أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي أن الصحة هي الركيزة الأساسية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها؛ فبدون سلامة الإنسان وحيويته ولياقته الصحية لا يمكن للتنمية أن تنجح وتحقق الأهداف المرجوة منها.
جاء ذلك خلال زيارة سموه مقر انعقاد منتدى دبي الصحي في دورته الثانية الذي اختتم أعماله أمس في مدينة جميرا في دبي.
وأشاد سموه بالجهود التي تبذلها هيئة الصحة في دبي على طريق تطوير منشآتها الطبية والعلاجية والوصول بها إلى مستويات متقدمة لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة لدولتنا الحبيبة وتحقيق رؤية الإمارات 2021.
وقد تفقد سموه يرافقه معالي حميد بن محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي «منصة الابتكار» المقامة على هامش المنتدى، حيث استمع سموه من معالي حميد القطامي ومساعديه إلى إيجاز عن المشاريع والمبادرات التي تطلقها هيئة الصحة في دبي والتي تعكس توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتمثلة في تحقيق وتوفير أرقى الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين واستكمال المشاريع الصحية التي تجعل من دبي الوجهة العائلية المفضلة للسياحة العلاجية.
ومن بين المبادرات التي اطلع عليها سمو نائب حاكم دبي مبادرة «الذكاء الاصطناعي» التي ترتكز على استخدام «الروبوتات» وتوظيفها في أعمال التشخيص والعلاج لدى أطباء الهيئة في مختلف مستشفياتها ومراكزها الصحية والعلاجية.
كما تعرَّف سموه مبادرة «إنترنت الأشياء» التي تعتمد على التقنيات الحديثة المزودة بأجهزة فائقة الحساسية للتواصل بين الطبيب في المستشفى ومريضه في المنزل، وهي وسيلة حديثة لتخفيف المعاناة ومشقة وصول المريض إلى المستشفى أو المركز الطبي بشكل دوري.
ومن بين مبادرات الهيئة الجديدة مبادرة المنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، حيث تعمل هيئة الصحة على تنفيذ هذه المنشآت وفق أعلى معايير المباني الخضراء التي تطبق حالياً في مختلف المنشآت الحكومية في دبي.
وفي ختام الزيارة حضر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم جانباً من المناقشات التفاعلية التي دارت بين أعضاء مجلس شباب هيئة الصحة وتبادل معهم سموه الحديث حول آمالهم وطموحاتهم للوصول بمستوى الخدمات الطبية والرعاية الصحية في دبي إلى درجات عالمية.
واختتم المنتدى الذي شارك فيه أكثر من 2300 مشارك من الخبراء والأطباء والمسؤولين وصناع القرار في مختلف المؤسسات الصحية المحلية والإقليمية والعالمية فعالياته أمس، حيث ناقش على مدى يومين حزمة من المحاور التي ركزت على التحديات والقضايا الصحية العالمية، ودعم الابتكار، والتنمية المستدامة في المجال الصحي، والاقتصاديات الصحية ومستقبل علم الوراثة، والصحة الرقمية والتشخيص الذكي وغيرها القضايا الصحية.
كما ركزت جلسات المنتدى على التكنولوجيا والابتكار في المجال الصحي بما فيها تقنيات النانو، وعلوم الجينوم، والدقة في مجال الأدوية، وتسخير الذكاء الاصطناعي لتمكين أصحاب الهمم، وتقنية البلوك تشين في الرعاية الصحية، والسجلات الطبية الإلكترونية، وإنترنت الأشياء، والابتكار.
وناقش المشاركون في المنتدى الطاقة والصحة البيئية المستدامة والحد من التلوث ومؤشر نوعية الهواء، وعلم الأوبئة والاستعداد لمواجهة الكوارث، ومعالجة المشكلات الصحية المرتبطة بالتغيرات المناخية، والوقاية منها وتقنيات الطهو منخفضة الانبعاثات.
