أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن نجاح معرض دبي الدولي للطيران 2017 هو نجاح للإمارات، وتفوّقه عالمياً هو تفوّق لكوادرنا.
وقال سموه، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بمناسبة إسدال الستار على النسخة 15 من معرض دبي للطيران: «اختتمنا اليوم (أمس) معرض دبي الدولي للطيران بأرقام تاريخية… صفقات تناهز 420 مليار درهم وشراء أكثر من 780 طائرة خلال أسبوع. نجاح المعرض نجاح لبلدنا.. وتفوّقه عالميا هو تفوّق لكوادرنا.. وداعاً لضيوفنا من 260 وفداً.. وشكراً لأبنائنا من القوات المسلحة وقطاع الطيران المدني».
واختتمت أمس أنشطة وفعاليات الدورة الخامسة عشرة من معرض دبي للطيران 2017 بعد أن سجل صفقات قياسية بلغت قيمتها 420 مليار درهم بنمو 187.7 % مقارنة مع الدورة الماضية 2015 والتي شهدت تسجيل صفقات بقيمة 146 مليار درهم، وشملت الصفقات شراء نحو 780 طائرة من مختلف الأنواع. وبلغ عدد الزائرين لدورة المعرض أكثر من 79 ألف زائر على مدار الخمسة أيام الماضية، وهي أرقام كما يقول المحللون ترسخ مكانة معرض دبي للطيران كأحد أهم معارض الطيران في العالم وأسرعها نمواً.
وشهدت منصات المعرض تنافس غير مسبوق بين ايرباص وبوينغ على توقيع صفقات قياسية، حيث وقعت طيران الإمارات اتفاقية شراء 40 طائرة بوينغ «787 دريملاينر» بقيمة 55.4 مليار درهم، وهي الصفقة الأولى للناقلة من هذا الطراز التي تأتي لتدعيم خطط الناقلة التوسعية وهو ما ساهم في رفع قيمة طلبيات طيران الإمارات من بوينغ إلى 130.6 مليار درهم.
وفاجأت فلاي دبي صناع الطيران والمراقبين بتوقيع صفقة تاريخية في رابع أيام المعرض بقيمة 99.3 مليار درهم لشراء 225 طائرة بوينغ من طراز 737 ماكس موزعة بين 175 طائرة طلبات مؤكدة و50 خياراً ليرتفع بذلك حجم طلبيات الناقلة من هذا الطراز إلى 300 طائرة.
وتعد هذه ثالث صفقة للطائرات توقعها الناقلة منذ انطلاقتها قبل ثمانية أعوام بعد صفقتيها في عامي 2008 و2013، وستسهم الصفقة الجديدة في دعم وتعزيز احتياجات الناقلة التنموية وتوسعها المستمر في مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية ضمن منطقة جغرافية يبلغ عدد سكانها 2.5 مليار نسمة.
وفي المقابل وقعت أربع شركات طيران تابعة لشركة إنديغو بارتنرز مذكرة تفاهم مع شركة إيرباص لشراء 430 طائرة من عائلة A320neo تشمل 273 طائرة من طراز A320neo و157 طائرة من طراز A321neo بقيمة اجمالية تصل إلى 49.5 مليار دولار وتعتبر هذه الصفقة الأكبر في تاريخ معرض دبي للطيران من حيث عدد الطائرات، حيث سيتم تخصيص هذه الطائرات لشركات فرونتيه ايرلاينز وجيتسمارت وفولاريس وطيران ويز عند الانتهاء من إجراءات اتفاقيات الشراء بين إيرباص وشركات الطيران الأربع.
القوات المسلحة
فيما واصلت القوات المسلحة الإماراتية على الإعلان بشكل يومي عن صفاقتها التي تجاوزت 20 صفقة خلال المعرض وصلت قيمتها إلى اكثر من 14.722 مليار درهم
تتراوح بين عقود صيانة وتوريد قطع غيار ومعدات وتجديد وشراء انظمة تكنولوجية وغيرها فيما كان ابرز هذه العقود مع شركة (لوكهيد مارتن) الأميركية، لتوريد قطع غيار ومعدات الدعم الفني لتحديث طائرات (F-16) بقيمة تتجاوز 6 مليارات درهم.
