|  آخر تحديث سبتمبر 10, 2017 , 23:12 م

«دار عبلة» وجهة عالمية لعشاق التمور


«دار عبلة» وجهة عالمية لعشاق التمور

«دار عبلة» وجهة عالمية لعشاق التمور



تداعب قصائد عنترة بن شداد، الشاعر في العصر الجاهلي، مسامع الزوار في مطار مدينة بريدة حاضرة القصيم في السعودية، والتي كانت تعرف قديماً بـ «بلدة عيون الجواء»، وهي حالياً «مركز قصيباء» في منطقة القصيم، التي تعتبر سلة غذاء السعودية، بما تنتجه من تمور وخضروات وفواكه.

فعندما ابتلي عنترة العبسي أحد شعراء العرب وفرسانها وأبطالها ومن أصحاب المعلقات السبع، بعشق محبوبته وابنة عمه «عبلة»، وأهاج ذلك شاعريته، ورفض عمه أن يزوجه عبلة لسواد لونه، فأنشد يقول:

يا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

 

 

ولكن دار عبلة التي شهدت أشهر قصة حب في التاريخ العربي، أصبحت اليوم محط أنظار العالم في إنتاج التمور، وظل أميرها الدكتور فيصل بن مشعل «عنترة» زمانه والفارس المعاصر، الذي جرد الفكر من غمده، وحول بعبقريته الإدارية المشهودة التي تشبه عبقرية «عنترة» الشعرية دار عبلة، إلى قبلة لعشاق التمور من مختلف دول العالم من خلال تحفيز المزارعين، ليرتفع عدد النخيل في المنطقة إلى 8 ملايين نخلة منها 6 ملايين نخلة منتجة، ترفد الأسواق المحلية والخليجية والدولية بأكثر من 200 ألف طن من التمور.

واشتهر أهل القصيم بعشق النخيل، علها تذكرهم بعشق عنترة لمحبوبته عبلة، فهم أهل عشق وكرم وأدب وفروسية وشعر.

 

 

وضمن فعاليات مهرجان التمور، تستقبل مدينة التمور في بريدة يومياً حوالي 1500 سيارة محملة بأجود أنواع التمور في كرنفال دولي، يشهده عشرات الآلاف من السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام العربية والعالمية، في تظاهرة اقتصادية وسياحية ضخمة.

ويتصدر مهرجان بريدة للتمور، المشهد السياحي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية، ليفتح نافذة إلى العالم، كأكبر مهرجان للتمور على مستوى العالم من حيث حجم أو قيمة أو نوعية المبيعات، التي وصلت بحسب تقديرات بعض القائمين على تنظيمه إلى نحو تسعة ملايين ريال يومياً.

وقال المدير التنفيذي للمهرجان، د. خالد النقيدان، إن مهرجان تمور بريدة لهذا العام، رسم أبعاداً مثالية ومنظمة لتسويق التمور، التي تُعد رافداً اقتصادياً هاماً، كما هيّأ مجموعة من الفعاليات والبرامج المصاحبة، مشيراً إلى أن المهرجان يسعى إلى زيادة النطاق التسويقي لتمور المنطقة، وجذب القوة الشرائية وتوسيع دائرتها وتهيئتها للمستهلك والمستثمر وتصديرها داخل المملكة وخارجها، تشجيعاً للمنتج الوطني الذي يفاخر به الجميع.

 

 

وفي منتزه الملك عبد الله للعائلات، وعلى مدى 45 يوماً، يقام في كل ليلة كرنفال كبير للعائلات والأطفال، كمسرح الطفل الذي يقدم رسائل ثقافية وتوعوية بقالب ترفيهي، بالإضافة إلى مشاركة الأسر المنتجة والحرفيات، بعدد من الأكلات الشعبية التي تجد إقبالاً ملموساً من قبل الزوار، مثل «الكليجا» و«الحنيني» و«المصابيب» و«القرصان»، إلى جانب المشغولات اليدوية.

كما يقدم بين جنبات المنتزه جلسات عائلية تحاكي الخصوصية وألعاب مائية متنوعة، ، كما يقام على هامش المسرح مجموعة من الأناشيد والشيلات الوطنية والتوعوية والاجتماعية التي تستهوي ذائقة الزوار.

وفي مزرعة السليم التي تحولت إلى منتجع سياحي ذي طابع تراثي، تقدم أيضاً الأكلات الشعبية وفعاليات تراثية متنوعة، إضافة إلى تعليم النشء طرق حصاد التمور وتلقيحها، وطرق حرث الأرض للزراعة، وبعض الحرف التراثية التي تشتهر بها منطقة القصيم. القصيم تودع زوارها بمثل ما تستقبلهم به من أنها ستظل دوماً أرضاً للشعر والعشق والتمر.

 

تصل أصناف التمور في المنطقة، إلى أكثر من 45 صنفاً من التمور، من أشهرها السكري الأصفر، والسكري الأحمر، والبرحي، والخلاص، ونبتة علي، والمكتومي، وغيرها من الأصناف التي تترجم القيمة الاقتصادية والغذائية التي تحتضنها المنطقة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com