استبعد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إجراء أي حوار مع إيران في ظل إرسالها صواريخ للحوثيين لإطلاقها صوب الأراضي السعودية.
وقال لدى مشاركته في حلقة نقاشية بمنتدى «جلوبس 2018» بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا: إن الإمارات تفضل الدبلوماسية وزيادة الضغط لحل الأزمات، مشيراً إلى أن المنطقة الآن تشهد أحداثاً سيئة على الأرض تتطلب رد فعل سريعاً.
وأوضح معاليه أن طهران في وضعها الراهن – وهي تواجه العقوبات التي أعادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب انسحابه من الاتفاق النووي – أضعف بكثير منها في عامي 2014 و2015 بسبب مشاكلها الاقتصادية. وأكد أن لدى إيران سجلاً حافلاً بالتمويه والكذب والطموح لبناء قنبلة نووية، ما يصعب علينا تصديق التأكيدات الإيرانية بنياتهم السلمية. وعد التفسير الإيراني لخطة العمل الشاملة المشتركة على أنه اعتراف بهيمنتها الإقليمية، ما دفعها لاستغلال الاتفاقية لتوسيع نفوذها عبر أساليب عنيفة، ما يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة.
وشدد على ضرورة التركيز على إخراج تركيا وإيران من المنطقة وتعزيز الجوهر العربي، لافتاً إلى أن هناك تنظيماً تقوده تركيا وتموله قطر، وهو تنظيم الإخوان، كما يوجد تحالف تسيطر عليه إيران والرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله ومجموعات عراقية كجزء من عملائهم.
وأكد أن الاستقرار أمر مهم جداً لدولة الإمارات وأن قادتها عملوا بجهد لتحقيقه، لافتاً إلى أنه «من النادر أن ترى دولة فعالة واقتصاداً فعالاً لم تعصف به رياح العولمة، لكن الإمارات استفادت منها وأصبحت أفضل تعليماً، وأكثر تجانساً مع عالم أكبر، ومكاناً مريحاً لمن يرفض الطائفية»، كاشفاً أن الدولة استضافت ما يقرب من 20 مليون سائح خلال عام.
وأشار إلى أن الإمارات تحتل المركز الأول في العالم العربي، لافتاً إلى الحاجة إلى حلول سلمية لمشاكل المنطقة العديدة. وتابع: «عندما ننظر حولنا نجد الصواريخ الباليستية الإيرانية وإراقة الدماء في سوريا والعنف في غزة، الوضع مضطرب في العراق وليبيا، وميليشيات متطرفة في اليمن، وتوتر كبير في لبنان». وشدد على ضرورة تعزيز التحالفات التي لدينا في المنطقة في إشارة إلى العلاقات مع السعودية والأردن والبحرين ومصر وحلفاء آخرين من الدول العربية، معرباً عن أمنيته أن تتوسع لضم كل باقي الجيران من العرب لكن يجب أن تكون شراكة حقيقية.
وتابع معاليه: «تحقيق الاستقرار في المنطقة هي مهمة لا نستطيع تركها للولايات المتحدة أو أوروبا كي تتوليان أداءها لنا، وإنما يتعين علينا نحن دول المنطقة أن نتولى المسؤولية بأنفسنا عن تأمين مستقبل منطقتنا. وفي ظل هذا النظام العالمي المضطرب، يجب أن نتجاوز خوفنا. لدينا مسؤولية يجب أن نتحملها وهي إقرار الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً أن الإمارات لا تقبل تدخلات لقوى إقليمية مثل إيران وتركيا، والتي تزعزع الاستقرار من أجل تحقيق مصالحها.
على صعيد آخر صرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن بلاده تريد التوصل إلى نتيجة دبلوماسية مع إيران تعالج التهديدات الناجمة عن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
وقال بريان هوك وهو مستشار بارز للسياسات: جهودنا تستهدف ممارسة كل الضغوط اللازمة على إيران لتغيير سلوكها، وللسعي إلى إطار عمل جديد يمكن أن يبدد مخاوفنا. وأضاف قبيل خطاب من المقرر أن يلقيه وزير الخارجية مايك بومبيو بعد غدٍ يركز فيه على إيران: نريد بشدة أن يكون لدينا نوع من الدبلوماسية النشطة، دبلوماسية مركزة وصلبة لتحقيق أهدافنا المتعلقة بالأمن القومي. ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ بومبيو سيقدم خريطة طريق دبلوماسية بشأن إيران، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى لوضع إطار عمل يتناول كل التهديدات الإيرانية.