أجمعت كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا على عدم الرغبة في الحرب، غير أنها أكدت على يقظتها في التعامل مع التهديدات الإيرانية لناقلات النفط في المنطقة.
وشددت الدول الثلاث كل على حدة على امتلاكها أدلة ومعلومات تؤكد صلة إيران بالهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط الخميس الماضي في خليج عمان، وفيما أكدت تقارير صحافية أن بريطانيا ترتب لنشر قوات البحرية لحماية سفنها، قالت وزارة الدفاع السعودية، إن طائرات القوات الجوية الملكية والقوات الجوية الأمريكية من نوع «إف- 15 سي» تحلق في تشكيل مشترك على منطقة الخليج العربي، تساندها طائرات تزود بالوقود جواً تابعة للقوتين.
ونشر حساب وزارة الدفاع على «تويتر» عدة صور ومقطع فيديو للطائرات. وأضافت أن المهمة تهدف إلى الاستمرار في تعزيز بناء العلاقات العسكرية والعمل المشترك بين الطرفين. يأتي ذلك فيما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة.
وقال في مقابلة صحفية نشرت أمس: «إن المملكة لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ومصالحها الحيوية». وأكد ولي العهد السعودي، أن «المملكة أيدت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، إيماناً منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران»، معرباً عن أمله «في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي».
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن الاعتداءات على ناقلات النفط في الخليج واستهداف منشآت نفطية في المملكة ومطار أبها «تؤكد أهمية مطالبنا من المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الأخيرة، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع»، منتقداً توظيف طهران العوائد الاقتصادية للاتفاق النووي في «دعم أعمالها العدائية في المنطقة ودعم آلة الفوضى والدمار».
وفي حين شدد ولي العهد السعودي على أن «يد المملكة دائماً ممدودة للسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها»، لفت إلى أن «النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في إيران وقاموا أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قاموا عبر ميليشياتهم بالهجوم الآثم على مطار أبها، ما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونواياه التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها».
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، أن الإدارة الأمريكية تنظر في سلسلة من الخيارات ضد إيران، ومن ضمنها الخيار العسكري.ودعا بومبيو العالم إلى التوحد في مواجهة إيران، مضيفا: «لدينا دائما التفويض القانوني للذهاب إلى الحرب». وأشار بومبيو إلى أن الشعب الأمريكي «يجب أن يثق أن كل الخيارات التي تتخذ تحت إدارة ترامب هي قانونية».
وكان بومبيو قد قال، إن مخابرات بلاده لديها العديد من الأدلة التي تثبت ضلوع إيران في الهجوم الأخير على ناقلتي النفط في بحر عمان.وأضاف بومبيو في مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي» أن إيران شنت الهجمات الأخيرة على ناقلتي النفط في بحر عمان بهدف إعاقة حركة الملاحة في مضيق هرمز.
مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان حرية الملاحة. وأوضح أن هدف بلاده من حملة الضغط على إيران هو منعها من امتلاك أسلحة نووية وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.