في تركيا، يرتفع منسوب التحرك السياسي إلى حد يدفع للاعتقاد بأن الانتخابات قريبة جداً، لكن بالواقع فإن عملية الاقتراع المقبلة لن تكون قبل مارس 2019 مع تنظيم انتخابات محلية، وبعدها انتخابات برلمانية ورئاسية في نوفمبر من السنة نفسها. الرئيس رجب طيب أردوغان يلقي خطباً يومية تقريباً، مثيراً حماسة أنصار حزبه الحاكم، فيما المعارضة تخطط لتنظيم مناسبات غير مسبوقة، مع انتشار شائعات عن تغييرات كبيرة مقبلة على الساحة السياسية التركية.
فقد أحدث استفتاء أبريل على توسيع صلاحيات أردوغان، الذي فاز فيه الأخير بهامش ضيق، تغييراً في السياسة التركية، إلى درجة أن كل الأحزاب السياسية تعمل الآن بجهد مضاعف.
ويتوقع أن يزداد التوتر نهاية هذا الأسبوع، قبل أن يمضي الأتراك عطلة طويلة تمتد أسبوعاً، عندما يتنافس أردوغان وحزب الشعب الجمهوري في تنظيم مهرجانين سياسيين في اليوم نفسه.
أردوغان سيحيي، السبت، في بلدة مالازغيرت شرقي البلاد، ذكرى انتصار القبائل التركية قبل مرحلة العثمانيين على البيزنطيين عام 1071 في معركة فتحت منطقة الأناضول أمام الأتراك، في حين يعقد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو «مؤتمر العدالة»، الذي يستمر 4 أيام، لبحث الانتهاكات القضائية التي حدثت خلال حملة القمع بعد الانقلاب الفاشل. لم يكن تعزيز صلاحيات أردوغان التغيير الوحيد الذي أحدثه الاستفتاء في السياسة التركية، بل أيضاً البند المتعلق بالسماح له مجدداً بترؤس حزب العدالة والتنمية الذي أصبح ساري المفعول بشكل فوري.