|  آخر تحديث يناير 22, 2016 , 3:27 ص

الجبير: الاعتداء على بعثاتنا في إيران ممنهج


عبد الله بن زايد يرأس وفد الدولة في اجتماع وزراء خارجية «التعاون الإسلامي»

الجبير: الاعتداء على بعثاتنا في إيران ممنهج



عقدت منظمة التعاون الإسلامي في جدة، أمس، أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لوزراء خارجية المنظمة، بطلب من المملكة العربية السعودية، في أعقاب الاقتحامات التي طالت بعثاتها الدبلوماسية في مدينتي طهران ومشهد في إيران، حيث شارك في الاجتماع 37 دولة، ترأس وفد الدولة فيه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في وقت أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الاعتداءات ضد بعثات المملكة في إيران تعد جزءاً من سلسلة اعتداءات ممنهجة تتعرض لها البعثات الدبلوماسية في إيران منذ 35 عاماً، مشدداً على أن إيران السبب الرئيس لحالة التأزم وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها المنطقة، فيما حاول الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني اعتماد خطاب تهدئة التوترات.

وترأس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وفد الدولة المشارك في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، لبحث تداعيات الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد. وشارك في الاجتماع من جانب الدولة الدكتور طارق أحمد الهيدان، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ومحمد سعيد محمد الظاهري، سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية.

 

في السياق، أكد وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير أن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد تعد جزءاً من سلسلة اعتداءات مستمرة تتعرض لها البعثات الدبلوماسية في إيران بشكل ممنهج منذ 35 عاماً.

وقال الجبير، في كلمة له خلال الاجتماع، إن الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية لم تسلم منها سفارة دول إسلامية أو أجنبية، دون أن تبذل حكومة طهران أي جهد لإيقاف هذا العبث لحرمة البعثات الدبلوماسية، سوى بعض بيانات الإدانة التي تصدر عن المسؤولين في إيران.

وشدد على أن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في مشهد تمثل انتهاكاً واضحاً وسافراً لحرمتها ولكل الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية التي تجرم ذلك، وتحمّل حكومة الدولة المضيفة المسؤولية الكاملة لحمايتها وحماية منسوبيها من أي اعتداءات.

وأضاف أن مسؤولية حكومة الدولة المضيفة تتطلب منها اتخاذ الإجراءات، وليس إصدار بيانات هدفها رفع العتب أكثر من حماية البعثات الدبلوماسية بشكل عملي.

 

كما أشار الجبير إلى أن الاعتداءات على بعثة المملكة الدبلوماسية تأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة إيران وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة التي تعتبر السبب الرئيس لحالة التأزم، وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها منطقتنا من دولة عضو لم تحترم ميثاق منظمتنا ولا مبادئها المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف.

وقال وزير الخارجية السعودي إنه بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها بتفاخر أن بلادهم باتت تسيطر على أربع عواصم عربية، وأنهم يدربون 200 ألف مقاتل في عدد من بلدان المنطقة، مما يشكّل دليلاً واضحاً على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية.

ولفت إلى أن الاعتداء على بعثة المملكة في إيران حظي بإدانة واسعة من دول العالم ومنظماته الإقليمية والدولية، بما فيها مجلس الأمن ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، مضيفاً: «في ظل هذه الحقيقة، فإن منظمة التعاون الإسلامي مطالبة باتخاذ موقف صارم ينبثق من مبادئ ميثاقها، ويستند إلى مبادئ وأحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية».

وأكد الجبير، في ختام كلمته، أن المملكة العربية السعودية لطالما دعت إلى بناء أفضل العلاقات مع إيران التي تستند إلى مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول، مستدركاً القول: «إلا أن دعوات المملكة، مع الأسف الشديد، لم تحظَ بأي استجابة من قبل حكومة طهران، إلا بأقوال تناقضها الأفعال الحقيقية على الأرض».

 

وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ترأس الاجتماع الاستثنائي. ودعا صباح الخالد الصباح إيران إلى الاضطلاع بمسؤوليتها في توفير جميع أوجه الضمانات لحماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها، مؤكداً أن النقاش انسجم مع مبادئ المنظمة.

كما دعا الشيخ صباح الخالد إيران إلى الالتزام بمجمل القوانين والمواثيق الإقليمية والدولية، لا سيما اتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية، واتفاقية فيينا لعام 1963 الخاصة بالعلاقات القنصلية، اللتين تلزمان الدول باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية التي تستضيفها.

وجدد الخالد الدعم والتأييد لجهود المملكة العربية السعودية وجميع الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه وأياً كانت مصادره ودوافعه.

إدانة التحريضودانت منظمة التعاون الاسلامي في ختام الاجتماع الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في طهران ومشهد، ورفضت وادانت التصريحات الإيرانية التحريضية وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء ومنها البحرين واليمن وسوريا والصومال واستمرار دعمها للإرهاب.

في غضون ذلك، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني إن تدهور العلاقات بين السعودية وإيران يبعد المسلمين عن التحديات الحقيقية التي تواجههم.

وقال مدني إن الهجوم على البعثات «ينافي الضوابط والممارسات الدبلوماسية كما أقرتها معاهدتا فيينا الدبلوماسية والقنصلية، وما يرتبط بهما من مواثيق وقرارات أممية».

وأضاف أن التدخل في شؤون أي دولة من الدول الأعضاء من شأنه أن يُخلّ بمقتضيات ميثاق منظمتنا الذي التزمنا بكل فصوله ومبادئه. وأضاف أنه من الواضح أن استمرار تأزم العلاقات بين بعض دولنا الأعضاء يسهم في تعميق الشروخ في الكيان السياسي الإسلامي، ويكرس الاصطفافات السياسية أو المذهبية.

واعتبر الأمين العام أن ذلك يبعدنا عن التصدي الفعال للتحديات الحقيقية التي تهدد مصير دولنا الأعضاء وشعوبها. وقال مدني إن ما يبعث على الأسف أن واقع الانقسام الإسلامي والخلافات البينية المزمنة يؤثر سلباً في أداء منظمة التعاون الإسلامي، ويضعف من قدرتها على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، ويخدش مصداقيتها أمام الرأي العام الإسلامي والدولي.

ودعا إلى بناء جسور التفاهم واستعادة الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء، بما يخدم مصالحها ويسهم في تحسين واقع شعوبها وبناء مستقبلها.

 

كما أكدت مصر دعمها لاجتماع جدة الوزاري والإسلامي، وجددت دعمها لموقف السعودية، وطلبها عقد هذا الاجتماع لمواجهة سياسات إيران. ونفى الناطق الرسمي المستشار أحمد أبو زيد وجود أي تطور في العلاقات المصرية مع إيران، مشدداً على أن مصر لا توجد لها علاقات كاملة معها على مستوى السفراء، وأنها مقطوعة منذ أكثر من 35 عاماً لأسباب واعتبارات معروفة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com