بقلم: د. مريم الشامسي
ثمة علاقة أولية بين الاسم والعنوان في السور القرآنية، فالمفسرون لم يستعملوا لفظ العنوان في السور؛ إنما استعملوا لفظ الاسم.
ونقطة التلاقي بين الاسم والعنوان تكمن في كونهما علامة تحيل على شيء ما، وقد استخدم الإمام البقاعي اللفظين بمعنى واحد في قوله: “إن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها؛ لأن اسم كل شيء تظهر المناسبة بينه وبين مسماه، عنوانه الدال إجمالًا على تفصيل ما فيه، ومقصود كل سورة هادٍ إلى تناسبه”.
ويتلاقى هذا الاعتبار مع اختيار العنوان في المنهج السيميائي؛ إذ لا يخلو اختيار العناوين سيميائيًّا “من قصدية كيفما كان الوضع الأجناسي للنص، إنها قصدية تنفي معيار الاعتباطية في اختيار التسمية، ليصبح العنوان هو المحور الذي يتوالد ويتنامى ويعيد إنتاج نفسه، وفق تمثلات وسياقات نصية تؤكد طبيعة التعالقات التي تربط العنوان بنصه والنص بعنوانه”.
وأشار الزركشي إلى أن السور القرآنية قد سميت بأشياء ووقائع معينة ذكرت فيها، كأن تكون السورة انفردت بتفسير واقعة ما، وبناء على ذلك تميزت صياغة أسماء السور القرآنية بميزتين؛ هما:
الأولى: الإيجاز والإعجاز.
الثانية: اختيار العنوان المناسب لمضمون النص المعنون.
فالعنوان وسيلة لتعريف الكتاب، وله الوظيفة التعيينية وذلك من خلال التركيز على المستويات السيميائية الآتية:
– المستوى الصوتي والمستوى النحوي والمستوى المعجمي.
– الوظيفة الدلالية للعنوان، وهي الوظيفة الخاصة بتحديد المحتوى، وتعيين المضمون.