أطلق سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي كتاباً جديداً بعنوان “على خطى زايد … 25 عاماً في حماية البيئة”، يوثق أهم محطات مسيرة الهيئة في رحلتها للحفاظ على التراث الطبيعي للإمارة وتنوعها البيولوجي الغني، ورحلتها خلال خمسة وعشرين عاماً منذ انطلاق مسيرتها في الحفاظ على الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي حققت خلالها إنجازات بيئية هامة محلياً وإقليمياً ودولياً وساهمت بتحقيق الرؤية التي تتبناها حكومة أبوظبي لتحقيق التنمية المستدامة.
والكتاب المصور، الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية، جاء في 7 فصول تضمنت مجموعة مهمة من المعلومات والبيانات، وأهم الإنجازات والنجاحات التي حققتها الهيئة، وأفضل البرامج والمشاريع التي دعمت مسيرتها ومكنتها من أن تصبح مثالاً يحتذى به عالمياً في أفضل ممارسات المحافظة على البيئة.
والكتاب، الذي يضم 140 صفحة، يسلط الضوء على بدايات عمل الهيئة التي انطلقت مع إنشاء المركز الوطني لبحوث الطيور في عام 1989 للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي لإمارة أبوظبي المتمثل في رياضة الصيد بالصقور وما يرتبط بها من بيئة وحياة برية، والمراحل التي مرت بها لتصبح اليوم أكبر هيئة تنظيمية معنية بشؤون البيئة في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في كلمته الافتتاحية التي جاءت في مقدمة الكتاب: “إن الإنجازات التي حققتها هيئة البيئة – أبوظبي خلال السنوات الماضية جاءت بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
وأضاف سموه “إننا نسعى دوماً إلى تحقيق توازن بين تطلعات شعبنا واحتياجات بيئتنا الطبيعية لكي نعزز مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها دولة الإمارات، ولا يمكن الوصول إلى هذا التوازن إلا من خلال التسلح بالعلم وتحقيق فهم أفضل لبيئتنا الطبيعية، حيث تساهم مساعينا العلمية الجادة في تعزيز معرفتنا بالتحديات التي تواجهنا، وتحديد أفضل السبل لمعالجتها”.
وقال سموه “لأنه جزء لا يتجزأ من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا فإننا ملتزمون بحماية هذا الإرث، الذي ورثناه عن الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وأجدادنا وآبائنا مستلهمين من عزمهم وإصرارهم في المحافظة على بيئتنا ومواردنا الطبيعية لتصل للأجيال القادمة. كذلك فنحن نواجه التحديات بنظرة إيجابية ورؤية وتوجهات مبتكرة، لكي نحوّل كل تحدٍ منها إلى فرصة جديدة نستثمرها لتحقيق مستقبل أكثر استدامة”.
وأضاف سمو الشيخ حمدان “وعلى مدى السنوات الماضية، لم ندخر جهداً في تعزيز فهمنا بنظمنا البيئية، وتوعية شبابنا بأهمية الحفاظ على مواردنا وثرواتنا الطبيعية، حيث أصبح لدينا الآن فهم أفضل وأكثر عمقاً لحالة هوائنا ومدى جودة مياهنا وتربتنا والموائل والأنواع التي تحتضنها بيئتنا المحلية؛ الأمر الذي مكننا من تعزيز دورنا في حماية البيئة لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا”.
وأختتم سموه كلمته قائلاً: “لقد نجحنا بفضل الله في إعادة توطين أنواع كانت قد انقرضت في البرية، وطورنا تقنيات مبتكرة لاستخدام مواردنا الثمينة على نحو أفضل. وسوف نستمر في تحسين معرفتنا وبناء قدراتنا ورفع حدود إمكاناتنا، وتبني أفضل الممارسات لتحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار للأجيال القادمة”.
وفي كلمته التي جاءت في مقدمة الكتاب قال معالي محمد أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة: “تعتبر مسؤوليتنا تجاه حماية البيئة والموارد الطبيعية لإمارة أبوظبي علاقة ديناميكية مع تطور التحديات التي تواجهها البيئة اليوم، ومن القيم الأساسية والمتأصلة في هيئة البيئة والتي أرستها قيادتنا الرشيدة. فقد جاء عمل الهيئة من منطلق احترامنا العميق لبيئتنا وواجبنا تجاهها، وأملنا في تحقيق مستقبل بيئي أفضل. ونحن اليوم، كما كنا من قبل، نمضي قدماً لتنفيذ مهمتنا ملتزمين بالحفاظ على التراث الطبيعي للإمارة وتنوعها البيولوجي الغني لضمان مستقبل أكثر استدامة”.
وأكد معاليه “أنه وعلى الرغم من الصدى الواسع والتأثير الملحوظ لهذه السنوات الخمس والعشرين الأولى، فنحن نعتبرها مجرد بداية. وسوف نستمر في الحفاظ على الإرث البيئي للشيخ زايد، وسنساهم في تحقيق رؤية أبوظبي، وتحسين جودة الهواء والماء، والحفاظ على مواردنا الطبيعية الثمينة، وحماية تنوعنا الحيوي الذي لا يقدر بثمن. وإذا تمكنّا من مواصلة إلهام المزيد من الأفراد والمجتمعات، وبشكل خاص فئة الشباب، للمساهمة بإيجابية في تحقيق الاستدامة، ووضعها في قلب اهتماماتهم ومحوراً أساسياً لإعادة تكييف أنماط حياتهم، فإننا سنحصد جميع ثمار عملنا، ونضمن حياة صحية وبيئة مستدامة لنا وللأجيال القادمة”.
