ترسم إسرائيل خطوطاً حمراء في قطاع غزة، وإحدى عينيها على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، والأخرى على كرة النار التي تدحرجت إلى الضفة الغربية، حيث قتل الجيش الإسرائيلي خمسة فلسطينيين أمس.
وقالت السلطة الفلسطينية إن خمسة فلسطينيين، بينهم امرأة تبلغ 60 عاماً، قضوا بنيران القوات الإسرائيلية في جنين، مضيفة في بيان منفصل أن قوات الأمن الفلسطينية قتلت رجلاً آخر كان مطلوباً في أحداث سابقة.
في شمال الضفة، ثمة ترجمة إسرائيلية لمضامين السيطرة، إذ تعيد عمليات الاجتياح التذكير بعملية «السور الواقي» عام 2000، بينما في قطاع غزة هناك ما يشي بخطوط حمر ترتسم حول اتفاق وقف إطلاق النار ومصير الهدنة، التي بدت تترنح على وقع تهديدات إسرائيلية أمريكية باستئناف الحرب.
وينبئ التمدد الإسرائيلي في الضفة، باهتزاز آخر، ويؤشر على أن «لا عودة إلى الوراء» في الحسابات الإسرائيلية.
ولم يكن عابراً إظهار السيطرة الإسرائيلية بالآلة الحربية الثقيلة في مدن ومخيمات الضفة، الأمر الذي يرى فيه مراقبون رسائل بالنار للأهداف العميقة، وقوامها:
(لا حماس في غزة ولا سلطة في الضفة)، وفقط إسرائيل هي التي تضبط لوحة التحكم، وربما في هذا التزامن الذي تعتمده تل أبيب بإشعال النار في الضفة، والإبقاء على جبهة غزة متحفزة من خلال شن الغارات بين الحين والآخر، ما يؤشر إلى نوايا الامتداد العسكري الشامل، والاكتفاء بتمديد اتفاق الهدنة في غزة، فقط لتحرير ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين.
تفريغ المخيمات
برأي الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، فإن الاجتياحات الإسرائيلية غير المسبوقة في الضفة تهدف إلى تفريغ المخيمات بطرد سكانها بالقوة، فضلاً عن توسيع الاستيطان، وبالتوازي مع ذلك، تجاوز السلطة الفلسطينية وتجفيف مواردها المالية لإفقارها وتذويبها.
وذلك في إطار «حسم الصراع» الذي رسمه بتسليئل سموتريتش قبل خمس سنوات. ويرى عوض أن ما يجري في مدن ومخيمات الضفة ليس بمعزل عما يجري في غزة.
لكن «إسرائيل تتعامل مع المساحتين الجغرافيتين كأنهما منفصلتان، ولا تخصان وطناً أو مصيراً واحداً، وتسعى لايجاد حلول منفصلة لهما لا روابط بينها». ويرى الباحث والمحلل السياسي رائد عبدالله أن عمليات التدمير للمنازل وجرف الأراضي التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جنين وطولكرم تهدف لإلغاء الوجود الفلسطيني في الضفة.