بعد أربعين عامًا اشتعلت التوترات بين الأعداء القدامى مرة أخرى بين الولايات المتحدة وإيران، وتيرة التصعيد السريعة دخلت أسبوعها الثانى والتي بلغت ذروتها بإطلاق النار بطائرات إيرانية دون طيار وتغير رأى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في اللحظة الأخيرة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وهذا يعنى تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
وخلال اليومين الماضيين شهدت أسعار النفط ارتفاعًا، فقد صعد خام برنت وهو مؤشر رئيسى ليتجاوز 65 دولار للبرميل، وعلى الرغم من الارتفاع الحالي إلا أنه أقل من أعلى مستوياتها التي سجلها في بداية العام.
وقد تسببت العديد من الحوادث الأخيرة في إثارة الفزع في صناعة النفط، خاصة بعد أن أثارت الهجمات التي تعرضت لها ناقلتان نفطيتان في خليج عمان المخاوف بشأن تعطل الامدادات المحتمل، وألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران، ولكن إيران نفت ذلك وانتقدت موقف الولايات المتحدة، وأصابت الغارات الصاروخية بالقرب من سكن موظفي شركة اكسون موبيل في العراق ثلاثة من العاملين، وفى الشهر الماضى هاجم المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن خط أنابيب نفط سعودى رئيسى.
وعقب الهجمات في خليج عمان حققت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة 4.5%.
كان قرار ترامب في شهر آيار/ مايو بإنهاء جميع الإعفاءات من العقوبات المفروضة على النفط الإيراني يهدف إلى خفض صادراتها إلى الصفر، بعد أن أدت الجولة الأولى من العقوبات إلى خفض الصادرات بما يقرب من مليوني برميل في اليوم، وقالت الإدارة الأمريكية أنها ستتخذ موقف أكثر تشددًا ضد الدول التي تنتهك الحظر النفطي المفروض على إيران، وهذا دعم أسعار النفط بشكل كبير حيث ارتفعت أسعارها إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر.
حذر أحد الخبراء من أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 150 دولار للبرميل إذا تصاعدت الحرب العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران.
قال المحلل المالى لمجموعة أوراسيا “هنرى روم” أنه من المرجح أن تدفع حرب محدودة أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، في حين أن المواجهة الكبرى من شأنها أن تدفع الأسعار إلى ما فوق 150 دولار.
وأضاف أن الصراع الشامل سيكون له أثر كبير على أسعار السلع ويمكن أن يؤدى إلى زعزعة الاستقرار خارج منطقة الخليج.
فيما يرى بعض المحللين أنه على الرغم من الارتفاع الحالي لأسعار النفط إلا أن هناك مجموعة من الأسباب التي حدت من مكاسب النفط أهمها تدهور توقعات معدلات الطلب النفطية المتأثرة بتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على أسعار النفط.
إن تباطؤ الأوضاع الاقتصادية قد تؤثر على نمو الطلب، والتي طغت على التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، نتيجة لذلك قد تكون الأسعار عالقة في نمط التماسك.
خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب لعام 2019 بمقدار 100000 برميل يوميًا لتصل إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، مشيرة إلى تدهور احتمالات التجارة العالمية.
ومع ذلك، قالت الوكالة إنها تتوقع نمو الطلب ليصل إلى 1.4 مليون برميل لعام 2020.
أما بالنسبة للمعروض، أضافت الوكالة أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا بالإضافة إلى الالتزام بخفض مستويات الإنتاج من قبل منظمة أوبك والقتال المسلح في ليبيا والهجمات على الناقلات في خليج لم تضف سوى قدر محدود من عدم اليقين تجاه الامدادات.
فيما خفضت منظمة أوبك توقعاتها لمعدلات نمو الطلب العالمى على النفط لعام 2019 حتى أقل من وكالة الطاقة الدولية إلى 1.14 مليون برميل في اليوم.