شددت المملكة العربية السعودية والسودان على ضرورة مكافحة الإرهاب وتمويله بما يمثله من تهديد كبير على الأمن والسلم، فيما أبدى برلمانيون سودانيون استياءهم مما أسموه بمحاولات جماعة «الإخوان» اختطاف موقف السودان الداعم بالفطرة للمملكة العربية السعودية والدول الداعية لمكافحة الارهاب لصالح قطر، في وقت حمّل وزير الخارجية المصري سامح شكري قطر مسؤولية تفشي الإرهاب في العراق.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السوداني عمر حسن البشير في بيان مشترك أمس، أهمية محاربة الإرهاب والتطرف وتمويله باعتباره يمثل الخطر الأكبر على المجتمعات المسالمة في كل أنحاء العالم، مشدديْن على التزامهما بكل القرارات الدولية في هذا الشأن.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أن خادم الحرمين والرئيس السوداني، الذي يزور المملكة، بحثا خلال الاستقبال العلاقات بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة.
وفي بيان للرئاسة السودانية أكد البشير، استجابة لطلب قيادة السعودية، بالموافقة على التواصل الإيجابي مع الحكومة والأجهزة الرسمية الأميركية خلال الفترة المقبلة من أجل الرفع النهائي للعقوبات المفروضة على السودان، فضلاً عن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، معرباً عن شكره لقيادة المملكة لتلك الجهود.
على صعيد متصل، أكد وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية تعمل مع الأشقاء في السودان لتحسين علاقاتهم مع الولايات المتحدة الأميركية، ورفع العقوبات المفروضة على السودان ورفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
في الأثناء، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن أهداف مصر والدول الخليجية التي قطعت علاقتها مع قطر تتطابق مع الأهداف العراقية، مؤكداً العمل على القضاء على الإرهاب ومصادر تمويله.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي بالعاصمة العراقية بغداد، أن الإرهاب انتشر في العراق بفضل الدعم والتسليح والتمويل واستقطاب المحاربين وفتح الحدود لنفاذهم إلى الساحة العراقية، مشدداً على أن مصر تسعى إلى تعديل السياسات التي تؤدي إلى ذلك، ومن ضمنها السياسات القطرية، وأن تبتعد عن أي موقف عقائدي كان يؤدى إلى توفير الملاذات الآمنة للعناصر الإرهابية.
وتابع: «هناك إصرار على اتخاذ موقف حاسم من التدخلات القطرية والسياسات المؤثرة في استقرارنا وأمنا من استهداف المنظمات الإرهابية التي تجد دعماً وملاذاً آمناً واحتضاناً من قِبل قطر».
وفي الخرطوم اتسعت دائرة الاصوات السودانية المطالبة باتخاذ مواقف واضحة تجاه ازمة قطر، في وقت تحولت فيه جلسة استدعاء نفذتها لجنة الاعلام بالبرلمان لنائب رئيس الوزراء وزير الاعلام السوداني احمد بلال على خلفية مهاجمته لقناة الجزيرة القطرية واتهامه للقناة باثارة الفوضي تحولت من هجوم علي الوزير الي دفاع عنه من قبل اعضاء اللجنة حيث طالب عدد منهم بإغلاق مكاتب القناة في الخرطوم.
وشن القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والنائب في البرلمان السوداني أحمد الطيب المكابرابي هجوماً عنيفاً على دولة قطر واعتبرها حاضنة للفكر المتطرف، وقال ان بلاده تأذت كثيرا من تدخلاتها، مطالبا في ذات الوقت الحكومة السودانية باتخاذ موقف واضح تجاه الازمة الحالية بين دول المقاطعة وقطر، واتهم جهات وتيارات اسلامية موالية للاخوان بمحاولة اختطاف موقف السودان وتجييره لصالح قطر.
وقال المكابرابي لـ(البيان) ان حزبه الذي يمثل احد اكبر الاحزاب السياسية في البلاد والشريك الاكبر لحزب المؤتمر الوطني في الحكومة حدد موقفه بشكل واضح تجاه الازمة مع قطر مع المحور السعودي الاماراتي المصري باعتبار ان المطالب التي تقدمت بها دول المقاطعة مطالب مشروعة لتأذيها من تدخلات الاخوان والجماعات الارهابية المتطرفة وما تحدثه من فوضى.
وسخر برلماني سوداني آخر من استدعاء لجنة الاعلام بالبرلمان لنائب رئيس الوزراء ووزير الاعلام احمد بلال بشأن تصريحاته التي ادلى بها خلال زيارته للقاهرة مؤخرا وهاجم فيها قناة الجزيرة واتهمها بالتحريض واثارة الفتنة لاسقاط النظام في مصر، و«انقلب الهجوم من الوزير الى رئيس اللجنة الطيب مصطفى وطالبوه بعدم تجيير موقف السودان لصالح قطر، وساند اعضاء اللجنة الوزير في موقفه تجاه قناة الجزيرة وطالبوا بإغلاق مكتبها في الخرطوم».