|  آخر تحديث مايو 13, 2017 , 21:01 م

الكاتب :بغداد سايح”  لـ “نبض الإمارات”: علينا النهوض بالثقافة العربية وأؤمن بقدرة الكتابة في تحقيق المحبة


الكاتب :بغداد سايح” لـ “نبض الإمارات”: علينا النهوض بالثقافة العربية وأؤمن بقدرة الكتابة في تحقيق المحبة



 

 

 

 

الجزائر : حاوره- جلال نايلي

 

 

 

يلقب في  الوسط الأدبي الجزائري بـ “قناص الجوائز” كونه حاز على العديد من  الألقاب الأدبية وطنيا ودوليا ، ينحدر  من  منطقة مغنية  بتلمسان الجزائرية  الحدودية مع  المغرب  الشقيق ، الكاتب “بغداد سايح “، ذو 34 ربيعا يكتب ويقرا  بنهم كبير  دون توقف ، كتاباته بكينونتها الحضارية والإنسانية تنبض حبا للوطن العربي، تحاكي الواقع  المعيش وتخترق الحدود ،  التقينا  بهذا الشاعر وكان  لنا معه هذا الحوار حول تجربته الأدبية ورؤيته  للمشهد الثقافي العربي.

  

 

 

بداية كيف تقدم نفسك للقراء الكرام؟

    بغداد سايح من مواليد العاشر من جويلية عام ثلاثة وثمانين وتسع مائة وألف للميلاد بالمدينة الجزائرية لالة مغنية الحدودية مع المغرب الشقيق، يشتغل أستاذا للغة العربية ويكتب نثرا وشعرا، له عدة تتويجات أدبية وحضور في ملقيات إبداعية داخل الوطن وخارجه، جانبه الأكاديمي مرتبط بالقانون أساسا، يعيش وسط أسرة مثقفة أسهمت بالشكل الكبير في نشاطه الإبداعي، هو عاشق للكتابة ومؤمن بقدرتها في تحقيق المحبة.

 

 

 

صدرت لك  العديد من المجموعات الشعرية، هل يكتب الشاعر بغداد سايح لنفسه أم أن معظم كتاباته الأدبية  بكينونتها الحضارية والإنسانية موجهة للمجتمع العربي  ككل؟

   بغداد سايح يكتب لذاته وللذّاته، فبين الذات واللذة يحاول إعمال الإبداع بما يتماشى والصدق الوجداني، فالذي لا يكتب لنفسه لا يكتب للمجتمع، ذلك أن على المبدع الكتابة للإنسان دون النظر إلى الانتماءات العقائدية والحضارية والوطنية له، الكتابة شعرا ونثرا لا تعطي ألوانا للبشر بل تقترب من مشاعرهم بفلسفة تحثّ على حب الحياة، فالكتابة عندي غوص عميق في باطنه، هي الوصول إلى القاع بحثا عن لآلئ المعنى ولذلك  استعرت اسم “النورس  المغناوي”.

 

 

 

 

لماذا اخترت لنفسك اسما أدبيا يحمل اسم “النورس  المغناوي”  النورس  نوع من الطيور فماذا يحمل  هذا  اللقب من دلالات؟

  التصقت بي ألقاب أدبية كثيرة منها “قناص الجوائز”، غير أنني أعتبر حصولي على الجوائز ليس رغبة مني بل منها، لهذا لم تعجبني تلك الألقاب التي لاحقتني في وسائل الإعلام، اخترت لنفسي لقب “النورس المغناوي” لعدّة اعتبارات، منها أنني آتي بالقصيدة من بحور فراهيدية مثلما يأتي النورس بالسمكة من البحار المختلفة، ومنها أيضا اعتبار شخصي مرتبط بالهدوء، أرى النورس يتميز أناقة وهدوء.

 

 

ما هي  قراءتك للمشهد الثقافي  الجزائري والعربي  على وجه التحديد ؟

 حين نقرأ مشهدا ثقافيا يجب أن نبعده عن إطار محدد، الثقافة اليوم هي عالمية لا قُطرية ولا وطنية، لا يمكن الكذب على الشعوب بالقول أن هناك ثقافات وطنية تحارب العولمة، بمجرد الخروج من البيت ستعرف أنك تعيش وسط بيئة لها ثقافة عالمية، فالمشهد الثقافي لا يقرأ من خلال نشاطات ثقافية، الثقافة أشمل وأوسع ذلك أنها ترتبط بيومياتنا، فهل تجد في الجزائر من يتكلم بلهجة جزائرية قحة بعيدة عن تأثيرات لهجات ولغات أخرى؟ وهل صادفت مواطنا عربيا يتكلم الفصحى في الشارع؟

