تواصلت ردود الفعل الغاضبة تجاه سقطة المرشح الرئاسي المصري الخاسر أحمد شفيق، التي كشفت الوجه الحقيقي له بعدما قبل أن تستخدمه قناة «الجزيرة»، الذراع الإعلامية لـ«تنظيم الحمدين» وجماعة الإخوان، في التجني على دولة الإمارات التي استضافته سنوات عدة على أرضها.
واتفق خبراء ومحللون على أن دولة الإمارات أكرمت شفيق عندما فرّ هرباً من مصر، عقب وصول «الإخوان» إلى سدة الحكم في 2012، إذ وقفت طوال هذه السنوات إلى جانبه، لكنه طعنها بخنجر الخيانة، بعد أن زعم منعه من السفر عقب إعلانه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر، واصفين ما قام به شفيق بأنه «غباء سياسي» و«سقطة» لن تُغتفر.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة د. معتز عبد الفتاح أن ما فعله شفيق بترشيح نفسه لرئاسة مصر من الخارج وعودته للإعلان عن منعه من السفر عبر قناة «الجزيرة»، يعد بمنزلة «انتحار سياسي»، مبدياً اندهاشه من ادعاء شفيق أن الإمارات، التي استضافته وأكرمته سنوات، اتخذت إجراءات لمنعه من السفر.
وأضاف الدكتور معتز أن تصريحات شفيق تحيطها العديد من علامات الاستفهام، وبشكل خاص اختياره قناة «الجزيرة» التي تعد بوق الإرهاب لبث بيان ترشحه للرئاسة، برغم علمه بموقف هذه القناة المعادي لمصر، وبثها ليلاً نهاراً مواد إعلامية معادية لمصر ومؤسساتها بهدف إسقاط الدولة، لافتاً إلى أن شفيق لديه حزب في مصر، وكان من الممكن أن يعلن ترشحه من خلاله، لكن أن يتجه إلى قناة إعلامية معادية لبلده فهو أمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام.
أما المفكر والكاتب ثروت الخرباوي فاستنكر ترشيح أحمد شفيق نفسه لرئاسة مصر من الخارج، مشيراً إلى أنه كان يجب عليه الحضور لمصر، ثم دراسة الشروط التي حدّدها الدستور للترشّح قبل الإعلان.
وتساءل الخرباوي: «كيف لشفيق أن يتجه إلى وكالة «رويترز» لإعلان ترشحه، ثم يخرج من قناة «الجزيرة» المعادية لمصر للإعلان عن منعه من السفر بعد ترشّحه للرئاسة»، مشيراً إلى أن شفيق أخطأ في حق دولة عربية شقيقة أكرمته ووفرت له كل سبل الراحة، بعد أن فر هارباً إليها عقب تولي الإخوان السلطة.
وشدد الخرباوي على أن شفيق تخلّى عن مصر في الظرف التاريخي الحرج الذي مرت به، كما ترك بلده تكافح الإرهاب، مكتفياً بمتابعة الموقف من الخارج. واتفق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات د. ضياء رشوان مع هذا الرأي، وقال إن البيان الذي بثه شفيق عبر «الجزيرة» القطرية لم يكن مقصوداً به إلا مصر والإمارات، للترويج للعالم أنهما تمنعان تطوراً ديمقراطياً، متوقّعاً وصول شفيق إلى القاهرة، وإعلان عدم ترشحه بادعاء الخوف على أمنه وأمن أسرته، لإحراج الدولة المصرية أمام العالم.
وامتدت ردود الفعل الغاضبة تجاه شفيق إلى أعضاء حزب الحركة الوطنية الذي يتزعمه شفيق نفسه، إذ أكد النائب سمير البطيخي، عن حزب الحركة الوطنية، أن توجه شفيق إلى قناة «الجزيرة» خصم كثيراً من رصيده السياسي.
واستنكر البطيخي ادعاءات شفيق بحق الإمارات التي تربطها بمصر قيادةً وشعباً علاقات قوية وراسخة، ويكنّ لها الجميع كل احترام وتقدير، موضحاً أنه أخطأ في حق هذا البلد العربي الشقيق الذي احتضنه طيلة السنوات الماضية، ووفّر له كل سبل الأمان والرعاية.
وأعرب المحامي الدولي خالد أبو بكر عن أسفه الشديد لما قام به شفيق، وبشكل خاص مقابلته المعروف الذي قدمته له دولة الإمارات وشعبها، بالنكران والخطأ في حقها.
ونشر أبو بكر، عبر صفحته على «فيسبوك»، تغريدة وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، معلّقاً عليها: «مع الأسف، أحمد شفيق قابل معروف أهل الإمارات بالإساءة إليهم». أما الكاتب الصحافي مصطفي بكري فكانت له تغريدات عدة على ما فعله شفيق، قائلاً في إحداها إنه أعطى «الجزيرة» فرصة لتبث سمومها ضد مصر والإمارات.
كما أثارت سقطات شفيق سخطاً شعبياً واسعاً، سواء في بلده مصر أو في دولة الإمارات التي أكرمته واستضافته على مدى السنوات الماضية، غير أنه قابل معروفها بالجحود والنكران، وشهد هاشتاق «#شفيق خان مصر والإمارات» مشاركة واسعة من المغردين، أجمعوا فيها على أن لجوء شفيق إلى قناة «الجزيرة»، وتجنيه على دولة الإمارات، كشفا عن وجهه الحقيقي، وأنه انقلب على وطنه ومصالح بلاده، إذ كتبت المغردة المصرية لارين: «فليذهب شفيق وحزب الشيطان الإخوان إلى الجحيم، فنحن شعب مصر أحرار ولا يمكن أن نقبل بشفيق الخائن لوطنه الذي ارتمى في حضن عدو الوطن، وخان الإمارات التي آوته وعائلته بعد هروبه من الإخوان، واليوم يرتمي في أحضان الإخوان».
ولخّصت المغرّدة مريم موقف الشعب المصري من تصريحات شفيق، باعتبارها «درساً جيداً وصفعة قوية» لشفيق، وتابعت: «موقف آخر مشرف لشعب أصيل، يثبت لجزيرة الشيطان وإخوان الشر أن مسرحياتهم مكشوفة وهزلية». وأضافت أن موقف الشعب المصري إزاء شفيق وتصريحاته «يرسل رسالة مفادها: أن وطناً طردهم وشعباً أسقطهم، لن يقبل عودتهم ولو على صهوة شفيق».