بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، برقية تعزية ومواساة إلى الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة أعرب فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته لها والحكومة والشعب البريطاني الصديق وأسر الضحايا في التفجير الإرهابي الذي استهدف حفلاً الليلة قبل الماضية في مدينة مانشستر ــ شمال انجلترا ــ وأسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم 5 أطفال وإصابة العشرات من الأبرياء.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيتي تعزية إلى تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا في ضحايا العمل الإرهابي.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أمس، عن استنكار دولة الإمارات وإدانتها هذا العمل الإرهابي الجبان الذي أوقع عدداً من الضحايا الأبرياء، مؤكدة موقف الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق وأياً كان مصدره ومنطلقاته.
وأكدت وقوف دولة الإمارات وتضامنها مع الحكومة البريطانية في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف، داعية المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها من جذورها والتي تهدد أمن واستقرار دول العالم.
وأعربت الوزارة عن تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا والحكومة والشعب البريطاني الصديق جراء هذه الجريمة النكراء، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي د. أنور قرقاش في تغريدة نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، «تعازينا للمملكة المتحدة على الهجوم الإرهابي في مانشستر، ونؤكد أن الحرب ومكافحة التطرف والإرهاب هي حرب الإمارات».
ووقع الانفجار العنيف مساء أول من أمس على أحد مداخل قاعة مانشستر ارينا التي تتسع لحوالي 21 ألف شخص في نهاية حفل لمغنية البوب الأميركية، وأثار الهلع بين الحاضرين من الشباب والأطفال.
وأعلن قائد شرطة مانشستر ايان هوبكنز أن منفذ الاعتداء سلمان العبيدي (22 عاماً) قتل بينما كان يحاول تفجير عبوة ناسفة يدوية. وأكدت الشرطة مقتل 22 شخصاً في الهجوم بينهم 5 أطفال، فيما تم القبض على شاب يعتقد أنه على ارتباط بالهجوم.
وبعد ساعات من التفجير تبنى تنظيم داعش الاعتداء، حيث أكد تفجير العبوات في مبنى للحفلات، متوعداً بمزيد من الاعتداءات.
ووسط هذه التطورات أعربت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا عن صدمتها إزاء وقوع الانفجار، وجاء في بيان لقصر بكنغهام نشر على صفحته على «تويتر»: «الدولة بأكملها تشعر بالصدمة لوقوع قتلى ومصابين من الكبار والشباب الذين كانوا يستمتعون بحفلة غنائية الاثنين في مانشستر».
وأضافت الملكة في البيان: «أريد أن أعرب عن إعجابي بالطريقة التي تعامل بها مواطنو مانشستر مع الحادث، بإنسانية وتعاطف في مواجهة هذا العمل المتطرف».
من جهتها نددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالاعتداء الإرهابي المروع، معتبرة أن منفذه «جبان» لأنه تعمد استهداف أطفال أبرياء ضعفاء. كما أعلنت تعليق الحملة الانتخابية التي تقوم بها استعداداً للانتخابات العامة في 8 يونيو، وكذلك فعل زعيم المعارضة جيريمي كوربن.
وتوالت ردود الفعل المنددة من مختلف عواصم العالم ومشاعر التضامن مع بريطانيا، التي شهدت قبل شهرين تماماً اعتداء لندن عندما قتل رجل خمسة أشخاص بصدم حشد بسيارة وطعن شرطي قبل مقتله قرب البرلمان.
وأعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في برقية بعث بها إلى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي عن «استنكاره الشديد لهذا العمل الإجرامي الجبان»، مؤكداً وقوف الأردن وتضامنه مع المملكة المتحدة في هذه الظروف الصعبة، والتزامه بدعم الجهود الدولية للحرب على الإرهاب.
وأدانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التفجير الإرهابي.
وشددت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان في بياناتها أمس.. على أن هذا الاعتداء الإرهابي البشع يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مؤكدة تضامنها مع المملكة المتحدة الصديقة ووقوفها إلى جانبها في مواجهة الإرهاب.
وجددت موقفها الثابت من نبذ العنف والإرهاب أياً كان مصدره ومهما كانت دوافعه وأسبابه ورفضها الأعمال الإجرامية كافة التي تروع الأبرياء والآمنين. ودعت إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية كافة للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم أجمع.
ووصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني الحادث بأنه جريمة إرهابية شنيعة تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية وتبرهن على حاجة المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب أينما كان.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعتدين بـ«الفاشلين الأشرار»، معبرا عن «التضامن الكامل» مع البريطانيين.
فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده «لتطوير التعاون في مكافحة الإرهاب» مع بريطانيا بعد هذا الاعتداء «الوقح والمجرد من الإنسانية». كذلك أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن «صدمته» و«حزنه الشديد» بعد الاعتداء، قائلاً إنه سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وعبر البابا فرنسيس عن حزنه العميق حيال الهجوم «الهمجي»، كما عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن «حزنها» و«صدمتها» إزاء الهجوم، وأضافت في بيان «ألمانيا تقف إلى جانب البريطانيين».
وأكدت سفارة دولة الامارات لدى المملكة المتحدة سلامة جميع مواطني الدولة في مانشستر. وقال سليمان حامد سالم المزروعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، إنّ جميع مواطني الدولة المتواجدين في مانشستر بخير وأمان. وأهابت سفارة الدولة بالمواطنين الاتصال بها في حال الحاجة الى خدمات طارئة.
دان مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس المجلس بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع داخل قاعة احتفالات في مدينة مانشستر شمال بريطانيا.
وأكد المجلس في بيان له أن دماء البشر جميعا معصومة ومحرمة وأن ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة دليل على جبن مرتكبيها وتجردهم من أدنى درجات الإنسانية وهو ما يتطلب توحيد الجهود للقضاء على هذا الإرهاب أيا كانت صوره وأشكاله وتخليص العالم من جرائمه وشروره التي لا يقرها عرف ولا دين.