سيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الـ6 ديسمبر المقبل بزيارة للجزائر، وتأتي هذه الزيارة تبعا للمشاورات بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية المعنية، حيث تم تحديد تاريخ زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية، وقد كان الرئيس ماكرون قد أعرب خلال زيارته إلى الجزائر في شهر فبراير الأخير كمرشح للرئاسة الفرنسية عن “إرادته في إعطاء نظرة مستقبلية” للشراكة بين البلدين.
ومن المنتظر أن يحمل ماكرون للجزائر خلال زيارته العديد من الملفات، التي تنتظرها الحكومة والشعب، خاصة ما تعلق بالجانب التاريخي، الذي يربط البلدين أكثر من أي شيء آخر، وذك بالنظر للوعود التي قطعها ماكرون على نفسه في آخر زيارة له للجزائر شهر فبراير الماضي لما كان مرشحا لرئاسة فرنسا، وثاني الملفات انتظار من طرف الرأي العام هي الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وما لها من تأثير على العلاقات الثنائية، وذلك بعدما أعطى وزير الخارجية الفرنسي لودريان خلال الأسبوع الماضي بالجزائر الضوء الأخضر لانطلاق مشروع “بيجو الجزائر”.
ومن جهة أخرى، فإن الملف الأمني وتطورات الأوضاع في دول الجوار، خاصة ليبيا ودور الساحل الإفرقي، وأيضا التطورات الدولية وما يحصل في مختلف الدول العربية، سيشكل ملف مباحثات مع المسؤولين الجزائريي، خاصة وأن فرنسا تتوافق مع وجهات النظر الجزائرية بشكل كبير فيما يتعلق بالمسألة الليبية ودول ساحل الصحراء، وذلك بخصوص مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب البشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة تمويل الجماعات الإرهابية من خلال تجريم دفع الفدية.
وللإشارة، فقد سبق لإيمانويل ماكرون، كمرشح للرئاسة الفرنسية شهر فبراير الماضي، خلال زيارته للجزائر، أن أوضح حينها أن “إرادتي تتمثل في إعطاء نظرة متفتحة ونشيطة ومستقبلية (من أجل) إعطاء مزيد من الزخم للشراكة بين الجزائر وفرنسا”، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين قد تحسنت خلال السنتين الأخيرتين، لاسيما بعد سنة 2012 على إثر الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي آنذاك فرونسوا هولاند إلى الجزائر.
كما صرح كذلك بأن البلدين بحاجة إلى “تعزيز” شراكتهما على المستوى الدبلوماسي والأمني لأنهما سيعملان على “موضوعين هامين” هما ليبيا ومالي، وأعرب في ذات السياق عن أمله في “تعزيز العلاقات القنصلية والعلمية والثقافية واللغوية بين البلدين من أجل تكوين نخبة على المستوى الأكاديمي”.
وفيما يتعلق بمسالة الذاكرة، اعتبر ماكرون خلال حملته الانتخابية للرئاسيات الفرنسية أن استعمار فرنسا للجزائر “جريمة ضد الإنسانية”.
الجزائر – عبد الله ندور