انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي د. أنور بن محمد قرقاش مزاعم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي واعتبر هجومه على الإمارات لايخرج من سياق ادائه السياسي الذي يتسم بالخفة وعدم الاتزان باعتباره صوتا من الماضي يبرِّر إخفاقه، مؤكداً أن موقف الإمارات كان، و يبقى، لصالح استقرار المنطقة و تماسكها، في وقت أثار هجوم المرزوقي غضب قطاعات واسعة من الشعب التونسي واعتبرته لايمثلها في شيء، فيما أشادت وزارة الخارجية التونسية بمواقف الإمارات وثمنت دعمها ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب التونسي واستنكرت بشدة ما أدلى به المرزوقي لوسائل الإعلام ووصفته بالحديث غير المسؤول، مشددة على حرصها لتعزيز وتطوير العلاقة مع دولة الإمارات.
وقال معالي د. أنور بن محمد قرقاش في تغريدات على حسابه بـ «تويتر» إن المرزوقي في هجومه على الإمارات لا يخرج عن سياق أدائه السياسي بكل خفته وعدم اتزانه، باعتباره صوتا من الماضي يبرِّر إخفاقه، بنبرة عالية تحاول أن تغطي الفشل. وشدد قرقاش على أن موقف الإمارات كان، و يبقى، لصالح استقرار المنطقة و تماسكها، ولعل المرزوقي يكون منصفا في تقييمه للتفتت والتطرّف والاٍرهاب الذي يجتاح المنطقة. منبهاً في ذات الوقت إلى أن كل الأصوات التي تستقصد الإمارات هي تلك التي تحمل مشروعاً متطرفاً وطائفياً وقال إن «المرزوقي كان مطية لبعضهم، الإمارات موقفها مشرف شاء أم أبى».
وفي الأثناء استنكرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية تصريحات المرزوقي واعتبرت الوزارة في بيان لها إنّها تحرص على تعزيز علاقات تونس مع كل الدول العربية الشقيقة، وتشجب بشدة هذه التصريحات التي من شأنها تعكير أواصر الأخوة العميقة بين تونس والإمارات وتوتير العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.
وأوضح البيان أنه على إثر التصريحات الصحفية الأخيرة للمرزوقي، فإن وزارة الشؤون الخارجية، التي تحرص على تعزيز علاقات تونس مع كل الدول العربية الشقيقة، تشجب بشدة هذه التصريحات التي من شأنها تعكير أواصر الأخوة العميقة بين تونس والإمارات وتوتير العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.وأضافت «إذ تستنكر الوزارة هذه التصريحات اللامسؤولة وكل ما من شأنه أن يقحم تونس في سياسة المحاور، فإنها تشيد بحرص دولة الإمارات حكومة وشعبا على مساندة تونس ودعمها على جميع المستويات، مجددة عزم بلادنا على إعطاء دفع جديد للعلاقات الأخوية المتميزة التي تربطها بدولة الإمارات والعمل على تطويرها وتعزيزها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين».
وأثارت تصريحات المرزوقي المعادية للدولة ردود فعل غاضبة في تونس، حيث أكد النائب بالبرلمان التونسي عبد الرؤوف الماي أن الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي تنظر إلى الإمارات نظرة تقدير واعتزاز لمواقفها القومية والإسلامية والإنسانية المتميزة بالحكمة، ولدفاعها المستمر عن حرمة الوطن العربي وثوابت الأمة العربية وسيادة دولها وإعلاء القيم الإسلامية السمحاء التي يحاول الإرهابيون والمتنطعون من أصحاب الأجندات المشبوهة تشويهها.
وأضاف الماي إن التونسيين يدركون أن هناك من يحاول الإساءة إلى علاقة بلادهم مع الدول المؤثرة والفاعلة في المنطقة كمصر والإمارات والسعودية، وأن الهدف من ذلك هو عزل تونس للدفع بها إلى المحور «الإخواني» المرتبط بأطراف غربية تهدف إلى تعميم ظاهرة الفوضى في المنطقة، مشيرا إلى أن المرزوقي أساء لعلاقات تونس العربية طيلة ثلاثة أعوام تولى فيها رئاسة البلاد، كما كان من المتحمسين للفوضى ومن المتحالفين علناً مع جماعات الإخوان المتأسلمين سواء في تونس أو ليبيا أو مصر أو اليمن، كما كانت له مواقف مناوئة لثورة الثلاثين من يونيو المصرية التي أنقذت الشعب المصري ودولته من مغامرات الإخوان المتأسلمين.
أبرز المحلل السياسي التونسي منذر ثابت أن وزارة الخارجية فعلت خيراً عندما وضعت تصريحات المرزوقي في إطارها وفي حجم صاحبها الذي يحاول فبركة الحقائق والبحث عن أعداء وهميين يبرر من خلالهم فشله السياسي، مضيفاً أن الرئيس السابق معروف بمواقفه الشاذة وهو الذي كان قد دعا في العام 2008 إلى تدخل اميركي مباشر في بلاده، كما كان خلال فترة حكمه من المدافعين عن الجماعات المتشددة ومن المنظرين لبث الفوضى في كامل المنطقة العربية دون استثناء.