ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة المشارك في أعمال الدورة الأولى من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الهندي في المنامة والذي نتج عنه «إعلان المنامة» الذي طالب طهران باحترام مبادئ حسن الجوار وحمّلها المسؤولية الكاملة عن عدم حماية المباني الدبلوماسية على إثر الاعتداءات على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، كما ثمن الإعلان جهود الإمارات السلمية في حل قضية جزرها المحتلة ودعم الشرعية في اليمن، وأكد وحدة الأراضي السورية والليبية، كما أكد أهمية تحقيق حل شامل ودائم للصراع العربي – الإسرائيلي.
وافتتح المنتدى بكلمة لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة رحب فيها بكل المشاركين في المنتدى.. مشيداً بالجهود التي بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وكبار المسؤولين من الجانبين العربي والهندي في التحضير لهذا الاجتماع.
وفي كلمته خلال المنتدى أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اهتمام جامعة الدول العربية بتعزيز العلاقات مع الهند ووضع أسس صلبة للرؤية المشتركة والشراكة المتجددة للحوار والتعاون الجماعي بين الدول العربية والهند.
وشهدت الجلسة المغلقة للمنتدى مناقشة عامة حول العلاقات بين الدول العربية وجمهورية الهند وكلمات وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة.. كما تمت مناقشة واعتماد «إعلان المنامة» الصادر عن الاجتماع الذي تضمن المواقف والتفاهمات المشتركة بين الجانبين العربي والهندي حيال قضايا التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضية الفلسطينية والتطورات في المنطقة العربية وفي منطقة جنوب آسيا والعلاقات مع إيران وكذلك مكافحة الإرهاب وإصلاح مجلس الأمن ونزع السلاح النووي.
وأكد الإعلان أهمية التعاون بين الجانبين العربي والهندي من أجل تعزيز الثقة بين الدول الإقليمية وحل الصراعات كي يتم تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تم خلال الجلسة المغلقة إقرار البرنامج التنفيذي الذي وضع آلية العمل بين الجانبين خلال عامي 2016 و2017 لتعزيز التعاون في المجالات السياسية الاقتصادية والتجارية الطاقـة وحماية البيئة والزراعة والأمن الغذائي تنمية المـوارد البشريـة والثقافة والتعليم الإعلام التنمية الاجتماعية وفي مجال الصحة.
وضم وفد الدولة عبدالرضا عبدالله محمود خوري سفير الدولة لدى البحرين.
وصدر في ختام الاجتماع «إعلان المنامة» وفيما يلي نصه.
عقد الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون العربي الهندي في المنامة يوم 24 يناير 2016 بمشاركة وزراء خارجية الدول العربية ووزيرة الشؤون الخارجية وشؤون ما وراء البحار بجمهورية الهند والأمين العام لجامعة الدول العربية.
واستعرض الجانبان الروابط التاريخية والحضارية بين العالم العربي والهند.. كما أكدا التزامهما بتعزيز السلم والأمن الدوليين وتحقيق التنمية المستدامة.. وأعربا عن التزامهما بالعمل معاً لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية من خلال تعزيز التشاور والتعاون والتنسيق الوثيق في مختلف المجالات.
وناقش الجانبان القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضية الفلسطينية والتطورات في المنطقة العربية وفي منطقة جنوب آسيا وكذلك مكافحة الإرهاب وإصلاح مجلس الأمن ونزع السلاح النووي.. وأكدا أهمية التعاون بينهما من أجل تعزيز الثقة بين الدول الإقليمية وحل الصراعات كي يتم تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتوصلا إلى التفاهمات التالية: القضايا الإقليمية.
التأكيد على أهمية تحقيق حل شامل ودائم للصراع العربي – الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية خاصة قرارات مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 وقرار 338 لعام 1973 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى مرجعية مؤتمر مدريد للسلام لعام 1991.
الملف السوري
على صعيد آخر، أعرب الجانبان عن القلق العميق إزاء الوضع في سوريا وأكدا ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها وأهمية التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة بما يحافظ على حياة السوريين ويفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف في 30 يونيو 2012 وبياني فيينا في أكتوبر ونوفمبر 2015.
أما عن لبنان فأكد البيان الالتزام بالوحدة الوطنية وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه والدعوة للتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومطالبة إسرائيل بالانسحاب من بقية الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأكد احترام استقلال وسيادة ووحدة العراق وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ورفض المساس بهذه المبادئ والإدانة الشديدة للجرائم التي ترتكبها كل التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي ضد جميع الشعب العراقي. كما أكد الالتزام بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الليبية بما يتفق مع مبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
الأزمة اليمنية
أما عن اليمن فأكد الجانبان أهمية الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني فيما يتطلع إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية.
وأكدا مجدداً على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2201 «2015» والقرار 2216 «2015» الذي أكد بوجه خاص دعم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وإدانة الإجراءات الانفرادية التي قام بها الحوثيون والتي من شأنها تقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن.
