بقلم: سعيد يوسف آل علي
كاتب وباحث إعلامي
كثرة التساؤلات والريبة والاستنكار في ظل أزمة ” فيروس كورونا covid -19”
ماذا حدث في الكون ؟
ولماذا حدث ؟
وما سر افتعال أزمة كورونا في هذا التوقيت ؟
هل حقق كورونا أهدافهم ومصالحهم ؟
ثم ماذا بعد كورونا يا ترى ؟
والجدير بالذكر وبعد الحرب العالمية الثانية كانت وقد طأطأت برأسها أزمات وكوارث على مستوى العالم وذلك وفق الأجندات التي أراد لها الغرب أن تكون في المكانِ والزمان المحددين.
غير أن ما حدث مع بداية يناير 2020 يغلب على ظن بعضهم كان من محض الصدفة ليس إلا ، في حين أن المفاجأة فضحت وكشفت للعالم حقائق زائفةكُنا وقد ظننا يوماً بعظمتها الكبرى وهيمنتها الساحقة وتفاخرها بأساطيلها وطائراتها ونفوذها بين الدول ، أما آن الآوان لنقل : لا تُبالغ في المُجاملةِ حتى لا تسقط في بئرِ النفاق ، ولا تُبالغ في الصراحةِ حتى لا تسقط في وحل الوقاحة ( عذراً على التعبير يا سادة ) ، فقد كشفت لنا هذه الأزمة هوية من يدعِ العظمة على هامش النشأة التاريخية واتساع الرقعة الجيوغرافية والعلاقات الدبلوماسية والسياسية.
وقبل أن أطرح عليكم سؤالاً : نذهب وإياكم إلى مقولة كانت وقد استوقفتني حيث قيل “لا يوجد شيء دائم في هذه الحياة وحتى مشاكلنا ” ، لنصف ما ألمّ بِنَا مؤخراً على أنه ابتلاء وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثلِ” وهم أحباب الله ، والابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم ويرفع درجاتهم ، لذا فقد عقدنا العزم أن نمتطِ مطايانا في رحلةِ السمع والطاعة لولاةِ أمرنا إلى ما هو خير لنا وأصلح بكل تأكيد.
ليتأمل كل منا ما حدث ، من خلال سؤالي لكم : هل خطر ببالِ أحدكم يوماً بأن الكون يعتل ويمرض ؟ ويبدو عليه كما لو كان عجوزاً بلغ من العمرِ عتيًا وقدأصيب بجلطةٍ دماغية شلت أركانه وقلبت موازينه رأساً على عقب ، حتى بدى ذلك الكون مهجوراً من قاطنيه تذروه الرياح وصاعقةً أردته طريح الفراش لا يقوى الحراك والبصر شاخصاً يصارع المنية ، فلا يعنِ ذلك استسلاماً وتسليماً لهول الموقف البتة ، فليستبشر ذلك العجوز خيراً لطالما ” أبو خالد ” حاضر للقاصِ قبل الدانِ.
تعالوا أيها الأحبة في الله لنذهب إلى شعار كان وقد أطلقوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رعاه الله ها هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حينما قال: “البيت متوحد ” فوالله لم تقال من فراغ ولا هي قالب شعار، ولعل رسالتنا تلك بلغت وعانقت العالم وهي تحكِ قصة ولاء شعباً لقادةٍ عظام وقيادة حكيمة ، من أجلها آثرنا أنفسنا أن نبقَ كذلك تحت راية حكومتنا الرشيدة ما حيينا مخلصين لها بالغالِ والنفيس.
اللذة التي تجعل للحياة الكريمة قيمة على ميزان البشرية ، ليست حيازة الذهب والفضة والألماس ، ولا معيار شرف حسب ونسب ، ولا بعلو المنصب والدرجات، وإنما هي : أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم ، فمن حيث عجز العالم عن مواجهة أزمة اعتلال واختلال الكون، ليأتِ منقذ البشرية بعد الله سبحانه وتعالَ سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله بجملة ” لا تشلون همّ ” قد تبدو بسيطة في معناها ، ولكنها ترمِ إلى أبعد مما يمكن أن يتخيله عقل بشر، وهي تؤمن وتطمئن الخائف والجائع لا ها هنا دار العز والكرامة فقط بل ها هناك ، باختصار شديد جداً هي استراتيجية قائد استثنائي بكل المقاييس ، فلا تشلون هم لم تكن موجهة للمجتمع الإماراتي فحسب، وإنما كانت رسالة صاحب السمو لكافة أقطار العالم ، فليعلم كل من كان في قلبه ريبة من ذلك الأمر : بأننا كلما ارتفعنا واعتلينا أكثر من نظائرنا، كلما بدونا أصغر حجماً لأولئك الذين لا يجيدون الطيران في عليا المجد والرفعة.