الطموح والإرادة والتميّز والثقة، شكلت جميعاً منهاج عمل لمشوار الشاب الإماراتي الدكتور جمال محمد مراد هيكل الأميري، الذي قرر منذ بداية مشواره الدراسي أن يمضي في طريق التحدي ليستشرف خلاله مستقبلا مزدهرا يليق بوطن لا يرضى إلا بالرقم “1”.
وكالة أنباء الإمارات “وام” التقت ابن الإمارات الدكتور جمال محمد الأميري، الذي لم يتم عامه الـ (30) لتزدان به قائمة التميز لشباب الوطن كأول طبيب إماراتي مقيم في مستشفى “مايو كلينيك” بالولايات المتحدة الأمريكية وأيضا كأول طبيب لا يحمل جواز السفر الأمريكي يلتحق بتخصص المسالك البولية بهذه المؤسسة الطبية العريقة، الذي يعتزم بعد نهاية مشواره فيها والحصول على البورد الأمريكي العودة إلى الدولة لتطبيق آخر ما توصل إليه العالم في المجال الطبي عبر الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوت في العمليات الجراحية المعقدة.
بداية، استعرض الدكتور جمال مسيرة شغفه بالطب منذ أن كان طالباً بالمدرسة، حيث قال إن والده “رحمه الله” كان مثله الأعلى حين كان يعمل طبيباً في مستشفى القاسمي بالشارقة، ويعد من أوائل الأطباء الذين أسسوا قسم المسالك البولية بهذا المستشفى العريق.
وأضاف أنه أنهى دراسته الثانوية العام 2007 وحقق معدلا مرتفعا للغاية وحصل على منحة دراسية بالمرحلة الجامعية في إيرلندا وكندا واختار أن يبدأ بكندا، وكان يتطلب الأمر منه الحصول على درجة البكالوريوس في أي تخصص، ومن ثم الشروع في دراسة الطب.
وتابع أنه قرر خوض التحدي، وبالفعل التحق بتخصص علوم الأحياء في مرحلة البكالوريوس ومكنه تفوقه الدراسي من الحصول على درجة البكالوريوس في 3 سنوات فقط بدلا من أربع وبدرجة علمية امتياز مع مرتبة الشرف، ليبدأ بعد ذلك مشواره لدراسة الطب.
وقال الدكتور جمال إنه توجه العام 2010 لدراسة الطب في الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا لمدة خمس سنوات، وواصل مشوار التفوق الدراسي محققا درجة الامتياز مع مرتبة الشرف بنهاية دراسته العام 2015 وبعد ذلك حصل على سنة الامتياز في ايرلندا وأنهاها في 2016 أيضا.
وأضاف أنه عاد إلى الإمارات والتحق بشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” وعمل كطبيب لعدة أشهر إلى أن حصل على قبول في مستشفى “مايو كلينك” الأميركي.
واستعرض الأميري المشوار الأهم في تاريخه، وهو الالتحاق بمستشفى مايو كلينك الأمريكي، قائلاً إنه خلال وجوده في “صحة” ساعده الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة “صحة” وبدعم من مؤسسة خليفة في الذهاب لزيارة علمية إلى مستشفى مايو كلينك في شهر أغسطس العام 2016.
وأكد الدكتور جمال الأميري أن 18 يناير 2017 هو التاريخ الذي غير مجرى حياته، ففي هذا اليوم أصبح أول طبيب إماراتي يتم قبوله كطبيب مقيم في مستشفى مايو كلينك وأول طبيب لا يحمل جواز السفر الأميركي يتم قبوله في قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى، مضيفا أن عملية قبول الأطباء في مستشفى مايو كلينك دقيقة للغاية ويتم اختيار صفوة الأطباء من مختلف أنحاء العالم.
وعن التحاقه ببعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين علميا، قال الطبيب الإماراتي المتميز إنه بعد قبوله في مستشفى مايو كلينك تم الإعلان عن بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للأطباء المتميزين علميا التي تحظى بدعم من مؤسسة خليفة للأعمال الانسانية وحصل بالفعل على هذه البعثة الرائدة.
وأضاف الأميري “نحن أبناء الإمارات محظوظون بهذا الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة، فهذه البعثة وفرت لنا وجميع الأطباء بالدولة جميع أشكال الرعاية والاهتمام، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، متوجها بالشكر إلى وزارة شؤون الرئاسة ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية على هذه المبادرة الطيبة”.
وقال إن الإمارات رائدة في تقديم الدعم للمؤسسات الطبية الرائدة على مستوى العالم، وقد شعر بفخر كبير حين وجد اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” منقوشا على الجدار في مستشفى مايو كلينك، وذلك تقديرا لإسهاماته الكبيرة وإسهامات دولة الإمارات للقطاع الطبي بالمستشفى ولدعم البحث العلمي.
ورأى الدكتور الأميري أن الرؤية الاستشرافية لمستقبل القطاع الطبي، ليس بالدولة فحسب ولكن على مستوى العالم، تؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيصبح ركيزة أساسية في هذا القطاع.
وأضاف أنه عقب نهاية مشواره في مايو كلينك سيكون قادرا على استخدام هذه التقنية لإجراء عمليات جراحة معقدة، مثل استئصال الأورام السرطانية بالمثانة والبروستاتا والكلى.
وأكد الدكتور جمال الأميري أنه بعد إنهاء مشواره في الولايات المتحدة الأمريكية يتطلع للعودة للدولة لتطبيق أحدث التكنولوجيات المتقدمة في جراحة المسالك البولية، خاصة مع دخول الدولة بقوة عصر الذكاء الاصطناعي، الذي أضحى ركيزة أساسية في عمله بتخصص المسالك البولية.
وتوجه الدكتور جمال محمد مراد هيكل الأميري برسالة لشباب الوطن قائلا: إن مقومات النجاح والتميز لأي شاب إماراتي في القطاع الطبي تتطلب العزيمة والإصرار واستشراف المستقبل والتزود بالمهارات المتقدمة في العمل، مؤكدا أن العمل بالمجال الطبي يعد في المقام الأول مهمة إنسانية فريدة تعكس نهج الإمارات الرائد في العطاء الإنساني على مستوى العالم.