جزر الإمارات
كما أكدا أهمية تنفيذ مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل. أما عن الإمارات فقد أعرب الجانبان عن دعم كل الجهود السلمية بما في ذلك جهود الإمارات للوصول إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى مع إيران من خلال المفاوضات الثنائية ووفقاً لقواعد القانون الدولي.
وأكد الجانبان أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وأدان الجانبان الاعتداءات على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، والتي أسفرت عن اقتحام المباني الدبلوماسية والقنصلية وإلحاق ضرر بالغ بها وتحميل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن عدم حماية المباني الدبلوماسية كما هو منصوص على ذلك في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية 1963.
ورحب الجانبان بمؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في السودان وناشدا الحركات المسلحة وقف الاقتتال والانخراط في هذا الحوار الوطني استجابة لمبادرة الرئيس عمر حسن أحمد البشير.
وأعرب الجانبان عن دعمهما وحدة وسيادة الصومال كما أكدا احترام الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة أراضيها. وهنأ الجانبان الجمهورية التونسية بمناسبة حصول الرباعي الراعي للحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام 2015، وأشادا بروح التوافق والحوار التي سادت مسار الانتقال الديمقراطي في تونس. ونوه الجانبان بالجهود التي قامت بها الجمهورية الإسلامية الموريتانية لجهة استتباب السلام والأمن في جمهورية مالي ضمن الوساطة الدولية.
وعبر الجانبان عن إدانتهما واستنكارهما اختطاف عدد من القطريين في جنوب العراق.
وأعرب الجانبان عن قلقهما حول اختطاف 39 عاملاً هندياً في الموصل في العراق في يونيو 2014 وثلاثة عمال هنود في سرت في ليبيا في يونيو 2015.
ودعا الجانبان إلى إصلاح عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال توسيع كل من العضوية الدائمة وغير الدائمة لتعكس الواقع المعاصر.
وأدان الجانبان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ورفضا ربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو ثقافة بعينها.. وأكدا ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه ووضع استراتيجيات للقضاء على مصادر تمويل الإرهاب.
النووي
أبرز إعلان المنامة الدور الريادي الذي تقوم به كل من الدول العربية والهند في مجال حفظ السلام باعتبارهما من أكبر الدول المساهمة بقوات وشراكة في بعثات الأمم المتحدة وطالب بتوسيع مشاركة الدول المساهمة بقوات في صياغة القرارات الأممية في مجال حفظ السلام.
كما أكد مجدداً الالتزام بنزع السلاح النووي بطريقة يمكن التحقق منها وغير تمييزية وعلى الإزالة التامة للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى بطريقة لا رجعة فيها.
الجبير: لا وساطة ما لم تتجاوب إيران
نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وجود وساطة باكستانية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» عن الجبير في تصريح صحافي على هامش الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الهندي إن إيران تعرف ما هو المطلوب منها.
وكشف الجبير عن أن بعض الدول عرضت الوساطة ونقل الأفكار بين الرياض وطهران، مشددا على أنه لن تكون هناك وساطة ما لم تتجاوب إيران.
وأوضح الجبير أن إيران – وعلى مدى أكثر من 35 عاما – اتبعت سياسية عدوانية تجاه العالم العربي تمثلت في تدخلاتها في شؤون الدول العربية وزرع الفتنة الطائفية ودعم الإرهاب، مؤكدا وجود أدلة قاطعة وعديدة تثبت ذلك.
ونوه بأن إيران مدرجة على قائمة الدول الراعية للإرهاب من قبل منظمة الأمم المتحدة ودول عديدة وليست السعودية فقط.
وأشار وزير الخارجية السعودي الذي يرأس وفد المملكة إلى الاجتماع إلى أن إيران يوجد بها مؤسسات حكومية مصنفة كمنظمات إرهابية.. مضيفا أن هناك مسؤولين إيرانيين في المؤسسات الأمنية مطلوبون بسبب تورطهم في الإرهاب.
كما أكد أن الصورة واضحة وعلى إيران تغيير سياستها ومنهجها وأن تتعامل مع جيرانها بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين كي يكون الطريق مفتوحا لبناء افضل العلاقات بين إيران وجيرانها.
وحول موقف أميركا تجاه «عاصفة الحزم»،
قال وزير الخارجية السعودي إن واشنطن كانت تلعب دورا مساندا في عاصفة الحزم واستمرت في دعم جهود دول التحالف في الحرب لدعم الشرعية في اليمن.
وأشاد إعلان المنامة بالدور الأساسي الإيجابي والفعّال الذي قامت به الجزائر من خلال جولات الحوار التي استضافتها بين الأطراف المالية والتي أتاحت الوصول إلى توقيع الأطراف في مالي على اتفاق السلم والمصالحة في باماكو بتاريخ 15 مايو الماضي.