جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيداته على عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، نافياً أن يكون وقف شحنات البترول السعودية لمصر مرتبطاً بتصويتها على مشروعي قرارين في مجلس الأمن خاصين بسوريا، وأن الأمر يتعلق بعقد تجاري.
وأكد السيسي في كلمته بالندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصارات أكتوبر أمس، اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية بدول الخليج الشقيقة، مؤكداً أن مصر تحرص على الحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعتبر أمن دول الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي.
ونفى السيسي أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر قد جاء رداً على موقفها من التصويت في مجلس الأمن، مؤكداً أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في أبريل الماضي، وأن الحكومة قد اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.
وعاد الرئيس المصري التأكيد على موقف بلاده الثابت إزاء الأزمة السورية، الذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام إرادة الشعب السوري، فضلاً عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا.
وأكد السيسي في هذا الإطار حرص مصر على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشدداً على أن سياستها تدعو دائماً إلى الاستقرار والسلام. وأوضح أنه قد حرص على توضيح هذا الأمر في ظل ما تناوله البعض على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث أشار فيما يتعلق بعلاقة مصر بإثيوبيا، إلى حرصه على التأكيد للمسؤولين الإثيوبيين أن مصر تسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، ولا تقف أمام المصالح الإثيوبية، مع الحفاظ على المصالح المصرية وحقها التاريخي في مياه النيل باعتباره مسألة حيوية لمصر.
من جهة اخرى وبالعودة الى موضوع توريدات البترول السعودية إلى مصر، قال، عضو اللجنة المالية بمجلس الشورى السعودي والمتخصص في الشؤون الاقتصادية والمالية عبد العزيز بن نايف العريعر إن «الكتاب المغرضين هم الذين لا يقدرون عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين مصر الشقيقة والسعودية».
وأضاف بن نايف، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية نشرتها أمس، أن وضع مفاوضات الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحصص الإنتاج ربما أدى لتأخر وصول دفعة مصر من النفط التي استغلتها «الأيادي الهدامة وضعاف النفوس الذين يريدون أن يصطادوا بالماء العكر».