أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قطر تحرق الجسور وتعمّق الأزمة التي كشفت توجهات مضمرة للدوحة في اليمن وإيران، في وقت تكشفت فصول جديدة من خطط التخريب ضد البحرين عبر خلية إرهابية يترأسها شخص في إيران مرتبط بتنظيم إرهابي، صنفته الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضمن القوائم الإرهابية التي تدعمها قطر، فيما يجري نقاش عن إصدار قائمة سوداء موحدة للإرهاب بين هذه الدول.
وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على «تويتر»، أن «أزمة قطر محنة متوقعة هبّت على الخليج، حتميتها كانت واضحة، وإن اختلف تقدير التوقيت، توجهات الدوحة سببتها وسوء إدارتها وتدبيرها يطيلها ويعمقها».
وأضاف معاليه: «وفي البحث عن أية إيجابية في هذه النكبة المعرّفة بأزمة قطر، لا نجد في الركام إلا الوضوح، فالنوايا أصبحت تصريحات واضحة وسياسات موجهة جامحة». وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن «إدارة قطر لأزمتها تميزت بالتخبط وسوء التدبير، غلب عليها التكتيك والبحث عن المكسب الإعلامي، وغاب عنها البعد الاستراتيجي ومصلحة قطر وشعبها».
وأضاف معاليه: «إدارة الأزمة عبر حرق الجسور وهدر السيادة والهروب إلى الأمام عمَّق أزمة قطر ويقوض ما تبقى للوسيط من فرص، الحكمة التي تمنيناها غابت تماماً».
واعتبر معالي الدكتور أنور قرقاش أن «الأعقل أن تتعامل بجدية مع مشاغل محيطك في معالجتك لأزمتك، بالمقابل صعدت الدوحة من مأزقها بالتصريح عن توجهات كانت تضمرها سواء في اليمن أو إيران». واختم معاليه تغريداته بالقول: «إدارة قطر لأزمتها كانت يجب أن توازن بين طموح الدوحة وواقعها، وموقعها الجغرافي كدولة خليجية ونظامها الوراثي، أساسيات غابت تماماً في المأزق الحالي».
في الأثناء، كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن خلية مكونة من 10 أشخاص يشتبه في تورطها في تنفيذ أعمال إرهابية، موضحة أنها ألقت القبض على سبعة من عناصرها.
وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالة أنباء البحرين، إن أعمال البحث والتحري أسفرت عن الكشف عن هذه الخلية التي يتزعمها المدعو حسين علي أحمد داود (31 عاماً)، أحد قياديي تنظيم سرايا الأشتر، الذراع الإرهابية لما يسمى بتيار الوفاء الإسلامي، مسقطة جنسيته وهارب إلى إيران.
وذكر البيان أن داود محكوم عليه بالمؤبد في ثلاث قضايا إرهابية، وفي حكم آخر بالسجن 15 عاماً، ومتورط في تشكيل العديد من الخلايا الإرهابية والتخطيط لتنفيذ جرائم من هذا النوع أدت إلى استشهاد عدد من رجال الأمن، ويدير خلايا متطرفة، وهو على صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني والمدعو مرتضى السندي.
وأوضحت الوزارة، في بيانها، أن أعمال البحث والتحري تتواصل للقبض على بقية العناصر الإرهابية الهاربة، وذلك في إطار الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب وتأمين السلامة العامة لكل المواطنين والمقيمين. وأشارت إلى أن أعمال البحث والتحري وجمع المعلومات أسفرت عن ضبط كميات من المواد المتفجرة في مواقع مختلفة من قرى دمستان وكرزكان والمالكية ودار كليب.
ولفتت الوزارة إلى أنه تم العثور في هذه المواقع على كميات كبيرة من المواد الشديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها، والتي قدرت بما يفوق 127 كيلوغراماً من بينها ما يزيد على 24 كيلوغراماً من مواد شديدة الانفجار، إضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وسلاح أوتوماتيكي، وأسلحة أخرى محلية الصنع وصواعق وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية.
وكانت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قد صنفت «سرايا الأشتر» ضمن التنظيمات الإرهابية التي ترتبط بقطر.
من جهة أخرى، أفاد مصدر خليجي رفيع المستوى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب سوف تتبنى قائمة سوداء موحدة، تدرج فيها التنظيمات والمؤسسات الإرهابية والداعمين والممولين للإرهاب والمؤيدين لأفكاره، بحيث يكون أي شخص يدرج على القائمة في أي دولة منها، تحت طائلة الملاحقة القانونية والمحاكمة في الدول، وفقاً لما ذكرته مصادر إعلامية سعودية.
وبحسب تصريحات مسؤولي الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الذين تعهدوا بعدم التهاون مع من يتم ضمهم إلى القائمة السوداء وملاحقتهم قانونياً ومحاكمتهم، فهناك ست فئات مرشحة للانضمام إلى القائمة السوداء، أبرزها تنظيمات وكيانات إرهابية، وداعمو الإرهاب وممولوه، والمؤيدون لأفكار الإرهابيين وتوجهاتهم، إضافة إلى الحسابات والأسماء المستعارة التي تهاجم هذه الدول، وتعمل على نشر الأكاذيب والفتن بين شعوبها.