عززت لندن حضورها في الأزمة السورية، من خلال حديث وزير خارجيتها عن ضرورة دراسة خيارات عسكرية فاعلة إلى جانب الولايات المتحدة، فيما ردّت روسيا على ذلك بحض بريطانيا على استهداف الإرهاب لا الأسد.
في حين قالت السعودية، على لسان مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، إنها لن تتردد في خوض المواجهات الدبلوماسية لحقن الدم السوري، وبالتزامن ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصراع في سوريا في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرو.
وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، أمس، إن من الصواب بحث تدخل بريطانيا عسكرياً في الصراع السوري، لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، متوقعاً ألا يحدث ذلك في الأجل القصير.
وقال جونسون للجنة برلمانية: «من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور.. الخيارات العسكرية».
وأضاف: «لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه». وتابع جونسون: «لا يمكن أن نفعل شيئاً دون تحالف.. دون أن نفعله مع الأميركيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري، لأنها تجري بالتأكيد». وقال إن تكثيف العقوبات على اللاعبين الرئيسين في «نظام» الرئيس السوري بشار الأسد خيار آخر مطروح أمام بريطانيا.
موقف روسي
وفي موسكو، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا سترحب بالتدخل العسكري البريطاني في الصراع السوري إذا ما استهدف الإرهابيين وليس نظام الرئيس بشار الأسد.
ومن جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ناقش الصراع في سوريا عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرو.
وقالت الوزارة إن إيرو قال إن باريس ستواصل التعاون مع موسكو لتطوير العلاقات الثنائية، فضلاً عن القضايا المهمة على الساحة الدولية. وأضافت الوزارة أن المحادثة جرت بطلب من الجانب الفرنسي.
وفي الأثناء، توقع مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي، تحرك مجلس الأمن لوقف المجازر في سوريا، مضيفاً أن الاجتماعات المرتقبة قد تفضي إلى خطة عمل بشأن الأزمة السورية. كما أكد المعلمي، في مقابلة مع قناة «الحدث» من مقر الأمم المتحدة، أنه لن يتردد في خوض المواجهات الدبلوماسية طالما أنها ستحقن الدماء في سوريا، مشدداً على أنه مستعد لمواجهة إيران ومن هو أخطر منها.
سياسة أنقرة
وإلى ذلك، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إنه يأمل أن يسمح التقارب بين روسيا وتركيا لموسكو بتغيير سياسة أنقرة تجاه سوريا.
صرح الأسد بذلك في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، ونشرت الصحيفة جزءاً من المقابلة على موقعها الإلكتروني أمس، ومن المقرر نشر المقابلة كاملة اليوم الجمعة.
أعلن السفير المعلمي التوجه إلى الجمعية العامة بشأن الوضع في سوريا. وكانت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة سلمت إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، ومندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الدولية، فيتالي تشوركين، رسالة تتعلق بالملف السوري، والأوضاع في حلب، والتصعيد العسكري، والحصار على المدينة.