ندد البرلمان العربي بالتضييق الذي يتعرض له اللاجئون العرب على الحدود المقدونية وغلقها أمامهم حيث دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه حقوق اللاجئين، في وقت ما يزال عشرات آلاف المهاجرين عالقين في اليونان وسط ظروف بائسة بسبب القيود التي فرضها عدد كبير من دول البلقان، عشية قمة بالغة الأهمية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا من اجل التوصل إلى تسوية لأزمة الهجرة.
وأعرب رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان في بيان أمس، عن قلقه الشديد إزاء الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها اللاجئون في هذه المنطقة ومنعهم من عبور الحدود كدولة ممر للمهاجرين إلى شمال أوروبا، مؤكدا أن «سياسة إغلاق الحدود التي تعتمدها بعض الدول الأوروبية تعد تراجعا عن الحقوق المضمونة بموجب الاتفاقية الدولية لحقوق اللاجئين وتشريعات الاتحاد الأوروبي الخاصة بحماية اللاجئين».
وقال إن إحساس القهر والغضب الذي يعيشه اللاجئون في رحلتهم للهرب جراء الاقتتال والحرب يدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومفوضية اللاجئين الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على تفعيل الاتفاقية الدولية لحقوق اللاجئين ومطالبة دول المعبر ودول المستقر إلى احترام نصوص الاتفاقية والقانون الدولي الإنساني كاختبار حقيقي وعملي لإيمان هذه الدول بمبادئ القانون الإنساني وحقوق الإنسان خاصة المشردين جراء الحروب والعمليات العسكرية في ظل أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
ودعا الجروان إلى تكاتف كل الجهود لتسريع وتيرة البحث عن حلول تعلي قيم الإنسانية وتضمن حقوق اللاجئين والنازحين والمشردين.
وعلق اكثر من 30 ألف مهاجر في اليونان، حيث تنشط منظمات غير حكومية لمساعدتهم. وبدأت منظمة أطباء بلا حدود نصب الخيم لأكثر من ألف شخص اضافي، فيما ينام عدد كبير من المهاجرين في العراء، وسيمارس الاتحاد الأوروبي المنقسم بسبب مشكلة المهاجرين ويدرك ان انقرة تملك مفتاح مساعدته للسيطرة على هذه الأزمة التي تهدد وجوده، ضغوطاً على تركيا خلال لقاء اليوم الاثنين، في بروكسل مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في ثاني قمة بين الجانبين خلال اربعة شهور.
ويهدف اللقاء إلى اقناع انقرة – بتنفيذ الوعود التي قطعتها في نوفمبر عبر تطبيق اتفاق اعادة قبول المهاجرين غير الشرعيين في تركيا اعتبارا من الأول من يونيو. كما يريد الأوروبيون أن تعزز تركيا مكافحة المهربين الذين يعملون انطلاقا من شواطئها.
وكان الاتحاد الأوروبي وقع في نهاية نوفمبر خطة تحرك مع انقرة لوقف تدفق المهاجرين الذين يغادرون بالآلاف السواحل التركية متوجهين إلى الجزر اليونانية. وبعد جولة في البلقان واليونان وتركيا، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك انه لمس توافقاً أوروبياً على استراتيجية شاملة يمكن أن تساعد، اذا طبقت، في الحد من تدفق المهاجرين. والحل المطروح هو تطبيق اتفاقات شنغن للتنقل الحر بحرفيتها عبر عدم السماح بدخول اليونان سوى للأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء.