أكد الناطق باسم قوات التحالف العربي، العميد ركن أحمد عسيري أن التدخل العسكري البري للقوات السعودية في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي سيكون في الغالب عبر قوات خاصة وبأعداد قليلة لدفع العمل على الأرض وإيجاد نتيجة إيجابية للتحالف، مشيراً إلى أهمية التوافق على الجانب الاستراتيجي بين دول التحالف للمرحلة الأولى قبل الإعلان عن نوع القوة وبدء عملياتها.
وقال العميد عسيري في تصريحات لقناة «الإخبارية» السعودية أمس، إن المملكة جزء من التحالف الذي يتكون من 62 دولة، وإن هذه الدول تقدم رؤاها على مستوى وزراء الدفاع في اجتماعات بروكسل المنعقدة حالياً، مشيراً إلى أهمية التوافق على الجانب الاستراتيجي بين دول التحالف للمرحلة الأولى قبل الإعلان عن نوع القوة وتفاصيلها.
وأضاف عسيري قائلاً «فيما يتعلق بالتفاصيل ونوع القوة وتسليحها فسيتم بحثها على مستوى العسكريين ورؤساء هيئات الأركان والمختصين»، مشيراً إلى أن الهدف اليوم هو «التوافق على الجانب الاستراتيجي قبل أن نبدأ من جانب العمليات».
وأكد مستشار وزير الدفاع السعودي أن المملكة دولة محورية ورائدة في تكوين التحالف ولديها تجارب ناجحة في ذلك، مستشهداً بتحالف دعم الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. وأردف قائلاً إن «المملكة دولة محورية وأساسية في المنطقة في العالم العربي والإسلامي.. ولا يمكن أن تشكل مثل هذه التحالفات أو يتم التوافق على أي شيء من دون أن تكون المملكة جزءاً من هذا التحالف. المملكة رائدة في العالم الإسلامي في تكوين التحالفات ولديها تجارب سابقة مثل التحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي، والجميع يثق في المملكة ورؤاها، وبالتالي هناك توجه من الدول الإسلامية والعربية للتوافق مع المملكة على أي طروحات قد تصدر في هذا الجانب».
وقبل تلك التصريحات كان العميد عسيري أعلن خلال مؤتمر صحافي في بروكسل بمقر حلف الناتو عقب الاجتماع، أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب سيدخل حيز التنفيذ خلال شهرين.
واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن تحديد شهرين فقط لدخول التحالف الإسلامي إلى حيز التنفيذ يعكس جاهزية «الناتو الإسلامي» وحماس دوله للعمل المشترك تحت قيادة السعودية لوقف العبث والتشوية الذي أصاب الإسلام والمسلمين من قِبل عدد من الدول الداعمة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتطرفة أياً كان انتماؤها ومذهبها.
وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري اللواء د.أنور ماجد عشقي إن إرسال قوات برية إلى سوريا لمواجهة «داعش» سيقلب الطاولة على التحالف الروسي والإيراني لإنقاذ النظام السوري المجرم والعبث بأمن المنطقة..
مشيراً إلى أن القضاء على التنظيم الإرهابي هدف استراتيجي لـ«الناتو الإسلامي» بقيادة السعودية كونه سيلغي ذريعة الروس والإيرانيين التي جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة الوطنية السورية التي لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب.
من جهته، اعتبر الكاتب السياسي د. حسين بن فهد الأهدل أن مدة الشهرين التي أعلنها العسيري لانطلاق أعمال التحالف الإسلامي يأتي متفقاً مع الواقع الذي يتطلَّب المعالجة الفورية لكل ما يحدث في المنطقة من فوضى أمنية وسياسية وعسكرية من شأنها أن تقود الإقليم المتوتر إلى حرب مدمرة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إن هجوماً برياً لقوات محلية وأخرى قادمة من دول عربية سيكون «حاسماً» للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف فالس، في مقابلة نشرت أمس في ألمانيا، أن العمليات العسكرية في العراق وسوريا تجري، في الوقت الحالي، من قبل تحالف من دول عدة تقوم بتأهيل قوات محلية وتقديم النصح لها.
وأشار إلى أن الهجوم البري لتلك القوات المحلية وبعض الدول العربية إذا أرادت ذلك، سيكون حاسماً «حتى لمجرد المحافظة على المناطق التي تتم استعادتها».