أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، أن المملكة وتركيا اتفقتا على ضرورة إنشاء «مجلس تعاون استراتيجي» لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عقب محادثات في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس التركي رجب طيب اردوغان نتج عن اجتماع القائدين رغبتهما في تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوي بين البلدين. وأضاف ان مجلس التعاون الاستراتيجي هذا سيكون مهتماً بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها.
واحتضنت العاصمة السعودية الرياض أمس، قمة جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحثت في تطوير العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين بلديهما بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث والملفات الساخنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدّمتها سوريا والعراق واليمن والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
والتقى خادم الحرمين الرئيس التركي، الذي يزور الرياض للمرة الثانية خلال هذا العام، في قصر اليمامة. وقالت مصادر متابعة إنّ مداولات القمة تركزّت على الأوضاع «المتسارعة» في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى آليات عمل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أعلنته الرياض ويضمّ 34 دولة.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن الزيارة تأتي في إطار تبادل وجهات النظر حول سلسلة من الأحداث والمتغيرات الجيوسياسية السريعة التي تمر بها المنطقة.
وذكرت المصادر المتابعة للقاءات القمة أنّ رؤية البلدين في «حتمية رحيل نظام الرئيس (السوري) بشار الأسد، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري… وتحفظهما على التدخل الروسي المباشر إلى جانب نظام الأسد». وأوضحت أنّ الأحداث في اليمن كانت في مقدّمة الملفات.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أنّ جلسة المباحثات استعرضت العلاقات الثنائية، وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. والمحادثات هي الثانية خلال شهرين بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأردوغان بعد لقائهما الشهر الماضي على هامش الزيارة الملكية السعودية إلى مدينة أنطاليا ومشاركة الملك سلمان في قمة الـ20.
سوريا
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، إن قتل زهران علوش زعيم جماعة «جيش الإسلام» السورية في ضربة جوية روسية الأسبوع الماضي لا يخدم عملية السلام في سوريا. وأوضح: «نعتقد أن اغتيال زهران علوش أو محاربة زعامات أيدت حلاً سلمياً وتحارب داعش في سوريا لا يخدم العملية السلمية في سوريا.. ولا يخدم محاولة الوصول إلى حل سياسي في سوريا». وأضاف: «أنا لا أعرف ما يدور في أذهان الروس، ولا أعرف السبب الذي جعلهم يقومون بفعل مثل هذا، ولكن ما أعرفه أنه إذا أردنا الوصول إلى حل سلمي في سوريا، علينا أن نتعامل مع كل الفئات السورية التي لم تلطخ أيديها بالإرهاب.. والجماعات الإرهابية معروفة».