤل من أجل التأقلم بشكل أفضل.
باختصار، تُعدّ الغُربة تجربة فريدة من نوعها، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المغترب، إلا أنها قد تكون فرصة للنمو والتطور واكتساب الخبرات. فالغُربة حياة جديدة يجب أن يكون لها تأثير إيجابي على كل مغترب.
بقلم: دعاء أحمد عبدالدايم