تخلت صحيفة «زمان»، أوسع الصحف التركية انتشاراً، عن انتقاداتها للحكومة أمس، بعد يوم من سيطرة الدولة عليها، ونشرت موضوعات تسهب في الإطراء على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وهذا أحدث تحولاً مفاجئاً في الصراع القائم منذ وقت طويل بين أردوغان ورجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، بعد أن وافقت محكمة على طلب الادعاء بوضع الصحيفة تحت الإشراف الإداري للدولة وتعيين وصي عليها.
وتضمنت الصفحة الأولى للصحيفة، أمس، خبراً عن الحفل المقرر أن يقيمه أردوغان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وزيارته لموقع جسر يتم بناؤه عبر مضيق البوسفور في إسطنبول، وضاقت بمقالات تدعم الحكومة، بعد أن كانت تنتقدها بشدة.
وجاءت الطبعة محدودة الصفحات بالنظر إلى أعدادها السابقة، واحتوت على 12 صفحة فقط بمحتويات متفرقة.
ولم ترد أي إشارة إلى الاحتجاجات التي قام بها مؤيدو غولن يومي الجمعة والسبت، عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق حشود كبيرة تجمعت أمام مقر الصحيفة.
وأغلق موقع الصحيفة على الإنترنت مع رسالة تقول: «سنقدم لكم يا قراءنا نوعية أفضل وخدمة أكثر موضوعية بأسرع ما يمكن».
واحتوى موقع صحيفة «تودايز زمان» الناطق بالانجليزية التي صودرت أيضاً على موضوعات عن عملية السيطرة وانتقاد الاتحاد الأوروبي، لكن لم يتم تحديثه منذ السبت.
وقال المحررون إن رئيس تحرير الصحيفة عبد الحميد بيلجي أقيل السبت. وكان محررو صحيفة «زمان» من المؤيدين بقوة لأردوغان في فترة سابقة، لكن الخلافات ظهرت بشأن السياسة الخارجية وخطة الحكومة لإغلاق مدارس يديرها أتباع غولن.
وانتقدت جماعات حقوقية ومسؤولون أوروبيون عملية الاستحواذ على الصحيفة، قائلين إن هذا ينتهك حرية الصحافة في البلد المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ورفض رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي يطير إلى بروكسل لحضور قمة طارئة بشأن اللاجئين، اليوم (الاثنين)، تلك التهمة، ووصف عملية السيطرة بأنها قانونية، في إطار التحقيق في التمويل غير الشرعي لمنظمة «إرهابية»، وأن الأمر لا ينطوي على أي تدخل سياسي.