أفرغ نظام الأسد وروسيا ما احتوت طائراتهما من صواريخ وبراميل متفجّرة على درعا، ما أسقط عشرات القتلى في صفوف المدنيين، وأجبر الآلاف على النزوح بلا هدى، وفيما طالبت دول غربية، موسكو بوقف الهجوم، بما يشكّله من انتهاك لوقف إطلاق النار، كشفت روسيا عن سحبها 1140 عسكرياً، و13 طائرة حربية من سوريا خلال أيام.
وقتل 22 مدنياً على الأقل، أمس، في غارات استهدفت محافظة درعا، في حصيلة هي الأكثر دموية منذ بدء قوات النظام هجومها ضد الفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية. وواصلت الطائرات الحربية السورية والروسية، الخميس، استهداف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريفي درعا الشرقي والغربي بعشرات الضربات الجوية، كما تلقي مروحيات النظام البراميل المتفجّرة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن 17 مدنياً منهم، بينهم خمسة أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة، مشيراً إلى أنّ أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح، غداة خروج مستشفى فيها من الخدمة جراء غارات روسية أيضاً. وأبان المرصد أنّ الضربات الجويّة أودت بحياة 46 شخصاً من بينهم أطفال منذ أول من أمس، موضحاً القصف يطال حالياً مناطق ذات كثافة سكانية.
وصرّح قائد عسكري في الجبهة الجنوبية في محافظة درعا، بأنّ المقاتلات الحربية السورية والروسية، شنت نحو 150 غارة على مدينتي بصرى الشام والحراك في ريف درعا، مردفاً:
الطائرات الروسية شنّت صباح الخميس 33 غارة جوية على مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي وبلدة المسيفرة، كما شنت مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام أكثر من 70 غارة على بلدة الحراك ومحيطها.
وأضاف:«لم تكتف المقاتلات الروسية والسورية بقصف محاور الجبهات في ريف درعا الشرقي، بل شنت أكثر من 40 غارة صباح الخميس على مدينتي جاسم ونوى وبلدتي نمر ومعربة والكرك وابطع في ريف درعا الغربي، واستهدفت تل محص غرب مدينة جاسم ومنطقة الجيدور شمال مدينة درعا».
إلى ذلك، أوردت منظمة الخوذ البيضاء في الجنوب، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، على حسابها على «تويتر»، أن عشرات الغارات الجوية استهدف بلدات عدة مثل بصرى الشام والحراك والكرك، ما تسبب بحركة نزوح واسعة.
وتحدث رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا يان ايغلاند، أمس، عن فرار نحو 50 ألفا منهم على الأقل منذ بدء الهجوم. وأعربت منظمات إغاثية وإنسانية عدة، عن خشيتها على مصير المدنيين، وطالب بعضها الأردن بفتح حدوده.
سياسياً، طلبت عدة دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، من روسيا وقف الهجوم. وقال مساعد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين، إنّ العمليات العسكرية الأحادية لنظام الأسد وروسيا تشكل انتهاكاً لوقف إطلاق النارالذي دعمه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. بدوره، دعا السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، كل طرف بدءاً بروسيا إلى الالتزام بالتعهدات التي قطعت لكي يتوقف هذا الهجوم دون تأخير. كما حذّر سفراء بريطانيا وهولندا والسويد، من تكرار ما حصل في حلب والغوطة الشرقية.
على صعيد متصل، شجب كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري، أمس، ما وصفه بالصمت الأميركي إزاء هجوم النظام في جنوب غرب سوريا. وقال الحريري، إنّ وجود صفقة خبيثة هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأميركي على هجوم قوات النظام المدعومة من روسيا بعد أن استخدمت واشنطن القوة العسكرية ضد هجمات على حلفائها في مناطق أخرى بسوريا.
في الأثناء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو سحبت 1140 عسكرياً، و13 طائرة حربية من سوريا في الأيام القليلة الماضية. وأضاف بوتين في حفل أقيم لخريجي الكلية العسكرية في الكرملين: «كما تعلمون بدأنا سحب قواتنا خلال زيارتي لقاعدة حميميم، الانسحاب مستمر الآن، في الأيام القليلة الماضية جرى سحب 13 طائرة حربية و14 طائرة هليكوبتر و1140 عسكرياً».
قال مصدر قضائي، أمس، إن فرنسا فتحت تحقيقاً رسمياً مع شركة لافارج للأسمنت، فيما يتعلق بمزاعم بتمويل أنشطة إرهابية في سوريا والمساعدة والتحريض على جرائم ضد الإنسانية. وفتح المحققون الفرنسيون العام الماضي تحقيقاً مع الشركة للاشتباه في تمويلها كياناً إرهابيا في سوريا، واعترفت الشركة بدفع أموال لجماعات مسلحة من أجل استمرار عمل أحد المصانع. وأخضع المحققون في العام الماضي مدراء كبارا سابقين في لافارج ولافارج هولسيم لتحقيق رسمي. باريس . ا ف ب
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أنّ موسكو لا تعترف بتعزيز صلاحيات منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، التي بات بوسعها تحديد الجهات المسؤولة عن استخدام مثل هذه الأسلحة في سوريا. وتابع ريابكوف لوكالات الانباء الروسي: بالطبع نحن لا نعترف بشرعية آلية التحكيم المزعومة الجديدة هذه وسنستخلص نتائج جدية مما حصل، التصويت يوجه ضربة قوية إلى المعاهدة التي تحكم عمل المنظمة والمنظمة، مشيرا إلى عواقب صعبة. وأضاف أنّ آفاق ومستقبل المعاهدة الدولية التي تحكم عمل المنظمة أصبحا غامضين جداً. موسكو – وكالات
كشفت تقرير أنّ الأطفال الصغار لمتطرّفين ألمان يقيمون مع آبائهم في مناطق النزاع بسوريا والعراق. وذكر تقرير صحف مجموعة فونكه الألمانية الإعلامية، أن بيانات وزارة الداخلية الألمانية تقول إن هناك 270 سيدة وطفلاً منحدرين من ألمانيا أو أطفال لآباء ألمان ولدوا في هذه المناطق لا يزالوا موجودين هناك. وأضاف التقرير، أن ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام، وفق معلومات السلطات الأمنية. وأشار التقرير إلى أن أغلب الرجال والنساء والأطفال المنحدرين من ألمانيا هم رهن احتجاز قوى كردية تابعة للمعارضة السورية.