نمت العلاقات الدفاعية بين الإمارات والهند بشكل كبير على مدار العقد الماضي، ومن المنتظر توسيع نطاقها بشكل أكبر في أعقاب الزيارات المتبادلة على مستوى عالٍ بين مسؤولي البلدين.
واتخذت العلاقات في هذا الميدان منعطفاً جديداً بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للإمارات في أغسطس الماضي، حيث تم الاتفاق على توثيق التعاون الدفاعي بين البلدين وإجراء حوار أمني استراتيجي للتصدي للإرهاب وغسيل الأموال وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود.
وأفاد بيان مشترك صدر خلال الزيارة أن الجانبين اتفقا على العمل معاً على السيطرة وتبادل المعلومات فيما يتعلق بتدفق الأرصدة المالية التي يمكن أن يكون لها تأثير على الأنشطة المتطرفة، وأن يتعاونا للحيلولة دون هذه التدفقات غير المشروعة والتحرك ضد الأفراد والمنظمات الضالعة في مثل هذه العمليات.
واتفق البلدان كذلك على إجراء حوار بين مستشاري الأمن القومي لديهما ومجلسي الأمن القومي فيهما، وأفاد البيان كذلك أن الجانبين اتفقا على تعزيز العلاقات الدفاعية والعسكرية بينهما، بما في ذلك المناورات المنتظمة والتدريب للقوات البحرية والبرية والخاصة والدفاع الساحلي. وأكد الدبلوماسيون أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعطت قوة دفع جديدة للعلاقات بين البلدين في ميداني الدفاع والاقتصاد والميادين الأخرى.
وقال دبلوماسي بارز في هذا الصدد «الإمارات والهند لهما مصالح مشتركة في تطوير تعاونهما الدفاعي وبصفة رئيسية في الميدان البحري، حيث يؤمن البلدان بأن الاستقرار في الخليج أمر حيوي للجميع، وبالنسبة للإمارات فإن الاستقرار مهم بالنسبة لصادراتها النفطية ووارداتها من الدول الأخرى. والهند لها المصالح نفسها، حيث إنها تحصل على معظم وارداتها النفطية من الإمارات وغيرها من دول الخليج. والهند ستتأثر كثيراً إذا أغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، حيث إنه المنفذ الوحيد إلى الخليج».
وجاء في تقرير صدر أخيراً عن السفارة الهندية في أبوظبي «شهد التعاون الدفاعي الثنائي بين الإمارات والهند نمواً منتظماً جنباً إلى جنب مع الجوانب الأخرى من العلاقات الثنائية، وكانت هناك عمليات تبادل منتظمة ورفيعة على مستوى قادة الأسلحة ومستوى التبادل الوظيفي ومستوى التعليم العسكري بين البلدين، وقامت سفن بحرية البلدين بزيارات منتظمة للموانئ الأمر الذي وثق التعاون الدفاعي الثنائي، والإمارات والهند تجريان حواراً دفاعياً ثنائياً لمناقشة قضايا الأمن والدفاع بينهما».
وأفاد البيان أن التعاون الدفاعي بين البلدين يمضي قدماً عبر لجنة تعاون دفاعي مشترك على مستوى وزارة الدفاع ومحادثات هيئة الأركان البحرية على المستوى القيادي والذي حدد مجالات جديدة للتعاون بين البلدين.
وزار رئيس القيادة البحرية الهندي دولة الإمارات في سبتمبر 2013 لتوثيق التعاون البحري، و زار وفد من كلية الدفاع الوطنية في الهند، دولة الإمارات كجزء من دراسة الجوار الاستراتيجي في سبتمبر 2013، وأعرب مسؤولون ودبلوماسيون عن اعتقادهم بأن زيارة مودي للإمارات خلال العام الماضي، قد رسمت مساراً جديداً في الشراكة بين البلدين للقرن الحادي والعشرين.