بقلم: محمد عبدالمجيد علي
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم الاحتفال اليوم بـ«يوم المرأة العالمي» الذي يصادف الثامن من شهر مارس من كل عام، وقد حققت المرأة الإماراتية إنجازات كبيرة في مختلف الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وها هي تتبوأ أعلى المناصب في الدولة وتشارك بفاعلية جنباً إلى جنب مع الرجل في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة.
ويجسد نهج دولة الإمارات في تمكين المرأة نموذجاً متفرداً يحتذى به على مستوى العالم، فالمرأة الإماراتية شريكة في مسيرة التنمية ومربية لأجيال المستقبل وجزء لا يتجزأ من رؤية الدولة لاستشراف المستقبل.
وجاء هذا النموذج الريادي في تمكين المرأة تجسيداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤية القيادة الحكيمة في الاعتماد على المرأة كشريك مهم ورئيسي في مسيرة التنمية وكصانعة لأجيال المستقبل الذين تتواصل بسواعدهم مسيرة نماء وتطور الوطن على مختلف الصعد.
وتعمل حكومة دولة الإمارات على تمكين المرأة ليس على المستوى الوطني وحسب، بل تسعى إلى دعم قضية المرأة على المستوى الدولي، وذلك في إطار الأمم المتحدة وبالشراكة مع البلدان الأخرى، حيث تقوم بتقديم المساعدة في تحسين احترام ومراعاة حقوق الإنسان للنساء والفتيات في كل مكان.
وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بالمرأة، إيماناً بأهمية دورها الريادي في بناء الدولة، وبقدرتها على مواصلة مسيرتها في تحقيق أعلى المراتب، علماً وعملاً دون توقف، سندها في ذلك دعم القيادة الرشيدة، التي هيأت لها البيئة المناسبة لتربية أبنائها وتحقيق ذاتها، والتأثير بمحيطها، مؤدية رسالتها السامية على أتمّ وجه.لقد حظيت المرأة الإماراتية بدعم ورعاية كبيرين من القيادة الحكيمة، فكان للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الدور الكبير في تعزيز حضورها ومكانتها في المجتمع الإماراتي، واضعاً الدعائم الأساسية لتمكينها، حتى تمكنت من المنافسة في المجالات التعليمية والعملية، وقد سارت من بعده القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذين أكملوا مسيرة تمكين المرأة ودعمها بلا حدود. كما كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، الدور البارز في تمكين المرأة، حيث أسست لمسيرة البناء والعطاء، ممثلة القدوة والنموذج الفريد في مختلف مجالات العمل وقطاعاته. إن اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وجهودها الدؤوبة، أضاءا للمرأة الإماراتية الدرب والطريق، ووضعا لها الخطط والبرامج التي عملت على بناء قدراتها، مذللة الصعوبات أمام مشاركتها في المجالات كافة، حتى أصبحت العنصر الفاعل في مسيرة التنمية المستدامة، فتبوأت المكانة المتميزة، وكانت النموذج المشرّف في كل المحافل، المحلية والإقليمية والدولية، دون أن تنسى دورها في حماية النسيج الاجتماعي، وبناء مجتمع متماسك وقادر على مواكبة التغيرات المستجدة، وكل ذلك مدعوم بتوافر مقومات الحياة الكريمة والرفاه، بمعايير وأسس عالية الجودة.
تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة إيماناً تاماً بأن المرأة هي مفتاح السلام، وجسر رصين من جسور التقدم، وهي القادرة على نشر قيم العطاء فكراً وممارسة التي تغرسها في نفوس الأجيال التي تربيها، وهي أحد أركان البناء، والقادرة على تحقيق الأحلام والطموحات، لأنها تدرك تماماً ما معنى أن تكون في دولة لها دستور وفيها قوانين تساوي بينها وبين أخيها الرجل في الحقوق والواجبات، وتنظر إليها على أنها رأس مال بشري ذو قيمة وقدرات وبصمات في شتى المواقع والأماكن.
لقد تمكنت المرأة الإماراتية من وضع بصماتها في كل مكان، فحققت قفزة نوعية في العمل الوزاري والبرلماني، وتبوأت مناصب عليا في أهم المؤسسات، وساهمت في قيادة مسيرة التنمية والتطوير، واستطاعت التميز في قطاعَي المال والأعمال، وتمكنت من تحقيق مشاركة اقتصادية نشطة، تعدّ من النسب الأعلى على مستوى المنطقة، إلى أن وصلت إلى أفضل المراتب، إقليمياً وعالمياً، في المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي جاءت بفضل القوانين والمبادرات التي أصّلت لحماية المرأة والحرص على حقوقها، وفق مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.
ومع كثرة الدلائل والمؤشرات التي تؤكد ما حققته المرأة الإماراتية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة التي احتلت من قبل المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة، والمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة، باتت اليوم منارة عالمية لتقدير المرأة وتمكينها، وتحظى بتقدير إقليمي ودولي كبير، وقد غدت بالفعل نموذجاً يحتذى به في مجال دعم وتمكين المرأة، كما هي في المجالات الأخرى.