استعر لهيب معارك الأنبار بين قوى الأمن وتنظيم «داعش»، إذ تمكّن الجيش العراقي من انتزع منطقة السجارية من الإرهابيين، وفيما قتل العشرات من عناصر التنظيم بينهم قادة شمالي الرمادي، أجلت السلطات نحو تسعة آلاف مدني إلى مخيّمات خارج المدينة، في الأثناء أربك اندساس عناصر الحشد الشعبي في صفوف قوات الشرطة سير العمليات العسكرية.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، أنّ القوات حررت خلال الساعات الماضية منطقة السجارية شرقي الرمادي وقتلت حوالي 26 إرهابياً، وذلك بمساهمة فاعلة لطيران التحالف الدولي، مشيراً إلى أنّ العملية العسكرية مستمرّة لتحرير منطقتي جويبة والمضيق القريبة من الخالدية، وأنّ المواجهة ضعيفة جداً من إرهابيي داعش.
من جهته، أكّد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي ارزيج وجود آلاف العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش في مناطق الرمادي، وأنّ العملية تحتاج شركات أمنية متخصصة لرفع العبوات كي تبدأ مرحلة إعادة بناء البنى التحتية وإعادة النازحين إلى ديارهم.
في الأثناء، قال العقيد ياسر الدليمي من قيادة شرطة الأنبار، إنّ عمليات الإجلاء التي قامت بها قوات الأمن العراقية خلال الأسابيع الماضية، التي شهدت عمليات عسكرية لتطهير الرمادي من تنظيم داعش، كانت شاقة للغاية لأنّ الإرهابيين يحاولون إبقاء المدنيين رهائن عندهم.
وأضاف الدليمي أنّ «عدد المدنيين الذين تمكنّت قوات الأمن من إجلائهم من مناطق الرمادي وضواحيها تجاوز تسعة آلاف مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى»، لافتاً إلى أنّ «العديد من المدنيين قتلوا بنيران داعش جراء محاولتهم الخروج عن طاعته.
على صعيد متصل، ذكر قائد عمليات محافظة الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أنّ القطعات الأرضية التابعة لقيادة عمليات الأنبار وبالتعاون مع طيران التحالف الدولي، تمكنوا من قتل 54 داعشياً بينهم الإرهابي المدعو أبو عائشة المصلاوي أبرز قيادات عصابات داعش الإرهابية في منطقة البو ذياب، مضيفاً أن «الإرهابيين قتلوا بقصف استهدف ثلاثة أوكار تابعة لداعش»، مشيراً إلى أنّ الجهد الهندسي تمكن من تفجير 55 عبوة ناسفة في المنطقة ذاتها.
إلى ذلك، أفاد مصدر رفيع المستوى في قيادة عمليات محافظة الأنبار، أن قوى الأمن مسنودة بأفواج من الحشد العشائري، دشّنت حملة كبرى لتطهير منطقة كبيسة الخاضعة لسيطرة «داعش» وتمكّنت من اقتحامها، وقتل عدد من قادة وعناصر التنظيم بأسلحة كاتمة للصوت.
وأشار المصدر إلى أنّ طيران التحالف الدولي تعامل للمرة الأولى في عملية إبطال مفعول المباني المفخّخة والعبوات الناسفة من خلال إلقاء قنابل ارتجاجية تعمل على تفجير المباني والعبوات الناسفة، قبل اقتحامها من قبل قوى الأمن».من جهته، ذكر مصدر في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، أنّ عملية إنزال أميركي حدثت في قاعدة الوليد العسكرية القريبة من قضاء هيت غربي الأنبار، فيما لا يعرف حتى الآن ما إذا كانت القوات تمكنت من السيطرة على القاعدة التي كانت في السابق مقراً لقيادة عمليات الجزيرة والبادية قبل سيطرة التنظيم عليها وانسحاب القطعات العسكرية.
توغّل حشدمن جهتها، ذكرت مصادر أمنية عراقية، أنّ القوات الأميركية اكتشفت توغّل عناصر من الحشد الشعبي في صفوف قوات الشرطة بمعارك في مناطق في حصيبة والسجارية وجويبة بالرمادي، وقررت إيقافها لحين طرد تلك العناصر.
وتجدّدت الخلافات بين عناصر من البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي في قضاء طوزخورماتو، وسط مخاوف من تطوّر الأمر إلى عودة الاشتباك المسلّح.
وقال قائم مقام القضاء شلال عبدول، إن خلافاً جديداً نشب بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي في منطقة طوزخورماتو، بعد حدوث حالات قتل وخطف في القضاء.