وتضمنت فعاليات المنتدى عدداً من ورش العمل التي استمرت على مدار يومين ركزت على طب أنماط الحياة وأهمية تبني النمط الصحي للحياة، وانقطاع التنفس أثناء النوم وحوادث الطريق وكيفية التعامل معها، ودور التكنولوجيا في إعادة تأهيل السكتة الدماغية، ونموذج الرعاية الصحية المرتكزة على احتياجات المريض، والقوة التكنولوجية في الرعاية الصحية.
كما استعرضت ورش العمل أهمية تحويل البيانات إلى معارف لتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية، وأهمية إنترنت الأشياء في رعاية كبار السن، وتعزيز الأثر الإيجابي للتقنيات الجديدة في قطاع الرعاية الصحية.
وناقش المشاركون بمنتدى دبي الصحي، مقومات واقتصاديات صناعة السياحة الصحية والآفاق الجديدة لقطاع الرعاية الصحية في ظل التنافس العالمي على هذه الصناعة. واستعرض المشاركون على مدار يومين مقومات السياحة الصحية في كل من مدينة دبي وسويسرا والجهود التي يقوم بها كلا الطرفين لتطوير هذا القطاع الذي يستقطب مئات الآلاف من السياح من مختلف دول العالم.
وأشارت الجلسة إلى الرؤية الطموحة لمدينة دبي التي تسعى لاستقطاب أكثر من نصف مليون سائح علاجي خارجي بحلول عام 2020 ولتكون الوجهة الأولى لطالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم بفضل جهودها التسويقية المستمرة التي تستهدف 32 دولة من الأسواق الجديدة والمتجددة، لافتة إلى أن دبي تمكنت خلال عام 2016 من استقطاب أكثر من 300 ألف سائح علاجي 70% منهم من آسيا و30% من دول مجلس التعاون الخليجي، وبعائد وصل إلى أكثر من مليار درهم.
وأشارت إلى التسهيلات والإجراءات المبسطة التي توفرها دبي للقادمين بغرض العلاج وللزوار بشكل عام ومنها الحصول على الفيزا من المطار لرعايا حوالي 27 دولة وهو الأمر الذي يساهم بشكل فاعل في زيادة القادمين إلى دبي التي تتنوع فيها خيارات وأهداف الزيارة.
كما استعرضت الجلسة جهود سويسرا في مجال السياحة العلاجية التي تستقطب 70 مليون شخص سنوياً 30% منهم قادمون بهدف العلاج، مشيرة إلى أن السياحة العلاجية تشكل 5% من السياحة الطبية في سويسرا وهناك خطط لتطوير هذه الصناعة ورفع هذه النسبة إلى مستويات تتناسب وحجم إمكانيات ومقومات السياحة العلاجية في سويسرا.
ركن «عام زايد» يستعرض إنجازات المؤسّس
ضمت منصة الابتكار، ضمن فعاليات منتدى دبي الصحي الثاني الذي نظمته هيئة الصحة بدبي واختتم أعماله أمس، ركن «عام زايد» الذي استعرض نماذج من أقوال وإنجازات الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تحت شعار السعادة.
وأكدت الهيئة أنها ستستعرض هذا الركن الهام خلال كافة فعالياتها التي ستنظمها خلال العام الجاري بهدف إبراز إنجازات الوالد الشيخ زايد، وتسليط الضوء على مآثره وتعريف الأجيال والجاليات وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية.
كما استعرضت الهيئة خلال منصة خاصة ما ستقوم به من فعاليات وأنشطة ومبادرات للاحتفاء بمئوية عام زايد والتي تتمحور حول 7 محاور رئيسية.
وتضمنت المنصة أيضاً ابتكارات تكنولوجية تخدم القطاع الطبي، حيث عرضت إحدى الشركات «نظارة توبي الذكية» ذات المهام المتعددة منها معالجة المشاكل السلوكية لدى المرضى وخاصة مرضى التوحد، كما تستخدم في الدراسات الخاصة بتطوير التطبيقات الذكية، وتفيد الجراحين في الوقوف على الأخطاء الطبية خلال العمليات الجراحية وتلافيها مستقبلاً.
