|  آخر تحديث أبريل 23, 2022 , 20:28 م

برنامج المفتش فصيح


برنامج المفتش فصيح



مع اكتظاظ البرامج و المسلسلات التي تعرض كل عام في الموسم الرمضاني، تخلق بيئة مزدحمة بالتنافس، و يقف المتلقي حائرا أين و ماذا سيشاهد، يقلب التلفاز متنقلا بين المحطات، غارقا بزخم البرامج والمسلسلات، معطيا لنفسه الفرصة للاختيار.

فالمتلقي عادة هو من يختار ماذا يريد أن يتابع، الا في حالات نادرة و نادرة جداً، فالبرنامج هو من يختارك و يجذبك لتتابعه بكل شغف و استمتاع.
و هذا ان دل على شيء، إنما يدل على قوة البرنامج، و تأثيره العميق، و محتواه المشوق.
تماماً هذا ما سيحدث مع أي مشاهد تنقل بين القنوات الفضائية و حالفه الحظ بأن صادف بث برنامج المفتش فصيح.
برنامج يختارك و يجذبك لتتابعه و تستمتع بل و تندهش من تأثيره الواضح منذ بداية الحلقة و حتى نهايتها.
المفتش فصيح برنامج رمضاني عائلي بامتياز، أطلقته مؤسسة دبي للإعلام، و يعرض على  شاشة تلفزيون سما دبي، من تقديم الإعلامي المتميز أيوب يوسف، و بمشاركة مجموعة رائعة من الفنانين.
البرنامج يعنى بلغتنا العربية، و يطرح محتواه بقالب جذاب لا يخلو من خفة الظل بعيدا عن الجمود و الملل.
تبدأ الحلقة بالسيدة حيصوفة، هذه الشخصية التي تكره لغة الضاد و تسعى لتخرب المعاني و تقلب الحروف و تغير التشكيل، حيصوفة رغم شرورها الا انها تعلمنا دون أن تعلم، لكننا لا ننكر أيضاً أنها نالت محبة الكبار و الصغار .
بعد السيدة حيصوفة و طرافتها، يقدم لنا المفتش فصيح لوحة درامية أو كوميدية لطيفة، مفعمة بالجمال  لا تخلو من حس الفكاهة، مليئة بالفائدة و المعلومات القيمة، فهو يطارد المفردات العربية و يراقبها و يصححها و يقدمها لنا بالطريقة المثلى للفظ.
و في ختام الحلقة يشنف المفتش فصيح أسماعنا بقصيدة مغناه من أجمل ما كتب في اللغة العربية، فيمتعنا و يضحكنا و يعلمنا و يصحح لناو يطربنا أيضا.
نفتقد لمثل هذا النوع من البرامج التي تهتم بتعزيز و رفع قيمة لغتنا العربية، وخلق حالة من التقارب و الانسجام بيننا و بين لغتنا، بأسلوب يجذب انتباه الجيل المثقل بالتكنولوجيا و اللغات الاجنبيه، برنامج يجمع العائلة كاملة مما يسهم بتعزيز الهوية العربية و و رفع الوعي بجمال لغة الضاد و تعميق الشعور بالفخر و الاعتزاز بلغتنا العربية.
جهود واضحة بذلت للخروج بكل هذا الإبداع، ننتظر الموسم الثاني من برنامج المفتش فصيح، و ليعذرنا المفتش فصيح ان وجدت اي عثرات لغوية، فمن المؤكد ان السيدة حيصوفة مرت من هنا.
بقلم: ميساء عواد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com