وشهد اليوم الأخير من المعرض أمس توقيع الخطوط الجوية السنغالية، مذكرة تفاهم لشراء طائرتين من طراز A330neo، بقيمة دفترية بلغت 2.13 مليار درهم.
وفي التأجير، أعلنت شركة بوينغ، وإيركاب لتأجير الطائرات، خلال معرض دبي للطيران 2017، أن شركة مصر للطيران سوف تستأجر ست طائرات من طراز بوينغ 787 وبلغت القيمة الدفترية للطائرات التي تستأجرها مصر للطيران من إيركاب.
وكشفت شركة إيركاب لتأجير الطائرات عن توقيع اتفاقية طويل الأمد مع لتأجير 15 طائرة إيرباص A320neo لشركة مصر للطيران، وسوف تسلم الطائرات الجديدة والتي تم طلبها بالفعل لصالح شركة إيركاب في 2020.
ووقعت وحدة صناعة الطيران في قطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة «مبادلة للاستثمار» اتفاقية مع شركة «سولفاي»، لتأسيس أول منشأة في المنطقة لتصنيع ألياف الكربون بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار (نحو 1.8 مليار درهم).
وأبرمت أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين، المنشأة الحديثة التي أنشأتها طيران الإمارات لتدريب الطيران المبتدئين، اتفاقية مع شركة «تي أر يو سيميوليشن وترينينج إنكوربوريشن وتيكسترون إنكوربوريشن لشراء ستة أنظمة تدريب تشبيهية جديدة للأكاديمية. وسوف تتسلم الأكاديمية، بموجب هذه الاتفاقية ستة أنظمة طيران تشبيهي كاملة الحركة تعد الأولى من نوعها في صناعة الطيران العالمية وتشكل خط إنتاج جديد لـ«تي أر يو». وستصمم ثلاثة أنظمة للتدريب على طائرات «سيروس» وثلاثة أنظمة للتدريب على طائرات إمبراير فينوم.
وقالت ميشيل فان أكيليجين، المديرة التنفيذية لشركة تارسوس اف آند اي ش.ذ.م.م. الشرق الأوسط المنظمة للمعرض:«تتحدث الأرقام عن نفسها، لقد كانت سنة ناجحة أخرى. تتمتع دبي بموقع جغرافي على خارطة الطيران العالمي، كما أن معرض دبي للطيران هو الموقع المميز الذي تأتي إليه صناعة الطيران للقيام بالأعمال. لقد شهدنا صفقات وابتكارات وأفكار مدهشة وغير مسبوقة».
وأضافت:«إن مجموعة مؤتمراتنا وفعالياتنا – جناح ومؤتمر الفضاء، وقمة الطائرات بدون طيار، ومؤتمر وجناح مناطق الشحن، مؤتمر وجناح حلول المطارات دبي، ومؤتمر الخليج للتدريب تؤكد التزامنا بجعل المعرض مركز الريادة الفكرية العالمية. ونهدف إلى المساهمة في خلق بيئة لتبادل المعرفة الإبداعية التي تحتاجها الصناعة لكي تحقق الازدهار».
وحظيت طائرة كالدس B250 متعددة المهام الخفيفة من إنتاج شركة كالدس الإماراتية باهتمام عالمي واسع من الوفود المشاركة في معرض دبي للطيران بعد أن خطفت أبصار الجميع بعروضها المتميزة خلال المعرض أظهرت فيه قدرات فائقة في تأدية المهام، بحسب، حمدان الشكيلي، كبير مهندسي برمجيات كَالِدس.
تم تصميم Calidus B250 بالكامل لتلبي متطلبات القتال العصرية من حيث الأداء إلى جانب تكاليف التشغيل، وهو ما جعلها تحوز اهتماماً ملحوظاً من قبل قوّات جويّة إقليمية ودولية. أما الخصائص التي تتمتع بها فتجعلها منافساً قوياً، مثل CAS, ISR/ منصّة الاستطلاع والتدريب المسلّحة، المجهزة بأسلحة ذات قدرات متعددة المهام على نطاق واسع. وعرضت القوات المسلحة الإماراتية أبرز طائرتين مروحيتين لديها وهما مروحية الأباتشي القتالية الشهيرة ومروحية شينوك لنقل الجنود والعتاد.