وتقوم النظارة الذكية بجمع المعلومات في الذاكرة يسهل استخراجها واستخدامها لاحقاً، كما أنها تعطي المستخدم النتائج المنشودة، وتفيد كذلك في فحص سياقة المركبات والطائرات.
وفي ركن آخر استعرضت شركة أخرى جهازاً ذكياً يعالج الحركة ويقوم بمهمتين رئيسيتين، هما إعادة التأهيل للأشخاص المصابين بمرض الشلل الدماغي، إضافة إلى مساعدة مشلولي الأطراف والدماغ على المشي والحركة والاعتماد على الذّات في الكثير من الأمور ويقلل اعتماد هؤلاء الأشخاص على الآخرين.
«سايبر نايف» سلاح يبدّد الأورام
عرضت هيئة الصحة في دبي عبر منصة الابتكار الصحية جهاز «سايبر نايف» للجراحة الشعاعية، والذي يعتبر الأحدث من نوعه عالمياً وسيتوافر قريباً في الإمارات.
ويستهدف الجهاز الجديد الأورام المتحركة في المناطق الدقيقة من الجسم، وخاصة في منطقة القلب والصدر.
وتبلغ كُلفة الجهاز الذي عُرض ضمن منتدى دبي الصحي الثاني والذي اختتم فعالياته أمس، نحو 12 مليون دولار.
وتستطيع تكنولوجيا الجهاز تدمير الخلايا السرطانية بدقة عالية، دون التأثير في الخلايا السلمية، وهذا ما يميزه عن الإصدارات الأقدم أو الأجهزة المماثلة.
ويعتبر جهاز سايبر نايف بديلاً عن الجراحة، ويتمكن من تدمير الخلايا السرطانية المستهدفة بنسبة تفوق 90 في المئة.
كما تُجرى العملية للمريض من دون تخدير، إذ يحتاج المريض من ثلاث إلى خمس جلسات حسب درجة انتشار المرض، ولا تتجاوز طول جلسة العلاج الواحدة 10 دقائق، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم.
سيارة ذاتية التحكم لأصحاب الهمم.. وطائرة لنقل الدم
ُعرض في منصة الابتكار سيارة «تويزو» ذاتية التحكم، التي تستهدف أصحاب الهمم، إذ تُمكن السيارة هذه الفئة من سهولة التنقل بين المباني والمنشآت دون أي تدخل بشري، علماً بأن العديد من الجامعات والجهات الحكومية بالدولة بدأت باستخدامها مؤخراً.
وتتميز «تويزو» بكونها صديقة للبيئة 100 %، إذ تعتمد على الكهرباء للتزود بالطاقة، فضلاً عن سهولة استخدامها، ولا سيما أن الشخص لا يحتاج إلا لتحديد الوجهة التي يقصدها فقط، إما عبر الأوامر الصوتية أو عن طريق اللمس.
وتبلغ تكلفة السيارة الواحدة 200 ألف درهم، فيما يصل سعر نظام التشغيل إلى حوالي 1.2 مليون درهم، كما أن السيارة مزودة بحساسات عالية الدقة لاكتشاف العقبات والبحث عن طرق بديلة خلال أجزاء من الثانية.
وتضمن المعرض المصاحب للمنتدى، طائرة بدون طيار لنقل الإسعافات الأولية ووحدات الدم أثناء الازدحام أو لسرعة إنقاذ المصابين، وتستطيع هذه الطائرة حمل 5 كيلوغرامات كحد أقصى، وتستطيع السير نحو 30 دقيقة، ويمكنها قطع 30 كيلومتراً في الساعة، وهذه الطائرة في مرحلة الاختبارات التجريبية، ويمكن أن تستخدم في الفترة المقبلة.