استبق مجهولون ومقيمون دخول موسم الحج، بنشر خدمات لمؤسسات وهمية عن توفير حصوات الجمرات للحملات ومؤسسات الطوافة. وكشف مصدر مطلع في وزارة الحج لصحف سعودية أنه لا توجد تصاريح تعطى لأي جهة لبيع تلك الحصوات.
وقبل دخول موسم الحج، نشط مجهولون ومقيمون في نشر خدمات لمؤسسات وهمية عن توفير حصوات الجمرات للحملات ومؤسسات الطوافة رغم أنه غير مصرح لهم بممارسة تلك الأنشطة، حيث كشف مصدر مطلع بوزارة الحج أنه لا توجد تصاريح تعطى لأي جهة لبيع حصوات الجمرات على مؤسسات الطوافة والحملات، لافتا إلى أن تلك الممارسات تعتبر من الأعمال المحظورة.
وفي اتصال هاتفي لصحيفة »الوطن» مع صاحب إحدى الإعلانات، ويدعى أبو يوسف، أكد أنه يعمل لصالح مؤسسة، ويحمل تصريحا بذلك، ومهامه جمع حصوات الجمرات في أكياس بعد غسلها، ووضع 70 حصوة في كل كيس مع زيادة حصوتين مجانا، مشيرا إلى أن العمل هذا يوجد له الكثير من الزبائن داخل حملات حجاج الداخل والخارج، مدعيا أن الحملة التي تأخذ 800 كيس يباع لها الكيس بـ 3 ريالات وأكثر من ذلك بـ ريالين للكيس، موضحا أن تلك الحصوات تجمع من مزدلفة ومنى. وأضاف أن تلك الأكياس تكون بحجم كف اليد، وتربط حتى يضمن الحاج عدم سقوطها منه.
وأوضح صاحب إحدى حملات الحج الداخلية إبراهيم المزيني لـ»الوطن» أن المتاجرة ببيع حصوات الجمرات تعتبر من الأمور المخالفة، ولا نسمح بها في الحملة، موضحا أن ما يقوم به بعض الأفراد المجهولين من بيع مجموعة من الجمرات في أكياس على مجموعة من الحجيج أو بعض الحملات التي تسمح بذلك يعتبر من المحظورات التي لابد أن يعاقب عليها القائمون بذلك، مشيرا إلى أن حملته تقوم كل عام بتوفير حصوات الجمرات عن طريق جلبها من مزدلفة عن طريق عمالة توفرها الشركة، ومن ثم يتم وضعها في أماكن محددة داخل المخيمات التابعة للحملة، ومن ثم يقوم الحاج بالتقاطها.
وبين الخبير العضو بمجمع الفقه الإسلامي الدولي والمحكم القضائي المعتمد بوزارة العدل أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن سفر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تذلل كافة السبل لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وقامت بتعزيز ذلك من خلال تجهيز مواقع لجمع الحصى الخاص برمي الجمرات، وتعلن الجهات المختصة عن مواقع الحصى المخصص للرمي بعد تجميعه، وغالبا ما يكون متوفرا بكثرة، في الطريق إلى الجمرات.
وقال سفر إن الأصل منذ بدء عهد الإسلام وشرعية الحج جمع الصحابة الحصى من المشاعر، ولكثرة أعداد الحجاج ولراحتهم، ولتقنين مشقة البحث والتعب أحدثت الدولة رعاها الله نقلة كبرى يسرت على الحجاج الحصول بسهولة على الأحجار، دون مشقة أو تعب، ولجأت إلى جمع الحصى في بعض المواقع المعدة لإقامة الحاج، بالمشاعر القريبة من رمي الجمرات، واستنكر الدكتور حسن سفر جمع بعض الأفراد الحصى، ومن ثم إعادة بيعه للحجاج. وبين أن جمع الحصى مباح التقاطه، ولم يثبت توفر فتوى ببيعه، موضحا أن المرجع في مثل هذه الأمور والإفتاء فيها مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.
وأكد صاحب مؤسسة طلعت سابق المطوف بمكة المكرمة أن بعض مؤسسات الطوافة تلجأ إلى شراء أكياس الحصى والخاصة برمي الجمرات، ويعد هذا اجتهادا منها، حيث إنها تسلمه للحجاج كهدية ولم تلزم وزارة الحج أيا من مؤسسات الطوافة بشراء الحصى، كما لم تصرح الوزارة لأي من الشركات أو الأفراد بجمع وبيع الحصوات، مبينا أن رمي الجمرات هو أحد شعائر الحج التي يقوم بها الحاج بمشعر منى، ومن الشعائر الواجبة على الحاج، ويستغرق أداؤها من ثلاثة إلى أربعة أيام. وقال إن الرمي لا يكون بأي حجارة مصنوعة من الأسمنت أو غيره، وتحرص بعض مؤسسات الطوافة على جمعها من منى ومزدلفة، أو يقوم الحاج بجمعها من عدد من المواقع التي تجهزها الجهات المختصة بمشعر منى ومزدلفة.