طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وإمدادات المال والسلاح للجماعات المتطرفة المتواجدة في عدد من دول المنطقة، مؤكداً اعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، معتبراً شقها العسكري مكوناً رئيسياً يدفع بإيجابية نحو تعزيزها وتنميتها، في وقت دعا المصريين إلى العمل الدؤوب من أجل رفعة بلدهم وعدم تعريض أمنها واستقرارها للخطر،وقال إن «الدول لا تتقدم بالشعارات وإنما بالتضحيات»، واعداً ومتوعداً بألا يترك ثأر شهداء القوات النظامية والشرطة.

وقال الرئيس المصري، إن مصر تقدر رجال الشرطة ودورهم في إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن مسؤولياتهم تضاعفت في الآونة الأخيرة، حيث يشاركون في معركة مصر ضد التطرف والشر بالتعاون مع القوات المسلحة.

وشدد السيسي في خطابه بمناسبة الاحتفال بالعيد 64 للشرطة المصرية: «لن نترك ثأر رجال الشرطة» و«دماؤهم لن تذهب هدراً»، مؤكداً أن التطورات والمتغيرات التي مر بها وطننا كشفت عن أهمية الأمن في حماية الأمم والشعوب.

وانتقد السيسي ضمناً رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية، وأبان أن في مصر 7 ملايين عامل لا تحتاج الدولة منهم سوى مليون فقط وأن 6 ملايين موجودون في دولاب العمل فقط لأنهم يعولون أسراً وذكر السيسي بأن الدول لا تبنى بالشعارات وإنما بالتضحيات.

وفي الأثناء أكد السيسي أن مصر طالما حذرت من مغبة انتشار الإرهاب في المنطقة بسبب عدم التعامل بمنظور شامل مع مشكلاتها، يأخذ بعين الاعتبار أهمية الحفاظ على مؤسسات الدول والحيلولة دون هدمها، فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وإمدادات المال والسلاح للجماعات المتطرفة المتواجدة في عدد من دول المنطقة.

وشدد خلال لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول لويد أوستن، وبحضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي بمصر الفريق أول صدقي صبحي، على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد العسكري والأمني أو من خلال التعاون التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي علاوة على الجوانب الفكرية والثقافية التي تشجع على قبول الآخر وتعزز قيمة التسامح وطالب بوقف تدفق الم.

بينما أشاد قائد القيادة المركزية الأميركية – خلال اللقاء – بالنجاحات والخطوات الثابتة التي تخطوها مصر على صعيد التقدم السياسي والاقتصادي، منوهاً بأن الولايات المتحدة تعتبر مصر شريكاً رئيسياً لها وتحرص على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية معها، كما أشاد بالمشاركة الفاعلة للسيسي في منتدى المنامة للحوار الذي استضافته العاصمة البحرينية في أكتوبر 2015.

وأكد وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، أن وزارته نجحت تماماً في تحديث أسلوب المواجهة مع الإرهاب بتوجيه ضربات استباقية لعناصره وتجفيف منابعه. وقال خلال كلمته في احتفالات الشرطة، إن الإرهاب تفاقم في الأعوام الأخيرة وأصبح يمثل ظاهرة ليست محلية أو إقليمية فحسب، بل تعدى إلى آفاق العالمية.