الشهرة الحمراء مضيئة لبعض الوقت لبعض العامة ، أما الأصالة تلميذة النبالة فهي الجذور و هي العطور ، هذا الخطاب الأريحي الرقيق صارا لزاما أن ينتقل إلى الإعلام و إلى التعليم ، بصفتهما رافدان أساسيان لماضي و حاضر و مستقبل الإنسان.
سعي الفرد إلى أن يعرفه عدد كبير من الناس ( الشهرة )
دون التقيد بأي قيم ( الحمراء ) هو مهلكة المهالك، ولماذا كل هذا؟ ألا يوجد طريق أخضر مضمون الوصول إلى القلوب و العقول ؟
ربط الرسالة الإعلامية بأهداف سامية ، صار أضحوكة لكل متسلقي مهنة الإعلام ، و لكل شريري مواقع التواصل الاجتماعي.
لا بد من اتباع سياسة درء الرديء ، ( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) الرعد 17
على أمل أن يطيح الملزق بسرعة : ( ما يصح إلا الصحيح و الملزق يطيح ) ، في كل هذا الرهان العسير ، الخاسر الأكبر هو العمر ، و أخص بالذكر مرحلة الطفولة الهشة بتقلبات عدم الاتزان الفكري و اضمحال الثبات الانفعالي.
إذا استمرينا بعدم متابعة البرامج الإعلامية الهادفة ستنقرض، و إذا استمرينا بعشق البرامج الإعلامية عديمة اللون و الطعم و الرائحة فستنتشر و تزيد هذا من نافل القول البدهي ، ما الحل إذن ؟
( لا تجعلوا الأغبياء مشاهير ) و إلا ف ( سيجعلكم المشاهير أغبياء )
للمرة الثانية : و لماذا كل هذا ؟
ألا يوجد مادة خام فكرية قوية لدى العرب ؟
هل أصبح البطن أهم من العقل ؟
هروبا من التلفظ بعبارات سلبية ، علينا أن نتكلم عن الحل لا عن المشكلة ، الحل هو أن نرد إلى رشدنا ردا جميلا ، قبل أن يغرقنا طوفان ثقافة السخافة
كنوز العرب العقلية كنوز حقيقية ، عمرّت حضارات مذهلة ، أنجزت وعيا معرفيا شديد التميز و الفرادة ، يجب أن تكون هي منبع و مصب منشورات الإعلام القديم و الجديد على السواء .
نوجه همسة حب لكتاب و قرّاء مواقع التواصل الاجتماعي ، نريد وجوهنا ، نريد نفع الأجيال ، نريد التوقف عن إعلاء الجسد ، لصالح إعلاء الروح
الإعلامي الأبيض ليس مجرد كاتب محتوى في حسابه ، الإعلامي الأبيض مرسل من نفسه الشريفة إلى نفوس المتابعين اللطيفة
الإعلامي الأبيض تغريه المصلحة العامة ، لا الشهرة الزائفة
الإعلامي الأبيض لا يستحي من التغريد عن الأخلاق ، بل يستحي من عدم التغريد عن الأخلاق
إن نظرية ( مواقع التواصل ليست منبرا لنشر الفضائل ) قد أودت بمعظمنا إلى الهاوية
آن أوان أن نكون حقيقيين ، صمتنا عن متابعة أبنائنا لمواقع عديمة الجدوى ، جعلهم نسخا كربونية عن ذلك الإعلامي الذي يقفز في الهواء ، و تلك الإعلامية التي تبحث ساعة كاملة عن فردة حذائها
لا … ليس هذا هو الإعلام
لا … ليست هذه هي مواقع التواصل
المحتوى الثر الغزير المفيد هو النبراس الذي يهدي المتابعين إلى جادة اليقين ، و طالما أن هذا المحتوى لا يحظى حاليا باهتمام يستحقه ، فستستمر نسب الطلاق و الاكتئاب و الانتحار بالازدياد.
خير طريقة للتقليل من أخطار الألعاب الإلكترونية على صحة أبنائنا هي حثهم على متابعة الإعلام البنّاء
خير طريقة لقصقصة أجنحة الإدمان هي إنفاق الوقت بالإعلام المجدي
خير طريقة للإصلاح الزوجي ثم الإصلاح الأسري هي فتح العيون على الإعلام الأبيض، وإغماضها على الإعلام المزيف للأفكار و المشاعر.
بقلم: أحمد طقش