في حدث تفصلنا عنه 48 ساعة فقط وستتوقف معه رحلات الطيران وتعيش عبره مناطق شمال المملكة أجواء الحرب، يومان فقط يفصلاننا عن انطلاق مناورات “رعد الشمال” التي يشارك فيها الآلاف من القوات السعودية والخليجية والمصرية والسودانية والأردنية في مناورات برية وبحرية وجوية تعد الأقوى على مستوى الشرق الأوسط، وتجتذب أهمية كبرى في ظل التطورات المتلاحقة بالمنطقة والعالم.
ووفق المتابعين “رعد الشمال” لم تعد مجرد مناورة تشارك فيها دول عدة بل باتت رسالة تحمل مضامين كثيرة أبرزها نص ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الأمريكي باراك أوباما: “نحن لسنا بحاجة أحد “.
وتؤكد مضامين رسالة رعد الشمال استمرار القوات السعودية في تطوير كفاءتها، وتدريبها على مدى العام، والاستفادة من كافة الجيوش العربية، وإسهاماً معهم في تطوير القدرات القتالية، فمصر التي تمتلك جيشاً قوياً ومتطوراً هي كذلك جزء من تلك المناورات، وكذلك الأردن والسودان ودول الخليج.
ولعل الرسالة التي تستمر طلقاتها ومدافعها في تدريباتها 18 يوماً والتي تجريها القوات السعودية مع حلفائها بأن السعودية وكل الدول العربية جيوشها على جاهزية كبيرة لصد أي عدو محتمل على أي بلد خليجي أو عربي.
كما أن رعد الشمال هو بمثابة إنذار من الداخل والخارج بأن رجال القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لأي نداء وطني للتجاوب مع مثل هذه الأحداث الإقليمية التي تحيط بالمملكة، وكذلك تؤكد مضامين رسالة رعد الشمال بأن القوات السعودية والعربية هي “سلم وسلام وليست قوات اعتداء”.
وتعكس مناورة “رعد الشمال” العسكرية بين مصر والسعودية والسودان والأردن والخليج مدى الإرادة السياسية والتوافق المشترك بين البلدان العربية، في رسالة قوية تؤكد أن جميع الدول العربية تعمل لتحالف يحقق لها رفع الكفاءات العسكرية عن طريق نقل الخبرات، والاستفادة في تأهيل القوات السعودية والمصرية والخليجية والسودانية والأردنية.
وبدورها تحرص وزارة الدفاع السعودية بكافة أفرعها العسكرية وعلى مدار العام، على إقامة تمارين عسكرية قوية وحقيقية تستخدم فيها أحدث ما تمتلكه من آليات عسكرية، وإشراك جميع رجال القوات المسلحة السعودية بقطاعاتها الأربعة، في التمارين المشتركة.
وتعمل القوات السعودية على إقامة تمارين عسكرية ضخمة سوى داخل المملكة أو خارجها، وتشارك في عدد من التمارين والمناورات المشتركة مع أكبر الدول وأكثرها تقدماً في المجال العسكري.
وأثبتت القوات العسكرية السعودية، أنها قوات عصرية تمتلك كفاءة عملياتية وتستطيع العمل تحت مختلف الظروف وفي كافة الأمكنة والأزمنة، وتولي القيادة جُل عنايتها لهذه القوات تدريباً وتسليحاً.
وتأتي المناورة التي تنطلق بعد غد وسط تطورات دولية متلاحقة بالمنطقة والعالم، فما بين تكهنات بتدخل دول عدة برياً لوقف المجازر التي ترتكبها قوات “بشار” بحق شعبه وبين إدانات دولية للقصف الروسي لمناطق سورية في أعمال وصفها البعض بجرائم حرب تأتي “رعد الشمال” أيضاً تزامناً مع انتصارات متلاحقة للجيش اليمني والمقاومة مدعوماً بالتحالف العربي، ومع اقتراب ساعة الحسم في صنعاء كل تلك المؤشرات والتطورات تعطي المناورة زخماً تستحقه واهتمامأ داخلياً وإقليمياً وعالمياً.