 

 

 

ما هي ابرز مشاركاتك الوطنية والدولية في الملتقيات  الأدبية وما هي الجوائز التي  حصدتها ؟

 شاركتُ في العديد من الملتقيات الأدبية، لعلّ أهمّها ملتقى عيون الأدب العربي بالمملكة المغربية الشقيقة، فمن النادر أن تجد ملتقى أدبيا يجمع قامات إبداعية، ذلك أن أغلب الملتقيات يُدعى إليها أصحاب علاقات معينة مع المنظمين، أما عن الجوائز الإبداعية فمنها الدولية والوطنية، على غرار جائزة السرد العربي الدولية بالإسكندرية وجائزة علي معاشي الوطنية، رغم ذلك فأهم ملتقى لي هو صفحتي الفايسبوكية، كما أن أهم جائزة لي هي صداقة عميقة تجمعني بقرّائي.

 

 

 

هل التواصل والتبادل  الثقافي  العربي وصل إلى المستوى المطلوب  أم  لا تزال هناك فجوة  بين المشرق والمغرب ؟

على المستوى الثقافي البعيد عن السياسة لا توجد فجوة، المشكلة في السياسات الثقافية التي لا تكتفي بالفجوة بل تسعى إلى الجفوة، إن ما نعيشه جراء الإحباط والانهزامية جفاء يكبر شيئا فشيئا، ذلك أن وسائل التواصل والتبادل لم تتطور إلا ظاهريا، فالتعامل الجيد هنا يتطلب مرونة وإعمال السياسة لقوانين وطنية تعطي المثقف العربي جوانب محفّزة للنهوض بالثقافة العربية مشرقا ومغربا، رغم سعي بعض البلدان العربية للوصول بالتواصل الثقافي إلى أعلى مستوياته، ورغم المبالغ المالية والوسائل والإمكانات، رغم كل هذا يظل التواصل الثقافي في الأدنى.

 

 

 

كيف ينظر  الكاتب   إلى أزمة المقروئية  في العالم  العربي في  ظل وجود  فرق شاسع بين معدل القراءة   في  الأوطان العربية  مقارنة بالغربية ؟

أنا شخصيا لا أؤمن بأننا نعاني أزمة مقروئية في العالم العربي، بالعكس تماما فالشعوب العربية أكثر قراءة، طبعا قراءة لكتب الطبخ وتفسير الأحلام وغيرها من الكتب التي تُجانب عمق الواقع، فالأزمة يجب إخراجها من الحيّز الكمّي والانتقال بها إلى الحيز الكيفي، فلا قيمة لحجم ما نقرأ أمام نوع المقروء، فعوض أن نسأل من يقرأ أكثر وكم؟ ننتقل إلى سؤال بماذا نقرأ وكيف؟ لهذا لا توجد إحصائيات دقيقة خصوصا مع وجود كتاب إلكتروني ومقروء مرتبط بالشبكة العنكبوتية.

 

 

 

ما هي رسالة الكاتب بغداد سايح  إلى القارئ العربي ؟

  أنا أؤمن أن القارئ العربي أنواع، أعتقد أن رسالتي للقارئ العربي العربيّ، كررت الكلمة تأكيدا على المعنى فليس كل من ينتسب للعرب متمكن من أخلاقهم وفصاحتهم، لهذا القارئ أقول استمر ولا تجعل الملل يحول دون هويتك، أما عن القارئ العربي في المطلق، فأدعوه للاقتراب أكثر من ملامحه العربية، أهمّ شيء أن نجعل اللغة زادنا المعرفي، فبغير الضاد العذبة يستحيل أن نسمي أنفسنا عربا، ودون أخلاق عربية خالصة لا يمكن أن ننتسب إلى هذه الأمة العظيمة دائما وأبدا رغم نكباتها.

 

 

 

ماذا تقول  في كلمة اخيرة ؟

      في كلمة ختامية  الشكر موصول لهذا المنبر الإعلامي  الثقافي المتميز  أختار واحدة من رباعياتي وهي:

 أحبُّ غرسَكَ في عيْنيَّ قوليها

وتلْكَ بسمتُكِ الأشهى أطيليها

 

لأنّـكِ اللغةُ البيضاءُ في شفتي

ومـــا حــرُوفُـكِ إلا مــنْ لآلـيـها

 

لــكِ الـمحبّةُ أنـهارٌ تُـروّضُ لـي

مـشاعرَ الأمَلِ الأبْهى أسيليها

 

هـنا تخونُ رُبى النسيانِ ذاكرةً

وذكـريـاتُكِ مــنْ أعـلى أعـاليها

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com