حوار – الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أكد استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف ، أن سمنة الأطفال تعد حالة طبية خطيرة، فهي تعرض الأطفال لخطر المشكلات الطبية التي يمكن أن تؤثر في صحتهم على المدى القريب والبعيد.
وفيما يلي نص اللقاء:
• بداية .. ما هي أسباب سمنة الأطفال من وجهة نظركم؟
هناك عدة أسباب تجعل الأطفال يعانون من السمنة أهمها اختلال الطاقة في أثناء الطفولة والمراهقة؛ حيث تتراكم الدهون الزائدة عندما يتجاوز إجمالي إنتاج الطاقة إجمالي استهلاكها. وعادة يكون هذا بسبب نمط الحياة الخاملة، وعدم كفاية النشاط البدني. ولكن الأسباب التي تجعل الأطفال يعانون السمنة المفرطة تشمل التالي:
• العوامل السلوكية: على سبيل المثال، تناول الطعام بكميات كبيرة، وتناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، وقضاء كثير من الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية، وقلة ممارسة الأنشطة البدنية.
• العوامل البيئية: سهولة الوصول إلى الوجبات السريعة، وقلة فرص ممارسة النشاط البدني، ونقص الحدائق والملاعب في بعض المجتمعات.
• العوامل الوراثية: يكون الطفل أكثر عرضة لخطر السمنة عندما يكون أحد الوالدين على الأقل يعاني السمنة، ومع ذلك فإن الجينات لا تعني بالضرورة أن الطفل سوف يعاني زيادة الوزن، فهناك عدد من الخطوات التي يمكن للطفل اتخاذها لتقليل هذا الخطر.
• الأدوية: المنشطات، وبعض مضادات الاكتئاب، وغيرها.
• الحالات الطبية: الحالات الهرمونية مثل: قصور الغدة الدرقية، زيادة إنتاج الجلوكوكورتيكويد كما في متلازمة كوشينغ، ونقص هرمون النمو، ومتلازمة تيرنر، ومتلازمة داون.
عوامل الخطورة والأعراض
• من وجهة نظركم ما هي ابرز عوامل الخطورة والأعراض في حدوث السمنة؟
** هناك عدة أسباب وهي:
• النظام الغذائي، مثل: اختيار الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بدلًا عن الخيارات الصحية.
• قلة النشاط البدني.
• استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية لساعات متواصلة.
• النمط الغذائي لدى الأسرة التي تعاني زيادة الوزن.
• بعض الاضطرابات الجينية النادرة.
أما ما يتعلق بالأعراض فتختلف الأعراض لدى الأطفال، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا هي: علامات التمدد على الوركين والبطن ، بشرة داكنة مخملية حول الرقبة، وفي مناطق أخرى ، ترسب الأنسجة الدهنية في منطقة الثدي ، توزيع الدهون بطريقة غير صحية في الجسم ، عدم تقدير الذات ، اضطرابات الأكل ، ضيق التنفس عند النشاط البدني ، توقف التنفس أثناء النوم ، الإمساك ، الارتجاع المريئي ، اضطراب الدورة الشهرية، وعدم انتظامها ، احتكاك الركبتين ، خلع الورك.
وعن المضاعفات قال الدكتور الشريف :
من مضاعفات السمنة التي تؤثر في الأطفال على مدى الطويل هي ارتفاع ضغط الدم ، اختلال مستويات الدهون في الدم ، متلازمة الأيض، وهي حالة من مقاومة الأنسولين المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية المرتفعة، والسمنة ، داء السكري من النوع الثاني ، الربو ، توقف التنفس في أثناء النوم، وهو اضطراب متكرر في التنفس الطبيعي في أثناء النوم ، الالتهابات الجلدية، وأشهرها التهاب الفطريات في ثنايا الجلد ، آلام في الركبة، والفخذ، والورك، وغالبًا ما ترتبط هذه الآلام بحالة تسمى انحلال الرأس الفخذي المنزلق ، ألم في الظهر ، أمراض الكبد ، حصيات في المرارة ، التهاب البنكرياس ، اضطراب الحيض، وتكون فيه الدورة الشهرية غير منتظمة، أو مفقودة، وتسببه حالة تعرف باسم متلازمة المبيض متعدد الكيسات ، صداع شديد، مع اضطرابات بصرية.
وعن العلاج خلص إلى القول:
يجب اتباع التعليمات الغذائية، وتشمل تغيير السلوك الغذائي للطفل ، تعويد الطفل على عادات غذائية صحية ، الابتعاد عن استخدام طريقة المكافأة والعقاب بالطعام ، تجنب المشروبات المُحلية، والمشروبات الغازية ، تقليص عدد الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية ، تجنب تناول الوجبات الغذائية أمام التلفاز أو شاشات الألعاب الالكترونية؛ لارتباطها باستهلاك كميات كبيرة من الطعام، وبنهم سريع ، تشجيع الطفل ومكافأته عند التزامه بالعادات الصحية ، الابتعاد عن الانتقاد الدائم للطفل، وتشجيعه ، تنظيم وجبات الطفل وفق جدول زمني مناسب ، وإذا كان الطفل من محبي الحلويات، فيمكن تعلم طرق لصنعها في المنزل تجعلها قليلة الدهون والسعرات الحرارية ، مزاولة النشاط البدني يوميًّا لمدة 60 دقيقة، على أن يكون من النوع متوسط القوة، مثل: لعب كرة القدم، أو السباحة، وحث الطفل وتشجيعه على القيام به.
أما علاج الطفل السمين وراثيًّا فيكون بثلاثة خيارات علاجية رئيسة لعلاج السمنة الوراثية وهي: التدخل في نمط الحياة، والعلاج الدوائي، والجراحة؛ حيث إن الهدف من هذه العلاجات هو إنقاص الوزن، والحفاظ على هذا الوزن على المدى الطويل.