في حين أشارت رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب للهيئة في كلمتها ” منذ تأسيسها قبل أكثر من عِقدين من الزمان، تعيّن على هيئة البيئة – أبوظبي أن تسابق الزمن للحفاظ على البيئة لمواكبة وتيرة التنمية المتسارعة في الإمارة. عندما بدأنا كنا مجموعة صغيرة من المختصين بشؤون البيئة، وكان تركيزنا على حماية بعض الأنواع الهامة من خطر الانقراض مثل طائر الحبارى وأبقار البحر. وقد شهدت هذه الخطوات الأولى دعماً كبيراً من قيادتنا الرشيدة، التي كان لها دور فعّال في وضع أساس قوي وراسخ لهذه الهيئة، مما جعلها تصل إلى ما هي عليه اليوم كهيئة متعددة القطاعات، تضم فرق متخصصة من العلماء والباحثين ومسؤولي الترخيص والمفتشين البيئيين، وذلك لمواجهة العديد من التحديات البيئية”.
وأضافت سعادة المبارك ” يشرفني أن أكون جزءاً من هذا الكيان المتميز، كما إنني فخورة للغاية بالهيئة وبموظفيها وبجميع إنجازاتنا. لقد عاصرنا الكثير من التغيرات، وواجهنا التحديات المختلفة حتى أصبحنا في العديد من المجالات، مثالاً يحتذى به عالمي في أفضل ممارسات المحافظة على البيئة، وهو أمر ينبغي أن نفخر به جميعاً وأن نتطلع إلى إنجازات أكبر في المستقبل.”
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام للهيئة في كلمتها “في الوقت الذي نحتفل فيه بمرور 25 عاماً من المسيرة المتواصلة لهيئة البيئة – أبوظبي، فإننا نعمل على تقييم التقدم الذي أحرزناه، واستخلاص الدروس المستفادة من التحديات الكثيرة التي تخطيناها، والتحديات التي نستمر في مواجهتها بقوة وثقة.”
وأضافت “يتضمن هذا الكتاب الكثير من الإنجازات؛ التي تلخص جهودنا في الحفاظ على الإرث البيئي للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو أيضا احتفال بمرور عِقدين ونصف من التقدم والإنجاز بجهود كبيرة لفريق متحمس من أشخاص عملوا بلا كلل لمساعدتنا على تحقيق أهدافنا. كما يعتبر بمثابة مقدمة للعديد من المشاريع والمبادرات الرائدة التي سنستمر في القيام بها من أجل الحفاظ على التراث الطبيعي للإمارة وحمايته للأجيال القادمة”.
وذكرت سعادتها “أنه وبفضل معايير البحث الصارمة التي تتبعها هيئة البيئة – أبوظبي، وفريق عملنا المتنامي من الخبراء البيئيين الرائدين، فإن معرفتنا المتزايدة بالبيئة والحياة الفطرية ظلت توفر المعلومات والمعرفة لتطوير جهودنا المستمرة لتحسين نوعية الهواء والمياه البحرية في الإمارة، وحماية مواردنا المائية الجوفية الثمينة، وفهم الآثار المحتملة للتنمية وتخفيفها، ورصد آثار تغير المناخ والحد منها والتكيف معها.”
وأشارت د. الظاهري “أنه وفي هذا الإطار، عقدنا شراكات متميزة مع العديد من الأطراف الأخرى لوضع سياسات بيئية أساسية، وإعداد قوانين ولوائح تنظيمية جديدة لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة في الإدارة البيئية، وتطبيق المعايير الدولية الأكثر صرامة لحماية البيئة.”
وتطرقت سعادتها إلى الإنجازات العديدة التي حققت الهيئة في مجال المحافظة على أنواع الحياة الفطرية على الصعيدين المحلي والدولي. وقالت “لقد ساعدت برامجنا للإكثار وإعادة التوطين في استعادة المها العربي من حافة الانقراض، وها هو “قطيعنا العالمي” من المها الأفريقي (أبو حراب) يتكاثر مرة أخرى في نطاق انتشاره في جمهورية تشاد، بعد أن انقرض من الحياة البرية في الماضي.”
وقالت نثق أن دورنا الإشرافي ودعمنا لبرنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، لا يحافظ فقط على واحدة من أكثر المساعي القيّمة للتراث الطبيعي والثقافي في المنطقة، بل يمنحنا أيضا نظرة فريدة بشأن أنماط الهجرة الخاصة بصقور الحر والشاهين، مما يمكّننا من وضع خطة عمل عالمية مع شركائنا لحماية هذه الأنواع. كما كشف تتبع صقور الشاهين المهاجرة عبر الأقمار الصناعية من مناطق تكاثرها عبر القطب الشمالي لروسيا، عن روابط مهمة بين مناطق التكاثر والإشتاء، ووفرت لنا هذه الدراسة معلومات حيوية عن مسارات هجرة الطيور وسلوكها، وتنوع الموائل المستخدمة خلال فصل الشتاء”.
وأكدت د. الظاهري “أن نجاح الهيئة منذ تأسيسها يقوم على الرعاية الدائمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الفخري لهيئة البيئة – أبوظبي، وقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الإدارة وتوجيهات معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس الإدارة، ومتابعة سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب. لقد تعززت مكانة هيئة البيئة – أبوظبي بشكل كبير بفضل اتساق القيادة والرؤية”.
واختتمت سعادتها قائلة “من خلال دعمهم ورعايتهم نحن نتطلع إلى المستقبل، ونلتزم بالمساهمة في تحقيق رؤية حكومة أبوظبي من خلال الحفاظ على البيئة ومواردنا الطبيعية الثمينة، وحماية وتعزيز تنوعنا البيولوجي الفريد، والاستمرار في تعزيز معرفتنا وتخطي حدود الإمكانيات لضمان تبني أفضل الممارسات في الإنتاج والاستهلاك المستدامين لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة”.