في هذا الوضع الراهن ذكرتنا والدتي بوباء قديم (الكوليرا) والذي أزهق الكثير من الأرواح وكانت سنة سيئة في ذلك الوقت وزرعت الرعب والخوف في قلوبهم ومع ذلك تجاوزوا تلك المحنة بالحب والتفاؤل والإيمان بقدرة الله.

والآن في أزمة الكورونا تفرض علينا الكثير من الأسئلة بما في ذلك إنسانية الإنسان، هل سنتعلم الإنسانية ونتوقف عن تدمير كوكبنا وتدمير أنفسنا وتدمير كل ماحولنا (الوباء كان كأن الطبيعة الأم تقول لنا أن نذهب إلى غرفتنا ونفكر في مافعلناه .. هل سنستمع؟) الحل هو أن نقوي المحبة للبشرية.

بالمحبة يمكن أن ننتصر على الخوف وتعطينا الأمل في إنسانية أفضل وكوكب مستدام  فالتحدي المماثل أمامنا أصعب ممانتخيله اليوم، ولكن يجب علينا حشد جميع مواردنا ، كل إرادتنا ، كل طاقتنا ضد هذا الوباء.

علينا أن نتأمل وأن نبحث عن أسباب الكورونا في أنفسنا ..

أليس احتماء أفواهنا بأوقية هو عقاب على الأكاذيب والنميمة والافتراءات والقذف ؟

أليس تعقيم الأيدي وحفظها بقفازات عقابا لمن قتلت وسرقت ؟

أليس منع التجمعات عقابا لنا لأننا قطعنا أواصر المحبة في العلاقات الأسرية والزوجية بتهور واللامبالاة؟

علمتنا كورونا أن نبحث في أنفسنا الأسباب في معالجة أنفسنا وتفكيرنا بالعودة إلى القيم الإنسانية أولا ، قبل البحث عنه في المخابر .. مرحبا بكورونا التي تعيدنا إلى سكة الإنسانية!

بقلم : ورد عبد الناصر ملندي