يحيي المصريون اليوم الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ويحتفلون بعيد الشرطة، في ظل تأهّب أمني لافت تحسّباً لوقوع أعمال عنف وإرهاب يخطّط عناصر جماعة الإخوان لارتكابها، فيما شدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أنّ مصر أصبحت وطن الكل لا جماعة.
وأعدّت قوى الأمن خططاً محكمة للسيطرة على الأوضاع حال وقوع أي أعمال شغب من شأنها إفساد الاحتفالات، وأي محاولات لإحداث فوضى وجر المشهد إلى العنف.
بدورها، أعلنت جل الأحزاب السياسية رفضها النزول في ظل دعوات الفوضى التي أطلقها «الإخوان»، لإفشال مخطّطاتهم ومنع السيناريوهات التي يسعون إليها، فيما أكّد بعض مؤيّدي الرئيس الأسبق حسني مبارك النزول إلى الميادين تعبيراً عن الرفض والاعتراض على تثبيت الحكم الصادر بحقه في قضية «القصور الرئاسية».
وبدأت وزارة الداخلية تنفيذ خطّة أمنية بالتنسيق مع الجيش، إذ انتشر أفرادها في عدد من المناطق المهمّة والحيوية، وعزّزت إجراءات الأمن حول المنشآت الحكومية والاستراتيجية مثل البرلمان والوزارات ومحطات المياه ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وأقسام ومراكز الشرطة والسجون، مع تكثيف الوجود في الميادين لاسيّما ميدان التحرير.
إلى ذلك، أعدّت وزارة الصحة خطّة شاملة بدأتها أمس وتستمر حتى نهاية الاحتفال بذكرى الثورة، إذ أكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة خالد مجاهد، أنّ الاستعدادات تشمل تجهيز 2842 سيارة إسعاف موزّعة على ميادين القاهرة الكبرى وكل ميادين البلاد، وأماكن التجمعات أمام مباني ديوان المحافظات، فضلاً عن 10 لانشات إسعافية موزّعة على محافظات القاهرة والجيزة والأقصر وسوهاج وأسوان، ورفع درجة الاستعداد في جميع مرافق الإسعاف والتنسيق بين هيئة الإسعاف وقطاع الرعاية العلاجية والعاجلة، لعمل تمركزات بسيارات التدخّل الطبي السريع، إلى جانب رفع درجة الاستعداد في كل المستشفيات العامة والمركزية.
في السياق، تبذل الشركة المصرية للاتصالات جهوداً جبّارة عبر خطط طوارئ من شأنها مواجهة أي أحداث طارئة ربما تؤثّر على خدماتها خلال الاحتفال بذكرى الثورة.
وتهدف الخطة التي دشّنت الجمعة الماضي وتستمر حتى الخميس المقبل، إلى التأكّد من جاهزية فرق التدخّل السريع وفرق الإصلاح وتوزيعهم على كل المناطق، من أجل سرعة التعامل مع أي مشكلة طارئة في مسعى لضمان عدم تأثّر الخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها، من خلال تشكيل فريق عمل لتلقي بلاغات الموظفين عن أية أمور طارئة أو مشكلات جسيمة تؤثّر على الخدمات التي تقدّمها الشركة أو تؤثّر على منشآتها في كل ربوع مصر.
وفي كلمة في ذكرى الثورة، أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنّ مصر تحوّلت من وطن لجماعة إلى وطن للجميع، ومن حكم يعادي الشعب وكافة قطاعات الدولة إلى حكم يحترم خيارات الشعب، لافتاً إلى أنّ «تلك الثورة اعتراها انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب وذلك لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء وإنما جاء نتاجاً خالصاً لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة، وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة».
وأضاف السيسي: «شعب مصر العظيم نحتفل اليوم معا بالذكرى الخامسة لثورة الشعب التي ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم، من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات، وتؤسس لمصر الجديدة التي يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربـوع بـلادنـا».
وتابع: «لقد أنجزنا معا الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية، واكتمل البناء الديمقراطي والتشريعي لمصر بانتخاب مجلس النواب الجديد، وأقول لنواب الشعب مسؤوليتكم جسيمة»، مشيراً إلى أنّ «التجارب الديمقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة». وأنهى كلمته بالقول: «لن ينهض هذا البلد سوى بجهودكم أنتم يا أبناء مصر بعملكم الجاد بعقولكم المبدعة وسواعدكم القوية، إن صدق النوايا يتعين أن يقترن بحسن العمل فوطننا ينادى وحتما سنلبي جميعاً النداء عملا جاداً وجهداً دؤوباً وإخلاصا لا ينقطع، فمـن أجلكـم وبقوتكـم تحيــا مصــر».
ودعت السفارة الأميركية في القاهرة في بيان أمس، رعاياها لأخذ الحيطة، وتجنّب التجمعات وأماكن التظاهرات، وتوخّي الحذر بشأن أمنهم خلال الأيام المقبلة.
وقالت السفارة الأميركية في رسالتها للمواطنين الأميركيين على موقعها الإلكتروني، إنّ «25 يناير عطلة وطنية للاحتفال بعيد الشرطة وذكرى الثورة»، مضيفة أنّ «الحكومة المصرية نشرت قوات أمنية إضافية، بما في ذلك الأفراد العسكريون في جميع أنحاء البلاد كإجراء احترازي».