بدأ السياح العرب والغربيون يعودون شيئاً فشيئاً إلى العاصمة الفرنسية باريس، بعد نحو شهر من الاعتداءات الإرهابية التي استهدفتها، وكانت الأعنف في تاريخها، حيث عادت الحركة إلى شوارعها الرئيسة، خاصة السياحية منها، بينما استعادت أسواق أعياد الميلاد زوارها، من الفرنسيين والأجانب، الذين هجروها لأيام، إثر حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ الـ13 نوفمبر الماضي.
في الدائرة الثامنة، التي تعد واحدة من أكبر وأشهر مراكز التسوق بباريس منذ إنشائها قبل أكثر من قرن (1912)، خاصة وسط السياح العرب والآسيويين، شددت من إجراءات المراقبة في المحلات الراقية منذ الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، من خلال زيادة أجهزة المراقبة ونشر رجال الأمن، ولبست هذه الأيام حلة الأعياد التي اعتادت عليها نهاية كل عام.
كما كتبت على أحد جدران محلاتها: «باريس تبتسم دائماً»، في رسالة لطمأنة زوارها، خاصة الأجانب منهم، لتمسكها كباريس المدينة، بالابتسامة والفرح في فترة أعياد الميلاد وآخر السنة، رغم الألم الذي ألم بها قبل 40 يوماً.
أسواق أعياد الميلاد، التي أبقت السلطات الفرنسية على برمجتها رغم حالة الطوارئ المعمول بها في البلاد، بعد إغلاقها ثلاثة أيام خلال فترة الحداد الوطني، تمكنت هي الأخرى من إرجاع بريق باريس وجمالها خلال أعياد الميلاد وآخر السنة بعد أيام من الخوف والحزن.
حيث كان عشرات الحرفيين الفرنسيين في الموعد، والذين جاؤوا من مختلف المدن الفرنسية ليقدموا للباريسيين وسياحهم العديد من المنتجات يدوية الصنع والمأكولات الضرورية على مائدة احتفالات رأس السنة والميلاد.
وعززت بلدية باريس، التي كانت عمدتها الاشتراكية آن هيدالغو أول زوار هذه الأسواق، من الإجراءات الأمنية بفضل كاميرات المراقبة وأعوان الأمن.
جادة الشانزيليزيه، هي الأخرى لم تفقدها الاعتداءات الأخيرة جمالها، رغم درجات الحرارة المنخفضة هذه الأيام بباريس، فالسياح عادوا شيئاً فشيئاً إلى أزقتها ومحلاتها الراقية التي تصنع صيتها دولياً، ويأتي من أجلها نحو 30 مليون سائح سنوياً.
وإن كانت الجادة، التي تعتبر أجمل شارع في العالم، استغنت هذا العام عن أضوائها وإنارتها الخاصة كنهاية كل عام بشارعها الرئيس بسبب الاعتداءات، إلا أن إنارة المحلات كانت كافية لتعيد للجادة بريقها.
وتعود الحياة تدريجياً كذلك إلى الدائرة الباريسية الـ11 التي كانت قبل الـ13 نوفمبر الماضي، تعج بالناس، خاصة نهاية الأسبوع، رغم أنها كانت مسرحاً للعديد من العمليات الإرهابية في 2015، بدءًا من هجوم شارلي إيبدو، إلى العمليات الإرهابية الأخيرة والتي كان بعضها انتحارياً، ما صدم سكانها والرأي العام الفرنسي.
وإن بقيت أبواب قاعة «باتكلان» مغلقة تحفظ بداخلها ذكرى مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 80 شخصاً، بدأت مقاهي ومطاعم أخرى بالدائرة نفسها استهدفت هي الأخرى في هجمات باريس، تنفض عنها غبار الحزن والإرهاب.
وأفادت تقديرات أجرتها الإدارة العامة للخزانة الفرنسية بأن اعتداءات 13 نوفمبر ستؤثر في النمو بفرنسا بـ 0.1 نقطة من إجمالي الناتج الداخلي، أي خسائر بقيمة ملياري يورو، بينما أفادت اللجنة الإقليمية للسياحة أن مهنيي قطاع السياحة انخفض نشاطهم بنسبة 24 في المئة في نوفمبر.
بريطانيا تبحث الحماية القانونية للشرطة
تبحث السلطات البريطانية توفير حماية قانونية للشرطة المسلحة بعد هجمات باريس منتصف الشهر الماضي.
وكتبت صحيفة «صنداي تايمز» إن الشرطة البريطانية المسلحة قد تحصل على قدر أكبر من الحماية القانونية في حال قامت بإطلاق النار على مجرمين مشتبه بهم بعد إصدار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمرا بمراجعة القوانين الحالية في ضوء هجمات باريس الشهر الماضي.
وفي أعقاب الهجمات التي نفذها متشددون إسلاميون في باريس وأسفرت عن مقتل 130 شخصا قالت شرطة لندن إن بوسعها التصدي لهجمات مماثلة لكنها تتطلع لزيادة عدد أفراد الشرطة المسلحين في الدوريات. وعلى عكس معظم قوات الشرطة في العالم لا تكون الشرطة البريطانية مسلحة في العادة.