عادت الحياة إلى طبيعتها، مع استمرار الحذر، في المنطقة الحدودية في القطاع الغربي والخط الساحلي جنوب مدينة صور، التي كانت مساء أول من أمس مسرحاً للتوتر الأمني، في أعقاب إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه فلسطين المحتلة، والردّ الإسرائيلي بقذائف عدّة استهدفت خراج بلدات المنصوري والحنية وزبقين.
وقد سيّرت، صباح أمس، قوات اليونيفيل والجيش دوريات مؤللة ومكثفة على طول الخط الأزرق، من الناقورة وصولاً إلى القطاع الشرقي، فيما قامت فرق مشتركة لبنانية – أممية بالبحث عن المنصّات التي أطلقت من خلالها الصواريخ في البساتين في محيط بلدتَي الحنية والقليلة.
ومن جهته، بدأ الجيش اللبناني، منذ ليل أول من أمس، باتخاذ تدابير أمنية، وسط استنفار لجنود «اليونيفل» عبر تسيير دوريات مؤللة إضافية، في وقت عملت قيادتها على الطلب من الجانبين، الإسرائيلي واللبناني، ضبط النفس لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وقامت بإجراء الاتصالات اللازمة للجم الوضع الذي بدا متدهوراً ليل أول من أمس.

وفي السياق، توقعت مصادر أمنية أن يختار «حزب الله» مزارع شبعا للردّ على عملية اغتيال القنطار، تماماً كما فعل ردّاً على اغتيال جهاد عماد مغنية وستة من مرافقيه في غارة إسرائيلية استهدفتهم في الجولان السوري في 18 يناير الفائت، لـ«يكون الردّ بحجم ما قامت به إسرائيل»، وفق قول مصدر أمني لـ«البيان».
وإلى ذلك، أفاد مصدر لبناني بأن طيران الجيش الاسرائيلي يحلق منذ صباح أمس فوق مناطق مرجعيون بنت جبيل، وصولًا إلى النبطية واقليم التفاح، حيث يقوم بشن غارات وهمية على ارتفاع متوسط.
وذكر موقع «النشرة» اللبناني أن الهدوء الذي يسيطر على الجنوب في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الليلة الماضية لا يزال هشاً، حيث غاب المستوطنون الإسرائيليون عن بساتين الحمضيات المقابلة لبلدتي عديسة وكفركلا، كذلك اختفت الدوريات الإسرائيلية عن الجانب الإسرائيلي المحاذي للسياج الشائك على الحدود الجنوبية، ولازم الجنود الإسرائيليون مواقعهم المشرفة على الأراضي اللبنانية ورفعوا وتيرة التجسس على أعمدة كبرى تشرف على الأراضي اللبناني.

وأشار الموقع إلى أنه «في الجانب اللبناني تقوم عناصر من الجيش والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» بدوريات مشتركة من المنصوري إلى القليلة امتداداً حتى الناقورة للحفاظ على الهدوء بعدما شهدت تلك المنطقة تحليقاً للطيران الحربي والمروحي.
وفي منطقتي بنت جبيل ومرجعيون، تسير اليونيفيل والجيش دوريات في الجانب اللبناني على طول الخط الأزرق لضبط الهدوء، وذلك في أعقاب التوتر الذي يسيطر على جانبي الحدود بعد اغتيال الأسير المحرر سمير القنطار.

قصف الجيش اللبناني صباح أمس بالمدفعية تحركات المسلحين في جرود عرسال شرقي البلاد.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن مدفعية الجيش استهدفت تحركات المسلحين في منطقة وادي الخيل في جرود عرسال.