أبدى الرئيس السنغالي ماكي صال إعجابه بالنموذج الإماراتي في التنمية معتبراً أنه نموذج مدهش للغاية.. وأكّد على أنّ العبقرية الخلاقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت وراء جعل دبي والإمارات قبلة للعالم، ومركزاً عالمياً، سواء في قطاع الطيران أم خدمات الموانئ وفي مجال الاستثمار.
وشدد على أن موارد النفط لم تكن هالسبب في النجاح وأكد أن الفضل يعود إلى عبقرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وهي الرؤية أيضا، والتي لعبت دورا محوريا.
وجاءت إشادة ماكي صال بنموذج الإمارات للتنمية في حوار مع برنامج «قابل للنقاش» الذي بثّ على قناة «دبي الأولى» الليلة الماضية حيث أبدى الرئيس السنغالي ماكي صال، إعجابه بالنموذج الإماراتي في التنمية، معتبراً أن نموذج دولة الإمارات نموذج مدهش للغاية… وجميل جداً.
وأكد ماكي صال أن العبقرية الخلاقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت وراء تحويل هذه الأرض إلى «قبلة للعالم»، ومركزاً عالمياً، سواء في قطاع الطيران أو خدمات الموانئ، وفي مجال الاستثمار.
واستطرد الرئيس السنغالي قائلاً: «أعتقد أن موارد النفط لم تكن هي السبب في النجاح، بالعكس، إنها عبقرية حاكم دبي… وهي الرؤية أيضاً، والتي لعبت دوراً محورياً».
وأشاد صال، خلال الحوار مع برنامج «قابل للنقاش»، بالتنمية في الإمارات وبرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن حديثه عن طموحه للسنغال، وقال فب هذا الصدد: «لدينا طموح كبير، وهو أن نجعل بلدنا اقتصاداً صاعداً وجزيرة للاستقرار، وبلداً منفتحاً مثل دبي، منفتحاً على العالم، يحلو العيش فيه… هذا هو طموحنا.
نريد أن يكون اقتصادنا متنوعاً». وأشاد بعمل موانئ دبي، مؤكداً أنها تجاوزت العتبة التي تم تحديدها في ما يخص عدد الحاويات في السنة، حتى يتمكنوا من بناء ميناء المستقبل، الذي سيدار من بارنييه، وسيكون في الوقت ذاته جزءاً من المنطقة الاقتصادية الشاملة، والذي سيجعله أشبه وأقرب إلى المنطقة الحرة في جبل علي.
قوات جاهزةوحول الأحداث التي تجري في المنطقة، قال ماكي صال، إن القوة العسكرية السنغالية المُقدرة بـ 2100 جندي لم تصل بعد إلى المملكة العربية السعودية، مبرراً ذلك بأن الحاجة لهذه القوة لم تحِن بعد، مؤكداً أن هذه القوة تحت تصرف السعودية.
وأوضح أن بلاده استجاب لطلب المملكة العربية السعودية لأسباب سياسية، وللتضامن والصداقة، مُذكراً بأن السنغال بعث فرقة عسكرية أثناء غزو الكويت… وليس جديداً عليه الذهاب إلى الشرق الأوسط أو إلى أي مكان آخر في العالم.
وأكد ماكي صال، أن السنغال اليوم يحتل المرتبة السابعة بين الدول التي تشارك بجنود في الأمم المتحدة للحفاظ على السلام في العالم. وأضاف: «نحن حاضرون في أفريقيا، كما قلت، في ساحل العاج في غينيا بيساو، نحن في دارفور، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، لذلك الجيش السنغالي مطلوب».
وفي ردّه على سؤال حول، دوافع إعادته للعلاقات الدبلوماسية مع طهران، وما إذا كان قد حصل على ضمانات من إيران بعدم عودتها لدعم الانفصاليين السنغاليين في إقليم كازامانص، قال صال: «لا يمكن أن تكون لدي ضمانات… أنا كنت واثقاً بكلمة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، والتقينا في القاهرة حينها في قمة منظمة التعاون الإسلامي».
وأضاف أنّ «إيران أبدت رغبتها في عودة العلاقات…. وقلبنا الصفحة لفتح صفحة جديدة في إطار علاقاتنا». واستطرد في السياقِ ذاتها قائلاً إنّ «علاقاتنا قوية جداً مع السعودية، وهذا لا يمنع أن تكون لدينا علاقات مع إيران، الأمور مختلفة… نحن بلد منفتح على كل العالم، وانتخاب السنغال في مجلس الأمن كعضو غير دائم، أظهر طبيعة العلاقات بين السنغال وكل دول العالم، حيث حصلنا على دعم 187 دولة من 191». وأردف القول: .«لدينا علاقات مع الجميع… ونأمل أن نحافظ عليها، وطبعاً هناك علاقات ضرورية، وهناك علاقات استراتيجية».
