|  آخر تحديث أغسطس 22, 2020 , 11:28 ص

المؤسس الفعلي للتنمية البشرية


المؤسس الفعلي للتنمية البشرية



 

 

إذا كان تعريف التنمية البشرية أنها زيادة خبرات وطاقات البشر، و تحفيزهم لاستخدام هذه المهارات في رفد مجتمع الأسرة والعمل، فإن سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، يعد المؤسس الفعلي للتنمية البشرية .. لأن هذا النبي العربي الأمي قد استطاع بوحي من الله العظيم ، أن يحرر طاقات العرب بل العالم من براثن الكسل و الخمول واللهو واللغو والسهو ، فخلال حوالى عقدين فقط من الزمن انهارت على يديه الكريمتين أعتى امبراطوريات الظلم و الظلام والاستبداد ( الفرس و الروم ).

وهكذا فيجب أن يطلق المصطلح الشهير (محرر العبيد) على سيد البشر صلى الله عليه و سلم الذي حررالناس من عبادة بعضهم، إلى ساحات عبادة ربهم الذي خلقهم ليرحمهم ، ثم حررهم من الدنايا و السفاسف إلى المعالي والسؤددو الفخار..

لقد استطاع النبي الكريم أن ينمي البشر من رعاة الغنم ليصبحوا بعد هديه قادة الأمم ، عبر نبعين فوارين غزيرين هما كتاب الله الكريم ، وسنته ، حيث غدت بفضه مكارم الأفعال و الأخلاق و النوايا عقيدة مجزية تمنح صاحبها سعادة الدنيا وجنة الآخرة ..
وما كل هذه الأفكار والكتب والإصدارات التي تتحدث عن علم التنمية البشرية ، إلا هوامش على دفتر السنة الشريفة، حيث
نستطيع بكل سهولة ويسر، رد كل مواعظ مدربي التنمية البشرية العرب والغربيين إلى آية كريمة أو حديث شريف ، مع فارق ضخم جدا ، و هو أن وحي السماء مختصر مفيد محكم متناسق لا يأتيه الباطل لا من بين يديه و لا من خلفه، أما أفكار التنمويين فهي مقلدة ينقصها نور الوحي المبهر الذي يهدف إلى  : إعادة أبناء آدم إلى الجنة ، وقبل أن ندلل على كلامنا، لايسعنا إلا أن نصلي ونسلم على النبي الأعظم محمد حبيب الحق و سيد الخلق ، وأن ندعو منظري التنمية البشرية إلى الذهاب إلى النبع مباشرة :

قواصد كافور توارك غيره                                                    ومن قصد البحر استقل السواقيا

مع أن محاولاتهم التنموية تستحق منا كل احترام و حب وإعجاب وتقدير ، إلا أن كنز القرآن فيه الكثير من قواعد السلوك الاجتماعي والإداري و الوظيفي، ويكفي هنا مثال سورة لقمان ومواعظ هذا البيان الرباني الكريم التي سبقت ستيفن و مارك وأنطونيو و ماري و الفقي، في رسم معالم الإنسان الفالح المتميز المحبوب ( و لا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك ….. ) (لقمان18و19).

 

ويكفي أن نتذكر كلام نبينا المعصوم عليه الصلاة و السلام: (لا ضرر و لا ضرار)، (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) ، (أطعموا الطعام وافشوا السلام وألينوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام)، ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا و يعطف على صغيرنا) ، ( إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته)، (إخوانكم خولكم) ، (من صنع لكم معروفا فكافئوه)، (استوصوا بالنساء خيرا)، (بشروا ولا تنفروا) ، (يسروا ولا تعسروا).

 

فبسبب من انطباق أفعال النبي الكريمة مع أقواله الحكيمة ، استطاع أن يؤثر في الآخرين ناقلا إياهم إلى الصدق والأمانة والعدل والإحسان والكرم والشجاعة والتواضع ، ثم إلى الإحسان والإتقان والإنجاز والإبداع والاكتشاف، ولعمري هذا مجمل ما ينشده علم التنمية البشرية.
 

 

بقلم: د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com