|  آخر تحديث أبريل 24, 2016 , 15:32 م

دول الخليج والمغرب نحو الشراكة الاستراتيجية


دول الخليج والمغرب نحو الشراكة الاستراتيجية



مثّلت القمة الخليجية المغربية وما حملته من مواقف ورؤى موحدة بين دول الخليج العربي والمملكة المغربية نقلة نوعية في العلاقات البينية العربية، وفي التحالف الاستراتيجي بين الجانبين في ظل عاصفة التحولات الدراماتيكية التي تستهدف المنطقة العربية.

ووجّهت القمة الخليجية المغربية رسالة واضحة إلى القوى الإقليمية والدولية عندما أكدت أن «قادة دول الخليج يؤكدون أن قضية الصحراء هي قضية دول مجلس التعاون ويدعمون الرباط في ذلك».

من أبرز ما أكدت عليه دول الخليج العربي في قمة الرياض تضامنها الكامل مع المملكة المغربية في ما يخص وحدتها الترابية خصوصا في ظل محاولات إقليمية ودولية ابتزاز المغرب، وفق ما أوضحه العاهل المغربي محمد السادس، حيث رفضت على لسان العاهل السعودي الملك سلمان «أي مساس بمصالح المغرب العليا».

وفي ذات السياق، أبرز أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني أن عقد القمة الخليجية المغربية صبغة استثنائية سواء في ما تعلق بتطورات الموقف من قضية الصحراء أو نوعية الشراكة التي يمكن أن تكون مع دول الخليج العربي بعد أن عرفت تطوراً نوعياً منذ دخولها مرحلتها الجديدة قبل خمسة أعوام، حيث شملت مجالات عدة منها ما هو عسكري وسياسي وأمني واقتصادي وثقافي.

إلى ذلك، أجمع المحللون السياسيون المغاربة على أن القمة المغربية الخليجية مثلت تحولاً استراتيجياً مهماً في سبيل ضمان الأمن القومي العربي.

وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي المغربي عبدالله الأيوبي أن القمة المغربية الخليجية شكلت منعطفاً حاسماً في تاريخ الدول العربية والتي من شأنها أن تدعم وتعزز العلاقات بين الأطراف المشاركة فيها، كما أكدت ميلاد وعي جديد بضرورة بناء علاقات عربية متينة من شأنها المساهمة في دعم القضايا العربية والإسلامية انطلاقاً من قناعة بأن التهديدات والأخطار لا تستثني أحداً ولهذا عبر القادة عن التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها.

أما الباحث الأكاديمي عبدالفتاح فاتيحي فأكد أن التعاون المغربي الخليجي بات أكثر صلابة من أن يتأثر بادعاءات مغرضة، مبرزاً أن المغرب المحافظ على استقلالية توجهاته قادر على الوفاء لكافة تعهداته، وأن اختياراته الاستراتيجية ليست موجهة ضد أحد ولا تناقض التزاماته السابقة، وفق تعبيره.

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأفريقية العربية موساوي العجلاوي إن خطاب الملك محمد السادس وضع استراتيجية جديدة وخريطة طريق مستقبلية لتحالفات المغرب مع دول الخليج، إلى جانب الأردن ومصر، ما يعني أننا أمام مقاربة جديدة لحلف عربي جديد مرتبط بقوة بشرية وديموغرافية كبيرة وقوة عسكرية، وقوة اقتصادية ومالية كبيرة، وهذا ما كان ينقص، سابقاً، جميع التحالفات في العالم العربي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com