وبشأن علاقات بلاده بإسرائيل، شدد الرئيس السنغالي على أنها علاقات دبلوماسية، وجدها قائمة قبل وصوله للسلطة، وقال: «كوننا نساند فلسطين، لا يعني أنه ينبغي علينا عدم فتح سفارة لإسرائيل عندنا، نحن ليست لدينا سفارة في إسرائيل، ولكننا قبلنا أن تكون لها سفارة هنا، وهذا الأمر يسمح لنا بالتواصل مع إسرائيل، ونعرفهم بمواقفنا بشأن القضية الفلسطينية، وبحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته، تكون معترفاً بها دولياً، وضمن حدود معروفة… هذه هي مطالبنا الدائمة… إذن، واقع أن إسرائيل موجودة هنا، لا يعني بالضرورة أننا توقفنا عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني».
من جانب آخر، أوضح الرئيس السنغالي أن بلاده تتأثر بأحداث الشرق الأوسط قائلاً: «ليس هناك أي طرف بمنأى عن تداعيات الأحداث… نرى اليوم جيداً، تأثير ما يحدث في سوريا على أمن أفريقيا… في مالي وليبيا، الكل مترابط… ولدينا حدود مشتركة مع مالي… إذن، لا ينبغي اعتبار ما يحدث في الشرق الأوسط أحداثاً بعيدة عن أفريقيا».
وأضاف: «هناك مواضيع كثيرة تهمنا، حتى ولو لم نكن قريبين منها… أتحدث عن الدبلوماسية والتضامن، وأيضاً منظمة التعاون الإسلامي، نحن نتقاسم مع كل الدول الإسلامية أموراً، فيطلب منا أن نكون حاضرين على هذا المسرح أو ذاك».
وبخصوص خشية السنغال من هجمات إرهابية، رأى الرئيس ماكي صال أن مخاطر الإرهاب لا تستثني أي بلد، وهي مشكلة عالمية، لقد ضرب الولايات المتحدة، فرنسا، الشرق الأوسط، وأفريقيا… واعتبر أن الأمر يتعلق بالكثير من مواطني بلدان عدة، اعتنقوا أفكاراً معينة، ويُشكلون تهديداً حقيقياً.
تعديل دستوري وفي الشأن الداخلي السنغالي، قال ماكي صال: «إنني سأعيد فترة الخمس سنوات بدل السبع الحالية… وهو ما سيحدث في الاستفتاء الذي دعوتُ إليه… الالتزام الأول الذي تعهدتُ به، هو إعادة فترة الحكم لخمس سنوات… وتحديد فترتين رئاسيتين فقط… هذا هو طموحي، وإذا صوّت الشعب على التعديل الدستوري الشهر المقبل، فإنه لن يستطيع أي رئيس في السنغال أن يحكم أكثر من فترتين من خمس سنوات، وهناك أيضاً سلطات إضافية ستتمتع بها الجمعية الوطنية من خلال الاستفتاء، وحتى المجلس الدستوري، لأنه سيعزز سلطاته… ورئيس الجمهورية، هو الذي سيحصل على أقل المنافع، وعلى العكس، فإن سلطاته ستوزع على هيئات أخرى بشكل أو بآخر».
وعن الاكتشافات الكبيرة التي أعلنت عنها السنغالي في مجال الغاز، على الحدود مع الجارة موريتانيا، قال لرئيس ماكي صال: «السنغال لو حظي في المستقبل بموارد كبيرة من الغاز، وآمل ذلك، ستكون سنداً قوياً لخططنا التنموية».
وتابع: «إذا امتلكنا النفط أو الغاز في المستقبل، فإن هذه الموارد ستسرّع المسيرة للوصول إلى النهضة الاقتصادية التي نسعى لتحقيقها بحلول 2035، ولكن ربما مع هذه الموارد الجديدة سنحققها بحلول عام 2015».
وشدد الرئيس صال، على أنه ينبغي تجنب خطأ الاعتماد على إيرادات الطاقة، وترك القطاعات الاقتصادية التي تضمن التنويع الاقتصادي وصمود البلد.
بحكم رئاسته الدورية للجنة توجيه رؤساء الدول وحكومات الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا «النيباد»، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، دعا الرئيس السنغالي ماكي صال، إلى ضرورة توجه رأس المال والمستثمرين العرب إلى قارة أفريقيا، وقال إنها قارة واعدة، وبها فرص استثمار قوية. واستطرد قائلاً: «أعتقد بأن المستقبل هو أفريقيا، وهذا اقتناعي، والمستقبل ليس بعيداً، إنه اليوم».