سبحان من جعل أركان الإسلام خمس ، وجعل الصلوات بها خمس ، وها هو اليوم الخامس من رمضان ، وفي منتصف النهار ، أدعوا الله في هذه اللحظة ، وهذا اليوم المبارك ، أن يمن بالشفاء العاجل ، لأصحاب الأسرة البيضاء ، وأن يلبسهم ثوب الصحة والعافية ، عاجلاً غير آجل يا الله ، وأن يشفي والدي قرة عيني ، لست والدي فحسب ، بل صديقي الذي أختلف معه ، وأتناقش معه ، بل وأتشاجر معه ، وسرعان ما نصبح أصدقاء مرةً أخرى ، لست گأي أب ، ولست گأي رجل ، بل أنت شيئٌ آخر ، مختلف كلياً عن باقي البشر ، له متعة خاصة ، ومذاق خاص ، ونگهة متفردة ، بكل تفاصيلها ، إبتداءً من الحوار والنقاش ، إلى لحظة القرار والحسم.

لله درك يا والدي ، ما أروعك وما ألطفك ، أشتقت للحظة الإفطار معك ، وأشتقت لضحكتك الجميلة ، وعصبيتك الرائعة ، التي تزيدك هيبة ووقار ، هذا ما أراه فيك ، وهذا شأني ، ربما لا يحبذ البعض عصبيتك، ولكني أعلم جيداً ، أنها تخفي ما خلف الكواليس ، من حب وخوف وحرص ، ربما هم لا يعلمون ذلك ، أو لا يحبذونه ، ولن يشعروا بها إلا في هذه اللحظة ياسيدي ويا قرة عيني .
لن أرضى بهذه الشخصية إلا بك ، ولن أراها تتجسد بأحدٍ آخر سواك، فأنت بالنسبة لي غير عن كل البشر .
اللهم الطف بهم وعافهم وأعفو عنهم ، والبسهم ثوب الصحة والعافية يا الله.
وأرحم من فارق الدنيا ، من كان يصوم معنا بالأمس ، واليوم هو تحت التراب ، اللهم أرحمهم وعافهم وعفو عنهم ، اللهم نقهم من خطاياهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بينهم وبين خطاياهم كما باعدت بين المشرق والمغرب ، وأغسلهم من خطاياهم بالماء والثلج والبرد، وأجعل قبرهم روضة من رياض الجنة يارب العالمين .
الحمدلله عدد ما خلق، الحمدلله عدد ما هو خالق ، الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه .
اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا …

 
بقلم : خولة الطنيجي – ( الإمارات )