كان بالأمس وأصبح اليوم ولا أعلم عن الغد ..
ولم أعد أبالي .
نعم ؛ بالأمس كان لي سند وظهر وحياة ، واليوم فقدت هذا السند ، وكُسِر ظهري لفقده ، لذا لم أعد أبالي …
كانت حياتي مختلفة كلياً عن اليوم واللحظة ، كانت حياتي أكثر أمناً وإستقراراً رغم أن سندي كان على السرير لا يقوى على الحركة ، إلا أن وجوده كفيلاً بأن يحيطني بهالة وردية ، كلها حب وأمان …
واليوم رحل عني قرة عيني إلى ديار الحق ، ولا إعتراض لحكم الله وقدره …
ولكن ؛ لم أعد تلك الفتاة التي تملاء المكان بهجة وسرور ، ولم أعد تلك الفتاة ، التي تبرق عينيها حباً للحياة ، وترسم على شفتيها إبتسامة كلها فرح وبهجة وسرور …
هناك ما ينقصني ، هناك عطرٌ باقٍ من روح فقدتها ، وآلمني فقدها …
رحل والدي إلى جوار ربه ، وأخشى أن تكون حياتي قد رحلت معه ، فهو لم يكن أبي فقط ، بل كان فؤادي …
أرفع يدي إلى خالقي ، أدعوه وأرجوه أن يكرم ضيفه بمنزلة عالية ، كيف لا ؟! وأنا أدعو الكريم اللطيف ..
وأدعوه أن يجبر كسرى ، وكيف لا ؟! وأنا أدعو الجبار …
اللهم يا جبار السموات والأرض ، أجبرني جبراً يليق بجبرك ، جبراً أنت أهله ووليه ، بحق أسمك الجبار يا عظيم ، اللهم أربط على قلبي رباط الصبر ، فأنا لم أفقد شخص عادي ، أو مجرد أب ، بل أنا فقدت طعم الحياة بأكملها بفقدك يا والدي …
رحمة الله عليك يا تاج راسي ، وأسأل الله تعالى أن يجعل الفردوس مستقراً لك …
وأدعوك وأرجوك يا الله ، أن تحمي أمي قرة عيني ، وتلبسها ثوب الصحة والعافية ، وتبارك لنا فيها ، فهي كل حياتنا يا الله …
الحمدلله على ما مضى ، الحمدلله على ما أنا عليه الآن ، الحمدلله على ما سيأتي ، الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه …
أبي ؛ إلى جنات الخلد بإذن الله …
بقلم #إبنتك : #خولة_الطنيجي – ( الإمارات )