لغة الإشارة تُطلق على وسيلة التواصل غير الصوتية التي يستخدمها ذوو الهمم من الصُّم والبكم، وبدأ اهتمامي بها أثناء عملي على كتابة قصة للأطفال، محورها طفلة صماء من ذوي الهمم، بعنوان «أصوات العالم»، تكتشف الأصوات بطريقة فريدة. وبعد صدور القصة، لاحظتُ فضول القراء الصغار لمعرفة المزيد عن لغة الإشارة كلما قرأتُها عليهم، لذا، أحاول أن أتعلم أي شيء يتعلق بهذه اللغة، كلما سنحت لي الفرصة.
قبل فترة حضرتُ ورشة تدريبية عن معجم لغة الإشارة الإماراتي، قدمتها باحترافية الأستاذة عبير الشحي، أول مدربة إماراتية في لغة الإشارة، ونظمتها مشكورة «وزارة تنمية المجتمع». لاحظتُ عدد الحضور اللافت، وخاصة طلبة المدارس، وتجاوبهم مع المدربة، بل وحماسهم لتعلم لغة الإشارة الإماراتية، ما جعلني أتساءل لماذا لا يتم تخصيص حصص دراسية للطلبة في المدارس لتعليمهم هذه اللغة، أو على الأقل أساسياتها؟ فهي تسهل اندماجهم مع فئة الصم، وتخلق علاقة تواصل بينهم، وتعزز فيهم ثقافة الاختلاف.
تفاجأت أثناء تلك الورشة بمدى الإبداع والابتكار في لغة الإشارة، فهي ليست مجرد إشارات لا معنى لها كما نظن، بل يتم اختيارها بشكل مدروس، فبلغة أصحاب الهمم إشارة «الحب والنصر والفوز»، تعني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
بديهياً، وُجدت لغة الإشارة منذ أن وجد الصم في العالم، ولكن، وبعد بحث سريع، عرفت أن بدايتها كلغة رسمية كانت في مدينة مدريد الإسبانية في القرن السابع عشر للميلاد، ومنها انتشرت أنحاء العالم. وبحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم، يوجد حوالي 72 مليون أصم في العالم، يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، منها على سبيل المثال لغة الإشارة الأمريكية، البريطانية، السعودية والإماراتية وغيرها.
لغة الإشارة لغةٌ مدهشة، ولا تخلو من الابتكار، وهي الوسيلة الوحيدة لذوي الهمم من الصم للتواصل مع العالم الخارجي. ألا تستحق أن نتعلمها من أجلنا ومن أجلهم؟.