واستمتع عشاق الطيران، بمشاهدة استعراضات جوية فريدة حيث أبهرت طيران الإمارات حضور معرض دبي للطيران 2017 وعشاق الطيران بعرض جوي فريد لطائرتيها بوينغ 777-300ER وإيرباص A380، اللتين تحملان ملصق «عام زايد» تكريماً لذكرى المغفور له الوالد المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك بمشاركة طائرات فريق الفرسان الإماراتي للاستعراضات الجوية.
وشارك في معرض دبي للطيران 2017 التي انطلقت فعاليته لمدة 5 أيام أكثر من 1200 شركة بنمو 8.8% مقارنة بالدورة السابقة منها نحو 100 شركة تشارك للمرة الأولى فيما تشير التقديرات ان عدد الزوار في المعرض تجاوز 72.5 ألف زائر.
واستقبلت أرض المعارض في «دبي للطيران 2017» نحو 160 طائرة للعرض، منها طائرات تابعة لطيران الإمارات وفلاي دبي والاتحاد للطيران. كما عرضت بوينغ طائرة 787-10 لأول مرة.
وشهد معرض دبي للطيران انعقاد مؤتمر حلول المطارات دبي، وهو جزء من السلسة العالمية لحلول المطارات حيث جمع المؤتمر كامل سلسلة الشراء لصناعة المطارات، من الجهات التشغيلية والمصممين إلى الناقلات ومقدمي الحلول، ما يجعل هذا المؤتمر حدثاً مثالياً لصُناع القرار الرئيسيين في المنطقة.
كما شهد المعرض انعقاد مؤتمر متخصص استمر ليومين ضمن فعاليات معرض دبي للطيران، والذي غطى جلسات المؤتمر ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الجوية بدون طيار في صناعة الطيران.
تم على هامش معرض دبي للطيران افتتاح أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين التي صممت لتكون واحدة من أكثر المرافق المتخصصة في مجال تدريب الطيارين المبتدئين تقدماً في العالم. وتجمع الأكاديمية بين تقنيات فائقة الحداثة في فصول وقاعات تدريبية، وأسطول معاصر قوامه 27 طائرة تدريب، بهدف تزويد الطلبة ببرامج تدريب تتسم بأرفع مستويات الكفاءة والفعالية. وبعد أن تسلمت أجهزة الطيران التشبيهي كاملة الحركة من «تي آر يو»، بات بإمكان الأكاديمية توفير منصة تدريب متكاملة ومتطورة للطيارين المبتدئين، ما يتيح لهم تعزيز وإثراء خبراتهم ومعلوماتهم المهنية.
«هيئة الطوارئ والأزمات» تشارك في المعرض
شاركت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، في معرض دبي الدولي للطيران 2017، تحت مظلة المجلس الأعلى للأمن الوطني، وذلك بالتنسيق والتعاون مع المركز الوطني للبحث والإنقاذ.
تأتي مشاركة الهيئة في المعرض، بهدف تعريف الجمهور بدور الهيئة في الطوارئ والأزمات والكوارث بمختلف مراحلها، لا سيما الكوارث الناجمة عن حوادث الطائرات.
كما تأتي المشاركة في إطار تفعيل المشاركات الخارجية، والتواصل مع فئات المجتمع، وتعريفيهم بدور الهيئة، كما تندرج المشاركات ضمن أهدافها الاستراتيجية، والتزامها بتوعية كافة شرائح المجتمع بالمخاطر، وطرق الوقاية منها وكيفية تجنبها.
وتهدف الهيئة من المشاركة في المعرض، إلى تعريف زوار معرض دبي للطيران، بكافة برامجها التوعوية، فضلاً على أن المعارض تعتبر فرصة للجهات لتوصيل كافة برامج التوعية المجتمعة للمستفيدين منها في المجتمع، والعمل على نشر ثقافة روح المبادرة والتطوع بين أفراد المجتمع.
وتعرض الهيئة، مجموعة من مشاريعها وإصداراتها التي تصب في إبراز دورها الحيوي في نقل الصورة الواقعية لمهام واختصاصات الهيئة، ونشاطاتها الرامية لحماية وصون مكتسبات الدولة، والحيلولة في تجنب المخاطر التي قد يتعرض لها المجتمع، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وذلك من خلال التنسيق، ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.